كتبت: آية فؤاد
ظلت القناطر الخيرية لسنوات طويلة قِبلة لكل من يريد التنزه والاستجمام، فهى التحفة الفنية والسياحية التى أنشأها محمد على والتى تتمتع بسحر الطبيعة وتكسوها المساحات الخضراء، وكانت تشتهر بالاستراحات التى استقبلت العديد من الرؤساء والملوك على مدار الزمن، لكنها فقدت رونقها نتيجة للإهمال، إلى أن وضعت وزارة الموارد المائية والرى خطة لتطوير الحدائق لتستعيد بهاءها وزمنها الجميل من جديد.
آخرساعة قامت بجولة بين حدائق القناطر الخيرية التى تحمل لقب احدائق الشرقب وطالتها أخيراً عصا التطوير السحرية، حيث أولت وزارة الموارد المائية والرى اهتماماً كبيراً بهذه الحدائق لرفع يد الإهمال عنها وتطويرها وإحيائها من جديد، وبالفعل تم تطوير حديقة اعفلةب (تغيَّر اسمها حالياً إلى الؤلؤة الشرقب)، وحديقة البحيرة، وحديقة االنيلب وحديقة االمركز الثقافىب، وحديقة الياسمين الواقعة على مساحة سبعة أفدنة، حيث تمت زيادة المساحات الخضراء، ورفع كفاءة الأرصفة والاهتمام بالإنارة والري، وتركيب بلاط إنترلوك، وهناك اهتمام خاص بتوفير شبكات رى حديثة ورعاية الأشجار الأثرية التى يرجع تاريخها إلى عهد محمد علي، مع زراعة نباتات وأشجار جديدة بألوان زاهية وأنواع مختلفة.
بدأنا الجولة من حديقة اعفلةب التى تقع على الجسر الأيسر لفرع دمياط على مساحة 14 فداناً، وتتميز بمجموعة من الأشجار النادرة التى يرجع عمرها إلى 200 عام، بالإضافة إلى ممشى على النيل مباشرة كمتنفسٍ للزائرين، كما جرى تزويدها بكافيتريات لتقديم المشروبات والمأكولات المميزة، وبألعاب ترفيهية للأطفال بالمجان، وجرى أيضاً تطوير دورات المياه، وزيادة أكشاك الجلوس والمقاعد وأحواض الزهور، وتضم الحديقة مكتبة كبيرة لتقديم أنشطة وخدمات مختلفة للأطفال ولاستقبال كبار الزوار.
داليا سيد، مديرة مكتبة الهلال الأحمر بالحديقة، قالت: اإن المكتبة تتكوَّن من عدة قاعات أبرزها القاعة الرئيسية التى تحتوى على جميع أنواع الكتب لتشجيع الأطفال على القراءة واكتساب المعلومات، وتستوعب القاعة 80 طفلاً بالإضافة إلى الأنشطة والمسابقات وتقديم مسرح العرائس، أما القاعة الثانية فهى مخصصة لتعليم الأطفال فن الرسم وبعض الفنون اليدوية، هناك قاعة لتكنولوجيا المعلومات وأخرى للموسيقى، كما انتهت أيضاً وزارة الموارد المائية والرى من تطوير حديقة المركز الثقافى على مساحة 9 أفدنة، وهى عبارة عن متحف مكوَّن من جزئين الأول خارجى بالحديقة والثانى داخل مبنى يضم نماذج محاكاة لوسائل الرى المختلفة.
ويوضح جاسر عطا، مدير عام المتاحف بالحديقة: افى عام 1857 وأثناء بناء القناطر الخيرية جرى بناء المتحف وكان يحمل اسم (مبنى نماذج القناطر) لوضع نماذج من القناطر الخيرية لفرعى رشيد ودمياط، وظل المتحف كذلك إلى عام 1957 حتى تم نقل نماذج الرى لمبنى آخر سمى بمتحف (الثورة)، والذى تم تحويله فيما بعد إلى مبنى يضم الوثائق التى تخص النيل إلى عام 2004، حيث طرحت وزارة الموارد المائية والرى فكرة لإنشاء متحف يحاكى الظواهر الطبيعية والنظريات العلمية الفيزيائية والكيميائية، وظلت الفكرة إلى أن جرى افتتاح المتحف فى 2020 وسمى (المركز الثقافى لعلوم المياه) لاختصاصه بأفكار تتعلق بالرى.
حديقة البحيرة
وتتميز حديقة البحيرة بأن بها بحيرة صناعية يصل طولها إلى 150 متراً تحيطها أحواض الزهور والمساحات الخضراء من جميع الاتجاهات، ومقاعد من الرخام، كما تم تزويد الحديقة بقاعة أفراح وأماكن للتصوير وكافيتريا حديثة.
ويقول أشرف درويش، رئيس الإدارة العامة لرى قناطر الدلتا بوزارة الموارد المائية والرى إنه تم تطوير احديقة البحيرةب التى جرى إحياء البحيرة الصناعية بها بعد احتوائها على كمية كبيرة من البوص ومهملات الزرع والأشجار، وتم الاهتمام بالناحية الجمالية من خلال التزيين بالزراعة والورود والأسوار والسلالم حول البحيرة، وعمل مقاعد من الرخام كاستراحة للزوار، مع إضافة الإضاءة الأتوماتيكية التى تمنح الحديقة إضاءة مميزة بمجرد حلول الظلام، لأن الحدائق تستقبل الزوار من 8 صباحاً إلى 11 مساءً طوال أيام الأسبوع.
ويضيف درويش: امن أهم الحدائق التى تم تطويرها أيضاً حديقة (النيل) الواقعة على مساحة ستة أفدنة، حيث تمت زيادة المساحات الخضراء وأعمدة الإنارة، وجرى تطوير دورات المياه، وإقامة قاعة للأفراحب.