كشف مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسن هريدي، أن هناك خريطة جديدة للمنطقة العربية ترسمها دول كبرى وإقليمية بالدماء والنار، وهو ما يمثل حرب تكسير عظام للدول القوية في العالم العربي وهذا المخطط مستمر حتى عام 2050. وأوضح هريدي خلال لقائه في برنامج "صالة التحرير"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أن هناك معوقات أمام إنشاء تحالف عربي عسكري مشترك يتمثل في بعض الدول العربية التي لها أجندتها الخاصة ودول إقليمية ودول كبري، منوها أن الخلافات بين الدول العربية في غاية الخطورة ما يهدد تفعيل اتفاقية تحالف العربي المشترك. وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية للمأساة التي يعيشها العرب قرار الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في مارس 2011 حول ليبيا، والذي اتخذه الغرب كذريعة لتدخل حلف الناتو للإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر ألقذافي رغم عدم نص القرار العربي على السماح لقوات الناتو بضرب ليبيا. وشدد هريدي على أن الدول العربية تتعرض لتهديدات تعد الأخطر في تاريخها، مطالبا بتوفر الحد الأدنى للوفاق العربي حتى ينجح التحالف العربي المشترك، بالإضافة إلى أنه لن يتم تفعيل هذا التحالف في ظل عدم الـ"لاحيادية" من الدول الكبرى في التعامل مع ملف الإرهاب، مشيرا إلى أن هناك خلاف عربي على ممثل الحكومة الليبية مما يعيق تنفيذ أي عمل عسكري ضد تنظيم "داعش" الإرهابي أو أي منظمات إرهابية قبل الاستقرار على الممثل الشرعي دوليًا وإقليميًا وعربيًا للشعب الليبي. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن المخططات العالمية تقوم على استغلال المنظمات الإرهابية للتدخل والعبث في الشئون العربية، مطالبا التصدي لها بقوة. ورفض هريدي انضمام مصر إلى أي تحالف ديني أو طائفي تحت اسم "التحالف السني" أو غيره، موضحا أن هذا يعمل ضد ثوابت الدولة المصرية المدنية وأن أي تحالفات طائفية أو دينية تغذي تلك الفكرة التي تعود على المنطقة العربية بالدمار والفرقة والتشتت. وأعرب هريدي عن أمله أن تصل القمة العربية المقرر انعقادها بشرم الشيخ إلى اتفاق بإنشاء قوة عربية مشتركة يكون لها دور حقيقي في حفظ أمن واستقرار المنطقة تعمل في إطار جامعة الدول العربية .