إسرائيل تغير موقفها حول اغتيال أبو عاقلة.. وتحقق في احتمال تورط جنود إسرائيليين

الصحفية شيرين أبو عاقلة
الصحفية شيرين أبو عاقلة

تراجعت السلطات الإسرائيلية عن موقفها الأول باتهام مسلحين فلسطين في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وفتحت تحقيقًا داخليًا في احتمال تورط جنود إسرائيليين في حادث الاغتيال الذي أدانته الحكومات والشعوب حول العالم.

وفي تقرير تحدثت فيه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، مع أحد المسئولين في الجيش الإسرائيلي، والذي رفض ذكر اسمه، أكد أنه في نفس الوقت الذي وقع فيه اغتيال الصحفية الفلسطينية-الأمريكية، كان هناك تبادلا لإطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وشاحنة بها عدد من الجنود الإسرائيليين.

وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن إطلاق النار وقع على بعد 490 قدماً من المكان الذي قتلت فيه الصحفية الفلسطينية، ولذلك تراجعت السلطات الإسرائيلية عن تصريحاتها، وفضلّت فتح تحقيق في الواقعة.

ولفت المسئول الإسرائيلي إلى ان السلطات قررت سحب أسلحة الجنود الإسرائيليين المتورطين في الحادث إلى حين التأكد من تورطهم في إطلاق النار.

كما أوضح أن السلطات الاسرائيلية تشك في مكان تواجد الصحفية لحظة حدوث إطلاق النار المتبادل، وذلك وفقًا لواشنطن بوست.

 

وشيع الفلسطينيون، الخميس، جثمان الصحفية الشهيدة، خلال مراسم جنازة رسمية، تقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسيسجى جثمان الفقيدة في كنيسة «الروم الكاثوليك» في باب الخليل، الجمعة، للصلاة عليها قبل أن يتم يصل الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة «صهيون».

كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، صباح الأربعاء 12 مايو، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفي على السمودى برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها.

وقال الزميل الصحفي المصاب سمودى لمراسل وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في جنين إنه كان يتواجد برفقة الزميلة شيرين أبو عاقلة ومجموعة من الصحفيين في محيط مدارس وكالة الغوث قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدى الخوذ والزى الخاص بالصحفيين.

وأضاف أن قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين بشكل مباشر ما أدى إلى إصابته برصاصة في ظهره، واستشهاد زميلته شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة في الرأس.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مدينة جنين، وحاصرت منزلا لاعتقال شاب، ما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات المواطنين.

أوضحت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه الشبان والطواقم الصحفية.

وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على شيرين أبو عاقلة، رغم أنها كانت ترتدى سترة الصحافة التي تميزهم عن غيرهم أثناء التغطيات.

وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها بأشد العبارات لجريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية والمراسلة في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وذلك بالقرب من مخيم جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إصابة الصحفي علي السمودي.

وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن تلك الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها تُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديًا سافرًا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير، مُطالبًا بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل يُفضي إلى تحقيق العدالة الناجزة.  

كما تقدمت وزارة الخارجية بخالص العزاء وصادق المواساة لذوي الفقيدة ولكافة الأشقاء الفلسطينيين في هذا المُصاب الجلل، مؤكدًة على فقدان الصحافة لإعلامية وطنية كبيرة، مع الإعراب عن التمنيات بالشفاء العاجل للصحفي علي السمودي.