بمشاركة 6 جهات وطنية وتمويل أوروبي.. «المصنع المفتوح».. صُنع في مصر

مشروع بمشاركة 6 جهات وطنية وتمويل أوروبى
مشروع بمشاركة 6 جهات وطنية وتمويل أوروبى

» نقلة نوعية للصناعات النسجية والجلدية وتنافسيتها في الأسواق العالمية

» التكنولوجيا وأنظمة الـ «سوفت وير» لتوفير الطاقة والتحكم فى مراحل الإنتاج
» مراكز تدريب حديثة لعمال المصانع يستفيد منها 4000 وحدة إنتاجية
» تحفيز الابتكار الجماعى وحضانات للأفكار ودعم للمشروعات الصغيرة

 

للصناعات الجلدية والنسجية فى مصر تاريخ عريق منذ فجر التاريخ، وهى من أقدم الصناعات الاقتصادية الضخمة التى احتلت مكانة خاصة فى أسواق التجارة العالمية لآلاف السنين، ولكنها واجهت الكثير من التحديات وقاومت الاندثار فى زمن سيطرت فيه التكنولوجيا على كل مناحى الحياة، حتى جاء مشروع المصنع المفتوح ليعيد الأمل فى عودة هاتين الصناعتين إلى سابق عهدهما في الأسواق المصرية والعالمية.. فما هوَ مشروع المصنع المفتوح.. وكيف سيعيد أهم الصناعتين المصريتين إلى سابق عهدهما؟

قبل البدء.. مشروع المصنع المفتوح -الذى بدأ فى مصر منذ أكثر من عامين- مشروع وطنى ضخم جاء ليحقق الاستقرار والاستمرارية والمنافسة العالمية للصناعات النسجية والجلدية بتطويرهما باستخدام التكنولوجيا الحديثة وفتح فرص عمل كبيرة لآلاف العاملين فى الصناعتين، وتدريبهم على التقنيات الحديثة. فكرة المشروع حارب أساتذة كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة على دراستها لمدة تزيد على العامين حتى تمت الموافقة عليها، ولم يمنعهم ظهور وباء الكورونا ـ كوفيد 19 ـ الذى تزامن مع بدء المشروع، عن البدء فى تنفيذ الفكرة لتطوير الصناعات النسجية والجلدية تكنولوجياً فى مواجهة الصناعات العالمية، وهو الأمل الذى سيتحقق بإذن الله بعد قوانين تقنين الاستيراد والنهوض بزراعات القطن المصرى الأجود عالميا.


القوة الدافعة للمبتكرين والصناع
يشير المهندس محمد عبد الكريم، المدير التنفيذى لمركز تحديث الصناعة بوزارة التجارة والصناعة، إلى أن مشروع المصنع المفتوح ممول من الاتحاد الأوربى لتطوير الصناعة المصرية بمشاركة جامعة القاهرة ممثلة فى كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى، وجامعة حلوان، والمركز القومى للبحوث، ومركز تحديث الصناعة بوزارة التجارة والصناعة، وغرفتى الصناعات النسجية والجلدية، وبمشاركة ثلاث هيئات أوربية إيطالية، وبتمويل من الاتحاد الأوربى لدعم وتطوير الصناعات المصرية، ويأتى المشروع فى إطار تعزيز دور المبتكرين والمصممين الشباب فى دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا سعيا لتحسين تنافسية القطاع الصناعى خاصة فى قطاعى المنسوجات والملابس الجاهزة والجلود لما لهما من تأثير كبير على النهوض بالصناعة الوطنية وتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة التى تسعى لها الدولة المصرية، ويعد هذا المشروع نموذجا استثنائيا لكيفية ربط احتياجات وتحديات القطاع الصناعى بمخرجات وحلول البحث العلمى والقطاع الأكاديمى فى مصر، وهو ما يتوافق مع أولويات وزارة التجارة والصناعة ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، والتى تهدف إلى ربط البحث العلمى باحتياجات الدولة والمجتمع من خلال تهيئة بيئة محفزة لتوطين وإنتاج المعرفة فضلا عن تفعيل وتطوير نظام وطنى متكامل للابتكار يعمل على استغلال تطبيقات البحث العلمى ومخرجاته لمعالجة التحديات التى تواجه القطاع الصناعى المصرى.


ويضيف: ولأن التطور المعتمد على التكنولوجيا والابتكار يعد أحد أهم المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادى طويل الأجل، فقد تم تصميم هذا المشروع وتصوره للعمل على مفترق الطرق بين القوة الدافعة للمبتكرين والصناع وأفكار رواد الأعمال والفرص التى تتصورها نماذج الأعمال والتى تعتمد على التكنولوجيا من خلال تكوين شراكات بين الباحثين، القطاع الخاص، صانعى السياسات: الموجهين أو المدربين والخبراء لإمداد هذه الصناعات بتصاميم من وحى مجتمعنا قادرة على المنافسة عالميا لأن تحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال هى من أهم المكونات التى ستساعد الاقتصاد المصرى على أن يكون اقتصادا تنافسيا ومتنوعا، وهدفنا الأمثل لهذا المشروع هو تمكين ودعم التعاون بين قطاع صناعة النسيج والجلود فى مصر ومجتمعات المبتكرين الصناعيين، من أجل تعزيز الشراكات وبناء مجتمع مشترك لتبادل المعرفة، والمساهمة فى نهاية المطاف فى إنشاء نظام بيئى محفز له دور فعال فى تشكيل مسار صناعة التكنولوجيا والابتكار.


تزامن البدايات مع الكورونا!
جاءت بدايات تنفيذ المشروع صعبة لتزامنها مع ظهور وباء الكورونا فى مصر، وعمد القائمون عليه فى الاستمرار والتواصل عبر لقاءات «الفيديو كونفرانس» مع الشركاء المصريين والأوربيين، وبعد عدة اجتماعات استمرت لأكثر من عام، أدارها الخبير التكنولوجى الراحل د.جمال درويش عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى السابق بجامعة القاهرة والجامعة الكندية، وأول مدير لمشروع المصنع المفتوح، تمت فيها مناقشة مجموعة من الدراسات البحثية عن الصناعات النسجية والجلدية والمصرية وتناولت الخطة الاستراتيجية ومواضع التطوير الاستراتيجى المطلوبة وخطة التواصل بين المشاركين وأطراف منظومتى الصناعتين من المسئولين الحكوميين ورجال الصناعة والشركات الصناعية والعاملين والمطورين والمبتكرين والممولين والمستهلكين واتحاداتهم وملتقياتهم وجهات الاعتماد والقياس، وتم تصميم خريطة طريق للمشروع تناولت فتح أسواق جديدة والتشجيع على تبنى نموذج يقوم على تشجيع الابتكار والتجديد والتطوير المستمر لخلق صناعات وطنية مصرية قومية، وتوفير آلات وأدوات للتواصل بين اطراف كل صناعة محليا وعالميا وتوفير التدريب المطلوب للمدربين وتوفير حضانات للمبتكرين وتمويل للشركات الصغيرة والمتناهية الصغر.


التدريب العملى وتحديات المشروع
عن تحديات تنفيذ مشروع المصنع المفتوح لتطوير الصناعات النسجية والجلدية يقول الخبير التكنولوجى وأستاذ الحاسبات والذكاء الاصطناعى والمنسق العام للمشروع د. حازم الجندى ــ الذى أصر على استكمال التنفيذ بعد وفاة د. جمال درويش ــ كان لزاماً علينا أن نواجه التحدى الأكبر المتمثل فى وباء الكورونا، وساعدتنا التكنولوجيا الحديثة عبر لقاءاتنا بالفيديو كونفرانس مع الشركاء والعاملين بالمصانع، وحتى بدأنا التنفيذ العملى والتدريب بعد انحسار شدة الوباء، وركز الجزء الأول من التدريب على تعليم و تنمية مهارات تصميم المنتجات النهائية للصناعتين النسجية والجلدية باستخدام أحدث التقنيات بينما تركز بقية الأجزاء الأخرى على استخدام الحاسب الآلى وبرامج الطابعات الثلاثية الأبعاد فى تصميم منتجات جديدة مما يقلل من تكلفة وزمن التصميم وكمية النسيج والجلود المستخدمة بتقليل الفاقد، وركزت أجزاء أخرى من التدريب على التخطيط الاستراتيجى وفتح أسواق جديدة وتدبير التمويل ومتطلبات البيئة للتصدير للدول المتقدمة واستخدام الإنترنت فى التسويق الإلكترونى والتواصل مع أطراف الصناعة، إضافة إلى توفير حضانات ومنح للمبتكرين والصناع ورواد الأعمال، ودعم مالى لمائة وخمسين شركة صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، وتوفير ورش العمل والتدريب المجانى على تصميم منتجات جديدة جذابة تتوافق مع القياسات العالمية واشتراطات الأسواق العالمية وإنشاء معاهد تدريب وتعليم الموضة وخلق موضة مصرية مبتكرة ومتميزة، وغيرها من موضوعات تطوير المنتج وخطط التسويق المبتكرة، ويتم التدريب بعدد من الخبراء من الهيئات الإيطالية المشاركة فى المشروع وبمشاركة كوكبة من الخبراء المصريين الذين لديهم خبرة عملية طويلة بأحدث التقنيات والطرق والأدوات.


ويضيف منسق عام المشروع: ولأن مراكز التدريب للصناعات الجلدية والنسجية غير كافية للاحتياجات المطلوبة سواء من ناحية العدد أو الطاقة الاستيعابية وقلة وفرة المدربين المؤهلين، لذلك اتجه المشروع الى تدريب مدربين كل منهم بعد تدريبه وتأهيله ينقل علمه ومهاراته إلى عديد من الأفراد داخل المصنع الذى ينتمى إليه كما تم تسجيل كل مراحل التدريب بالفيديو وإنشاء منصة للتعليم عن بعد وتغذيتها بهذه الفيديوهات والتخطيط لنقل ملكية كل هذه الوسائل التعليمية بالمشروع بما فيه من أدوات تواصل مختلفة بين كل الأطراف المستقبلية لمركز تحديث الصناعة واعتبارها كبنية تحتية لخدمة الصناعات الجلدية والنسجية والصناعات فى مصر بوجه عام.


وبعد الانتهاء من التدريب، ماهيَ المراحل المتبقية لإعادة الوصول بالصناعات النسجية والجلدية للمنافسة فى الأسواق العالمية؟


يقول د. حازم الجندى: تمثل مرحلة حضانات الأفكار والاختراعات والابتكارات مكونا استراتيجيا فى مشروع المصنع المفتوح تلى مرحلة التدريب المكثف، حيث أثناء التدريب يتم تحفيز المتدربين كافة سواء كانوا يمثلون مصانع و شركات وورشا قائمة أو رواد أعمال أو مبتكرين أو أصحاب أفكار أو مبتدئين نشاطا إنتاجيا جديدا وتشجيعهم على تقديم مقترح يريدون تحقيقه لفكرة جديدة أو مشروع جديد أو التوسع فى مصانعهم، ويتم اختيار أفضل هذه الأفكار لرعايتهم وتوفير الدعم لها للتنفيذ وذلك بدخولهم مرحلة الحضانات التى توفر لهم أولاً تدريبا متقدما يمكَنهم من دراسة السوق وتحديد سعر المنتج وفتح أسواق لمنتجاتهم والتخطيط الاسترتيجى لتدبير تمويل لمشروعاتهم، وثانياً يتم اختيار مجموعة منهم لمنحهم منحة مالية لا ترد لتنفيذ مشروعاتهم ممولة من ميزانية المشروع من الاتحاد الأوربى تصل لحوالى 200 ألف جنيه للمنحة الواحدة، وثالثاً تم التكامل مع أجهزة الحكومة المصرية ممثلة فى جهاز دعم المشروعات الصغيرة الذى تولى عرض برامج الجهات التى يمكنها تمويل قروض بفائدة بسيطة وأنظمة سداد مريحة للمشروعات الصناعية ويقوم بمرحلة الحضانات خبراء بمركز تحديث الصناعة وهم شركاء بالمشروع.


«السوفت وير» لسرعة الإنتاج


بشرح بسيط كيف تُدخل التكنولوجيا فى تطوير الصناعات النسجية والجلدية؟
تقول د. إيمان ثروت، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى السابق، رئيس لجنة قطاع الحاسبات، والمدير الحالى للمشروع، تقول: باستخدام السوفت وير الثلاثى الأبعاد فى تصميم المنتجات النهائية النسجية والجلدية وهو يقلل من تكلفة إنتاج المنتجات النهائية وتوفير المواد الخام، كما أن استخدام السوفت وير يقلل كثيراً من زمن ووقت وتكلفة الإنتاج وتقليل الفاقد فى المواد الخام، وهوَ ما يسمح للمصنع بتحقيق متطلبات السوق بسرعة وبالتالى تعظيم المبيعات والأرباح، وبالتالى يُعتبر السوفت وير صديقا جدياً للبيئة.


وعن أهم الأهداف الاستراتيجية لمشروع المصنع المفتوح، كما تقول د. ثروت، هو خلق مناخ جديد للتواصل بين أطراف الصناعات الجلدية وآخر للتواصل بين أطراف الصناعات النسجية وذلك للتباحث فى أمور كل صناعة وحل مشاكلها والتخطيط لتنميتها وتشريع القوانين التى تعظم من تنميتها وتحيط أصحاب المصانع والشركات باحتياجات الأسواق والمستهلكين واحتضان الأفكار الجديدة والتكامل بين أطراف كل صناعة وذلك من خلال الأنشطة و الفعاليات التى تشمل تمثيل الأطراف المختلفة من أصحاب شركات ومصانع وباحثين وإعلاميين وصحفيين فى اجتماعات فرق العمل التى ترسم خارطة الطريق للمشروع والتواصل الدائم مع الصحافة المطبوعة والإلكترونية والتلفزيون والإذاعة لمشاركتهم فى الاجتماعات المختلفة ومعرفة آرائهم، وعقد أيام مفتوحة للتواصل مع المتدربين من المصانع والشركات ورواد الأعمال والمبتكرين سواء اثناء التدريب أو بعده إلكترونيا ومن خلال منصة المشروع، أو من خلال صفحات المشروع على وسائل التواصل الاجتماعى، وتصميم و تنفيذ بورتل متخصص لكل صناعة من الصناعتين، وهوَ مكون أساسى للمشروع والأول من نوعه للصناعتين حيث يوفر منصة معلومات متنوعة محلية وعالمية تهم الصناعتين ويوفر آلية تواصل بين المهتمين بالصناعتين وكذلك التسويق الإلكتروني، ويعد الصناعتين لاتجاهات السوق العالمى فى التواصل الإلكترونى والآليات الإلكترونية للمعارض والتسويق والذى قامت كلية الحاسبات و الذكاء الاصطناعى جامعة القاهرة بتصميمه و تنفيذ المرحلة الأولى منه والذى يشاور على منصته كل شركاء المشروع سواء من مصر أو من أوروبا والذى ستتحول إدارته و تشغيله لمركز تحديث الصناعة بعد انتهاء مشروع المصنع المفتوح لضمان استمراريته واستمرار خدماته لكلا الصناعتين و لتعميم هذه الخدمات للصناعات الأخرى.


وعن الدور الذى يقوم به الشركاء الأوروبيون فى المشروع، يقول د. عيسى اسكندر، رئيس اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا، ومنسق المشروع بين الجانبين المصرى والأوربى، يشارك الشركاء الأوروبيون من ثلاث جهات إيطالية ويتعاونون بشكل رئيسى فى أنشطة بناء القدرات لمشروع المصنع المفتوح وتحفيز الابتكار الجماعى والمشاركة فى تنظيم المشاريع لأصحاب المصانع من الشباب الطموح فى قطاع المنسوجات والجلود المصرى، وتعزيز استخدام المهارات الرقمية ومنهجيات التفكير التصميمى والإبداعى المشترك لرواد الأعمال من الشباب، وإنشاء منصة الكترونية للتعلم، وتخصيص منح صغيرة للمبدعين والمبتكرين منهم، إضافة إلى تعزيز استراتيجيات التدويل للشركات الصغيرة والمتوسطة وتزويد المشاركين فى التدريب بمعرفة جديدة حول استخدام أدوات العمل للشركات مثل خطة العمل والنماذج الجديدة التى يكتسب فيها الموظفون المهارات اللازمة لاتخاذ المبادرات وزيادة القيمة للشركة بهدف التمكن من تطوير وتطبيق أفكار تجارية ناجحة جديدة فى قطاع المنسوجات والجلود فى مصر.


البصمة المصرية على المنتج


كان لدور المركز القومى للبحوث، إضافة لجامعتى القاهرة وحلوان، دور كبير فى تدريب العاملين بالمصانع الجلدية والنسجية على استخدام التكنولوجيا والسوفت وير ثلاثى الأبعاد فى تصميم المنتجات وتنفيذها، تقول د. أميرة الشافعى عميدة معهد بحوث وتكنولوجيا النسيج بالمركز، التدريب مر بخطوات كثيرة بدءاً من وضع المنهج التدريبى ثم التواصل مع غرفتى النسيج والجلود لتوفير المتدربين من المصانع المختلفة، وانقسم التدريب إلى ثلاثة محاور أساسية، الأول فنى والثانى باستخدام «السوفت وير» فى التصميمات والموديلات لوضع البصمة المصرية على المنتج، والمحور الثالث التدريب على ريادة الأعمال وإدارة الاحتكار لتوفير الفكرة وكيفية تطويرها وكيفية توفير الموارد المتاحة لديهم حتى يكون المنتج النسجى أو الجلدى مميزا ويستطيع المنافسة فى الأسواق.. وتضيف د. أميرة الشافعي، إن برنامج التدريب يشمل أربع مجموعات على مدار العام مع عمل تقييمات لأفكار وتصميمات المتدربين وحتى تدخل أفكارهم مرحلة الحاضنات التكنولوجية وهى مرحلة تحديث الصناعة وكيفية استخراج منتج منافس، ويستطيعون بعد انتهاء التدريب أن يؤسسوا المشروع الخاص بهم أو تطوير المشروع القائم وكيفية تسويقه الكترونياً.


منصة إعلامية للتسويق الإلكترونى


وهنا تشير المدربة المهندسة فاطمة نصر من مركز بحوث النسيج: التسويق يتم عن طريق «البورتل» كمنصة إعلامية قام بتصميمه وتنفيذه الباحثون بجامعة القاهرة بهدف تكوين منتدى الكترونى للتواصل بين أطراف الصناعة من أصحاب المصانع والشركات والصناع المهرة والمبتكرين ورواد الأعمال والممولين ورجال العمال والمسئولين عن التخطيط الاستراتيجى للصناعة ونواب البرلمان لتشريع القوانين للصناعة واتحادات المستهلكين محلياً وعالمياً ـ ويتم وضع المنتجات النسجية والجلدية عليه لتسويقها محلياً ودولياً باشتراكات رمزية لتحديثه أولاً بأول كجزء من التسويق الفعلى لمساعدة المتدربين على التسويق خارج مصر، خاصة أن دول العالم تعتمد الآن على التسويق الالكتروني..

وتشير د.رانيا النويشى المسئولة عن التدريب للجزء الخاص بتصميمات الملابس وكيفية إدخاله على السوفت وير ومحاكاة الشكل النهائى للواقع، إن المتدربين من المصانع استفادوا من خلال مشروع المصنع المفتوح فى حل الكثير من المشكلات التى كانت تقابلهم وتطوير العمل فى مصانعهم، وكيفية استخراج الأفكار الجديدة وتطبيقها بطريقة تكنولوجية عالية مما يدُر عليهم عائدا ماديا مرتفعا سواء فى الملابس أو الجلود.


فيديوهات تدريبية للعمال


د. يحيى عبد الجواد، وكيل معهد الجلود وتكنولوجيا النسيج بالمركز، يؤكد أن صناعتى الجلود والنسيج من المشاريع القومية الكبرى وتمثلان دخلاً قومياً واعداً لمصر، ولهذا يأتى مشروع المصنع المفتوح لوضع المتدربين على الطريق الصحيح لاستخراج منتج منافس فى السوق العالمي، المشروع فكرته رائعة ونحن ننفذ فكرته من الناحية النظرية والعملية ليتعرف المتدرب على جميع مراحل النسيج بداية من الغزل والنسج وحتى الملبس، وبالمثل فى الصناعات الجلدية من الشنط والأحذية ولكى نُعيد بقوة «صُنع فى مصر»، فمصر لديها أجود أنواع القطن والجلود ولدينا دروب طويلة فى هاتين الصناعتين ومواكبة الاستراتيجيات الحديثة، وبدون استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التصنيع لن يستطيع أى مصنع تغيير إمكانياته واستكمال مشروعه.

سألت د. عبد الجواد عن عدد المصانع النسجية والجلدية فى مصر، فأكد لى أن العدد يقترب من الأربعة آلاف مصنع مسجل، ولدينا فى الغرفة 11 ألف مصنع يعمل بها أكثر من 2 مليون عامل وفنى.

وكيف يُمكن تدريب كل هذه الأعداد؟ أجاب: نحن لا نستطيع تغطية تدريب كل هذه الأعداد ولهذا أنشأنا مجموعات أو جروبات بالغرفة لوضع كل المعلومات التدريبية عليها عملياً ونظرياً، إضافة إلى فيديوهات تدريبية ليستفيد بها العمال والمهندسون والقائمون فى المصانع المختلفة.

المحافظة على البيئة وتوفير الطاقة

وفى النهاية كان لنا لقاءات لنماذج من المتدربين الذى يتعدَى أعدادهم المئات بمراكز التدريب المختلفة بجامعتى القاهرة وحلوان والمركز القومى للبحوث، وكانت هذه بعض آرائهم بعد قُرب انتهاء فترة التدريب.

عمر خالد صاحب أحد مصانع الغزل والنسيج الخاصة، يقول: لقد اضاف لى التدريب الكثير من الخبرات والتقنيات التى كنت افتقدها فى النسيج والطباعة من أساسيات سأنقلها إلى عُمال المصنع، وكانت المشاكل التى تواجهنا قبل التدريب فى المقام الأول زيادة تكلفة أسعار استهلاك المياه والكهرباء، ومن خلال التدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى النسج والطباعة يُمكننى توفير المياه والكهرباء وأنواع الصبغات والخامات المختلفة وهذا كان جديدا بالنسبة لى رغم خبرتى فى السوق منذ وقت طويل.


مروة عصام خريجة كلية الفنون التطبيقية، عملت لعامين بمصانع النسيج، لديها الكثير من الأفكار ولكنها واجهت العديد من المشكلات، استطاعت معرفة كيفية مواجهتها ووضع الحلول لها بعد فترة التدريب وتُفكر فى إنشاء مصنع خاص بها من خلال المنحة التى يُقدمها المشروع، لدعم الأفكار الجديدة.

وزميلتها شيماء التى تعد الآن لنيل درجة الدكتوراه فى النسيج، تمتلك مصنعاً صغيراً لتصميمات الملابس، التدريب أتاح لها التحكم فى إهدار الأقمشة وألوان الصباعة، وتصميم موديلات مختلفة، وباستخدام التكنولوجيا فى الصناعة تستطيع التحكم فى جميع مراحل الإنتاج بداية من وضع الأفكار ومروراً بالتصميم والتنفيذ وحتى مرحلة التسويق النهائى.