رئيس جامعة أسيوط: التطور التكنولوجي يخفض تكلفة الابتكارات باهظة الثمن 

 جامعة أسيوط
جامعة أسيوط

قال الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط إن المستقبل لم يعد قريباً لكنه وصل إلينا وتحت أقدامنا، مؤكداً على أهمية التطور  التكنولوجي ودور حركتها السريعة في خفض تكلفة الابتكارات التي كانت  باهظة الثمن عند أول ظهورها وذلك بعد تحول الندرة إلى وفرة بفضل انطلاق عجلة التقدم العلمي ، محذراً من التأخر في مواكبة الثورة العلمية العالمية والتي تكون أحد الأسباب المباشرة في  ظهور فجوة مع العالم والمجتمع المحيط وتتسع مع الوقت حتى تؤدى إلى عزلة الأفراد والشعوب بمرور الوقت مقدماً.

جاء ذلك خلال مشاركته في البرنامج العلمي للمؤتمر السنوي العاشر لجمعية الطب التكاملي واضطرابات النوم والمنعقد بجامعة بدر بعنوان "كونسلتو" بحضور الدكتور مصطفى كمال رئيس جامعة بدر ورئيس مجلس إدارة الجمعية ، والدكتور أحمد عبده جعيص رئيس جامعة أسيوط السابق ورئيس شرف المؤتمر والدكتور منصور الكباش رئيس جامعة سفنكس بأسيوط الجديدة والدكتورة مها غانم نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية والدكتورة سوزان سلامة أستاذ أمراض الصدر ورئيس المؤتمر ، والدكتورة أسماء عبد الناصر عميدة معهد دراسات وبحوث البيولوجيا الجزيئية والدكتورة دينا ممدوح عميدة كلية تكنولوجيا وصناعة السكر والدكتورة أماني عمر وكيل كلية الطب والمهندس ياسر عبدالله رئيس جهاز مدينة ناصر غرب أسيوط والدكتورة مديحة درويش عميدة كلية الطب البيطري وسط كوكبة من المشاركين من القيادات الأكاديمية والإدارية والطبية بجامعات أسيوط وبدر وسفنكس إلى جانب حشد من أطباء المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة والتامين الصحي .

وخلال  محاضرته والتي جاءت نحت عنوان " المستقبل هنا"  حيث قدم رئيس جامعة أسيوط أمثلة على ذلك مثل شركة كوداك العالمية والتي كانت من أكبر الشركات العالمية و رفضت في عام 1975 مشروع مقدم لها من أحد المتخصصين فى الشركة لاستحداث الصور الالكترونية ضمن نشاط الشركة ، وهو ما يعكس عجز الشركة عن التطوير والتقدم وهو ما أدى بها إلى إشهار إفلاسها فى 2012 ، بعكس إنستجرام والقائمة على استخدام الصور الإلكترونية حتى وصلت إلى  بليون مستخدم ، وتتجاوز  قيمتها المالية   100 بليون دولار، مضيفاً أن التقدم العلمي يشهد 3 مراحل متعاقبة تبدأ بالتطور ثم التأقلم والذى يعقبه إما مواكبة ذلك التقدم أو العزلة والاختفاء فى حال عدم التأقلم  .

وأوضح الدكتور طارق الجمال أن معدل النجاح يعتمد على السير وقطع أول خطوات الطريق  بمسافة ما  يتم مضاعفة تلك المسافة في كل خطوة تالية  وليس السير بنفس المسافة فقط، مشيراً إلى أن اختراع التلسكوب استغرق 300 عام لكن خلال ال 30 سنة الماضية شهدت كثير من الاختراعات الغير مسبوقة  مثل الإنترنت وشبكات الواى فاى والشاشات  والتليفونات الذكية، كما أن الترانزيستور أول ما ظهر كان حجمه 5سم لكن الآن وبعد سنوات وصل حجمه 10 نانو ميتا وهو فى حجم الذرة ويساوى 10 من المليون من المللى، وهو ما يأتي ثمرة التطور العلمي وما يتضمنه كذلك من انخفاض للتكلفة وهو ما نشهده فى التليفونات الذكية التي تنخفض سعرها مع كل طرح لجهاز جديد بمواصفات أحدث ، معلناً عن توقعه إلى وصول ثمن I Phone   إلى أقل من 5 دولار .

وقال رئيس جامعة أسيوط أن العالم الآن في مرحلة الجيل الرابع من التكنولوجيا وعلى مشارف الجيل الخامس وأوضح أن العالم الآن اعتاد وجود السيارات ذاتية القيادة والتي لا تحتاج إلى سائق، والتاكسي الطائر ، وكاميرات الدرون الطائرة وهو ما جاء ثمرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي ، وقد نشهد خلال السنوات القليلة القادمة إمكانية توصيل مخ الإنسان بالكمبيوتر .

كما تناول الدكتور طارق الجمال ما يشهده القطاع الطبي من تطور هائل ثمرة التقدم التكنلوجي العالمي سواء في مجال تطور الأجهزة والمعدات الطبية أو في الدراسات والتطبيقات العليمة والذى يتضمن على سبيل المثال ما تم في 2007 من التوصل إلى أول خريطة جينية للإنسان والتي أظهرت أنها تضم ما بين 20 إلى 25 ألف جين لكل إنسان والتي أظهرت أن الأفراد جميعهم متشابهين في مجمل خرائطهم الجينية ويقتصر الاختلاف على نسبة 1% فقط، وهو المجال الذى يشهد حالياً ثورة هائلة في استخدام الجينات في علاج المرضى والتي تم اعتماد حاليا 7 أدوية منها من هيئة الغذاء والدواء FDA   والمستخدمة في علاج عدد من الأمراض الخطيرة ويتراوح سعرها ما بين  400 ألف إلى 2 مليون دولار ولكن مع التطور العلمي سيتم انخفاض سعر وتكلفة تلك الأدوية وتدخل في مرحلة الانتشار، مشيداً بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في توفير حقن العلاج الجيني المستخدمة في علاج ضمور العضلات  الوراثي والتي تبلغ 3 مليون دولار لكل طفل كما بدأ العلماء في دراسة جينات الإنسان وفى 2018 نجح أحد الأطباء الصينيين الشباب والذى يدعى "هي جيانكوي" في التدخل الجيني لإنتاج أول توائم معدل جينياً لمقاومة أمراض نقص المناعة البشرية "الإيدز"  وهما الطفلتين " نانا ولولو "وذلك بتعديل الحمض النووي للتوائم وإكسابهم صفات مميزة مثل الذكاء وزيادة القدرة على التحصيل، وهو التقدم التكنولوجي الذى تشهده أيضاً كثير من الأقسام الطبية مثل إجراء الجراحات عن بعد باستخدام الروبرت والتطور الهائل في مجالات الأشعة والتحاليل وهو ما يلقى على الأطباء بمسئولية في مواكبة التطور التكنولوجي والرقمي.

اقرأ ايضا|مستشفيات جامعة أسيوط: تطوير شامل للموقع الالكتروني وطفرة غير مسبوقة في التصنيف الدولي