الاتحاد الأوروبي يحتفل بذكرى «يوم أوروبا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتفل الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين 9 مايو، بيوم أوروبا، الذي يوافق 9 مايو من كل عام، مجددًا رسالته كمشروع سلام بين الأوروبيين وكفاعل قوي لدعم وتعزيز الأمن في بلدانه والعالم بأسره.

وجاء في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي: أن احتفال هذا العام يكتسب معنى خاصًا للغاية، حيث شهدت أوروبا ككل عودة الحرب على نطاق واسع بين روسيا وأوكرانيا، بما يؤثر في المقام الأول على أوروبا، لأنها تجري على أراضيها، وحتى إذا لم تكن أوكرانيا دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، فهي شريك وثيق للغاية، ولدينا معها اتفاقية شراكة أشمل، ولا يمكن إنكار رسالتها الأوروبية.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا وكندا تتفقان على إزالة الألغام من الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا

وأضاف البيان: إنه بينما تعتبر عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمعظم مواطنينا قصة نجاح ضخمة، إلا أن بعض الأوروبيين قد تأثروا أيضًا بالشكوك حول فائدة المشروع الأوروبي، وفي السنوات الأخيرة أثار عدد متزايد من الأطراف هياجًا ضد الاتحاد الأوروبي وأثار الشكوك حوله، بما في ذلك دور الاتحاد الأوروبي كجهة فاعلة أمنية عالمية، لذلك يتعين علينا إبراز أربع اعتبارات رئيسية في هذا الصدد.

وتابع البيان: «أول هذه الاعتبارات أن الدول الأعضاء أظهرت أقوى وحدة سياسية في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا، من منطلق إدراك خطورته والمخاطر التي يحملها، ومن هنا جاءت السرعة التي اعتمد بها الاتحاد عقوبات مالية واقتصادية ضد روسيا بالتنسيق مع شركاء مجموعة السب، في حين كان العنصر الرئيسي الثاني هو القرار باستخدام- لأول مرة على الإطلاق- الموارد المالية لمرفق السلام الأوروبي لمساعدة دولة تتعرض للهجوم في الدفاع عن نفسها، وقد تم بالفعل صرف ثلاث شرائح بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليار يورو، ويقترن هذا الدعم الأوروبي بالدعم العسكري المباشر من الدول الأعضاء، بما يعد دليلا آخر على اتحاد الكتلة وقوتها»، حسبما جاء في البيان.

وفي ختام البيان، أكد الاتحاد أنه من خلال العمل الجماعي لإنهاء اعتماد أوروبا في مجال الطاقة على روسيا، أظهر الاتحاد الأوروبي أنه أقوى في مجموع أجزائه مما لو تعمل الدول الأعضاء بمفردها، فهي ليست لاعبًا أقوى في سوق الطاقة الدولية فحسب، بل إنها تحد أيضًا من تعرض دولها الأعضاء لابتزاز الطاقة، وأخيرًا فالأزمة الأوكرانية ليست مسألة "الغرب" ضد روسيا؛ حيث إن التمسك بالمبادئ الدولية الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة يتعلق بنفس القدر بالشمال والشرق والجنوب والغرب.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية ، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.