فى الصميم

الثأر الحقيقى من الإرهاب!

جلال عارف
جلال عارف

نحن نواجه إرهابا مهزوما ويائسا، وهنا تكمن خطورته. لم نعد نواجه الإرهاب الذى كان يحلم بإمارة له فى سيناء، أو يوجه ضرباته لقلب الوطن، أو يحاصر مؤسسات الدولة، ويتوعدنا بإعادة مصر إلى العصور الوسطى حيث جنته الموعودة التى ينشر فيها الجهل والتخلف والانحطاط!


انتهى كل ذلك سحقت مصر هذه الهجمة التى اغتالت أوطانا عزيزة من حولنا، والتى توهمت أنها اقتربت من «الجائزة الكبرى»، بعد أن سطا إخوان الإرهاب على حكم مصر. كانت - ومازالت - حربا مجيدة توحدت فيها مصر كلها لتهزم المؤامرة، وتعيد «المحروسة»، إلى بر الأمان بعد تضحيات هائلة ودماء عزيزة روت تراب الوطن.
بالأمس أطل الإرهاب بوجهه القبيح. إرهاب مهزوم ويائس لا يتخلى أبدا عن انحطاطه. استهداف محطة رفع المياه فى سيناء يذكرنا بأن معركتنا مع الإرهاب لن تنتهى إلا باستئصال جذوره من أرضنا الطيبة، وبتجفيف كل منابع الإرهاب، والسير فى طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية حتى منتهاه، وإنهاء أى عقبة فى هذا السبيل. فلا مجال للتأخير فى اتخاذ قرارات تحسم الموقف لأن ثمن التأجيل كبير.


وسنمضى فى معركتنا لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه، كما سنمضى فى معركة البناء والتنمية رغم كل التحديات. نعرف أن الهجوم الأخير على محطة رفع المياه لا يعكس فقط يأس الإرهاب، لكنه يظهر هدفا أصيلا لكل فصائلهم. ولنتذكر أن مؤامرة الإخوان عام ١٩٦٥ كان أساسها تدمير محطات الكهرباء والمياه ونسف الجسور والكبارى وإغراق الدلتا. وأن سيد قطب وهو فى طريقه لتنفيذ حكم الإعدام لم يكن نادما على شيء إلا أنهم لم ينسفوا القناطر ولم يغرقوا الدلتا!!.. إنهم لا يملكون إلا كراهية الوطن والعداء للحياة.
رحم الله شهداءنا الأبرار. القصاص من قاتليهم ومن يدعمونهم سيتم. وتبقى معركتنا الأساسية هى استئصال جذور الإرهاب، والمضى فى معركتنا الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة وتحصينها بالعدل والديمقراطية، والعمل الجاد والفكر المستنير. القصاص من القتلة سيتم.. والثأر لمصر كلها سيكتمل.