فى الصميم

أمريكا.. واللعبة الخطرة!!

جلال عارف
جلال عارف

على غير المعتاد..

قامت المخابرات الأمريكية بتسريب تقارير لصحف عالمية موثوق بها عن دورها الأساسى فى حرب أوكرانيا، مسلطة الأضواء على أن المعلومات التى قدمتها المخابرات الأمريكية لأوكرانيا كانت فاعلة فى عمليتين أساسيتين، تم فى الأولى قتل ١٢ جنرالًا روسيًا، وفى الثانية تم تدمير الطراد الروسى "موسكوفا" الذى كان بمثابة قاعدة عسكرية عائمة بقدرات قتالية هائلة.


الدور الأمريكى فى الحرب ليس خافيًا، لكن الإعلان عنه بهذه الطريقة يعنى - أولاً - استفزاز روسيا للرد، ويعنى - ثانيًا - أن فصلًا جديدًا ومختلفًا فى الحرب الدائرة على أرض أوكرانيا يبدأ، وأن الحرب التى كانت تدور حتى الآن بالوكالة بين روسيا والتحالف الغربى بقيادة أمريكا يوشك أن يتجاوز حكاية "الوكالة"، وأن يتحول إلى صدام مباشر بعد أن تحول هدف الحرب - من جانب أمريكا- بعيدًا عن دعم أوكرانيا إلى إضعاف روسيا وضرب قوتها العسكرية.. كما قال وزير الدفاع الأمريكى أخيراً فى تصريح يكشف عن تحول خطير فى استراتيجية أمريكا وفى مسار الحرب.


يترافق ذلك مع إجراءات عديدة تؤكد ذلك. فالرئيس الأمريكى "بايدن" يطلب دعمًا جديدًا لهذه الحرب بقيمة ٣٣ مليار دولار، علمًا بأن ما أرسلته أمريكا من أسلحة لأوكرانيا حتى الآن ما زال فى حدود ٣٫٥ مليار دولار، وهو ما يعنى أن الحرب ستمتد لشهور وأن تدفق السلاح سيكون أكثر، والأخطر أن التدخل الأمريكى سيكون أكبر حيث أعلن "بايدن" أن السلاح الأمريكى يذهب الآن إلى خطوط القتال مباشرة مع ما يمثله ذلك من زيادة احتمال الصدام المباشر بين أمريكا وروسيا التى أعلنت بوضوح أن السلاح ومستودعاته ووسائل نقله ستكون أهدافًا مشروعة لها!


هذه التحولات السريعة والخطيرة فى التوجه الأمريكى لا تثير القلق فقط عند الحلفاء فى أوروبا الذين ما زالوا يذكرون أمريكا بأن روسيا على حدودهم وليست على بعد آلاف الأميال مثل أمريكا. لكنها تثير القلق أيضًا داخل أمريكا نفسها. بدأت أصوات الخبراء الاستراتيجيين تحذر من هذا التحول فى سياسة الإدارة الأمريكية التى لم يعد هدفها إنهاء الحرب بل خسارة روسيا متجاهلة أن لدى روسيا القدرة - إذا خسرت- على أن تجعل الجميع خاسرين!