نجارة «القوارب» تُصارع أمواج التكنولوجيا

القوارب
القوارب

عرف المصرى القديم صناعة المراكب منذ فجر التاريخ، فتقف مراكب الشمس شاهدة على عبقرية المصرى القديم الذى عرف أهمية موقعه الجغرافى وكيفية استغلال الملاحة وكل مجرى مائى فى التبادل التجارى والثقافى والسفر عبر القارات، ومع مرور العصور والأزمنة ما زالت الشخصية المصرية تعرف أهمية صناعة القوارب والمراكب مهما بلغ حجمها، يعتبرها مصدر رزق ويجيد صناعتها والتجديف بها واستخدامها فى الصيد أيضًا، بل يعتبرها البعض بمثابة فرد فى عائلته من فرط التعلق بها.


ويطلقون عليها أسماء كأسماء البشر، وعلى الرغم من ظهور التكنولوجيا وتأسيس شركات عملاقة ومصانع ضخمة من أجل صناعة القوارب والسفن، إلا أن البعض يرى أنه لا يقدر على العيش بدون العمل فى هذه المهنة ولا يستطيع تركها، مهما انصرف عدد كبير عن شراء القوارب المصنوعة يدويًا ويلجأون للمؤسسات الضخمة، فلا زالت صناعة المراكب الصغيرة اليدوية تحارب الزمن وتصارع من أجل البقاء.


هذا ما يؤكده تامر محمود، أحد الصيادين وصانع مراكب صغيرة، من قرية نكلا التابعة لمحافظة الجيزة، توارث مهنة صناعة القوارب وكذلك الصيد أبًا عن جد، فهو لا يعرف العمل فى مهنة أخرى، وعلى الرغم من الصعوبات التى تواجهه خاصة مع ركود سوق هذه القوارب، إلا أنه يحارب ويسعى لتسويق ما يقوم بصناعته، خاصة مع ارتفاع أسعار تلك الخامات وبالتالى ارتفاع سعر المركب الواحد، وكذلك اتجاه عدد كبير إلى شراء المركب المُصنع فى شركة أو مصنع.


يقول تامر إن الخشب الأبيض يُستخدم فى صناعة المركب الصغير وهذا المركب مؤهل للاستخدام فى أى مسطح مائى سواء بحر أو ترعة أو فى النيل، وارتفعت تكلفته بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت بدلًا من 500 جنيه، 7 آلاف جنيه أو أكثر.


ويحتاجون إلى دعم من الدولة لاستكمال تصنيع هذه القوارب وكذلك مساعدة فى التسويق والترويج لما يقومون بتصنيعها فهناك ورش تصنيع أفضل وأجود قوارب، فالتصنيع اليدوى له رونق خاص وجمال لا مثيل له، ومن الممكن المنافسة بها على الصعيد العالمى أيضًا وليس المحلى فقط، فتلك القوارب باب رزق شريحة كبيرة من الناس وأساس معيشتهم، لذلك يرى أن هذه المهنة تحتاج إلى تشجيع.

إقرأ أيضاً|البحث مستمر عن غارقين في حادثة قارب الهجرة في شمال لبنان