محمد عطية
من منا لم يتعرض لموقف محرج أو عملية نصب أو حتى مطاردة من قبل المتسولين فى الشوارع، من منا لم يتفاجأ بحكاية غريبة تثير دهشته ولها علاقة بالمتسولين، الذين نكتشف في النهاية أنهم يمتلكون عقارات وملايين الجنيهات وما التسول بالنسبة إليهم إلا وسيلة للكسب السريع، لذلك كان لابد من مواجهة هذه الظاهرة سواء من الناحية الرسمية أو الشعبية، وفي هذه المساحة سنتحدث عن جهود شبابية لمواجهة ظاهرة التسول وصلت حتى الآن لـ ١١ مدينة في الجمهورية لكن كيف واجهوا مافيا التسول ونتائج ما فعلوه نسردها لكم خلال السطور التالية.
«لا للتسول، لا للباعة المتجولين، ممنوع دخول المتسولين، من يدخل من المتسولين لا يلومن إلا نفسه» شعارات انتشرت بشكل كبير في عدة محافظات، لمواجهة عصابات التسول والباعة المتجولين.
البداية من محافظة الجيزة وتحديدا من مدينة الشيخ زايد التي بدأت فيها حملة لمكافحة التسول منذ 3 سنوات تقريباً بعدما اتحد قاطنو المدينة وحذروا بعضهم البعض على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، بضرورة التعامل مع تلك الظاهرة بإيجابية عن طريق عدم التعامل وتقديم اي مساعدات مالية أو عينية للمتسولين من أجل الحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة، ومنذ ذلك الوقت تم وضع لافتات توضيحية بجميع ميادين المدينة خاصة مبادة زايد ضد التسول وبالفعل حققت المبادرة نجاحًا باهرًا في المدينة التي أصبحت بدون متسول واحد.
دمياط
ومن مدينة الشيخ زايد بالجيزة إلى قرية كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط التي دشن أهلها مبادرة لمنع دخول المتسولين للقرية عبر لافتات في جميع أنحاء القرية في إطار حملة شاملة لمقاطعة «المتسولين» وتوعية جميع الأهالي بخطورة تزايد أعدادهم، وبدأت تلك الحملة بعد أن لاحظ الأهالي انتشارًا كبيرًا للمتسولين بجميع أنحاء المحافظة بصفة عامة، وبقرية كفر سليمان البحري بصفة خاصة وتحولها إلى ظاهرة يستغلها العاطلون لممارسة التسول وجمع الأموال دون أي جهد.
الاكتشاف الآخر أن جميع المتسولين من الاغراب عن القرية وارتبط تواجدهم بوقوع العديد من الجرائم التي لم تكن موجودة في قريتهم من قبل وخاصة السرقات وخطف الأطفال، الأهالي اتحدوا على رأي واحد بمنع دخول أي متسول لقريتهم لكي تتوقف السرقات وعلقوا لافتة على مدخل القرية لتحذير أي متسول من القدوم لقريتهم.
بني سويف
أما أهالي قرية بدهل التابعة لمركز مركز سمسطا بمحافظة بنى سويف أطلقوا أيضا مبادرة لأول مرة داخل المحافظة لمحاربة المتسولين ومنع دخولهم إلى القرية، تحت عنوان «ممنوع دخول المتسولين لقرية بدهل»، وعلق أصحاب المبادرة اللافتات في جميع أنحاء القرية لتوعية جميع الأهالي.
الشرقية
ولم يختلف الأمر كثيرا بمحافظة الشرقية التي قرر أبناء قرية العدوة إطلاق مبادرة لمنع المتسولين من دخول القرية، خوفاً على أطفالهم، وصمم الأهالى لافتة كبيرة في مدخل القرية، مكتوبًا عليها :»تحذير من أهالي قرية العدوة الكرام، ممنوع دخول المتسولين للقرية نظرًا لانتشار ظاهرة خطف الأطفال وسرقة البيوت».
البحيرة
بينما الأمر كان مختلفًا بالبحيرة حيث وضع اهالي إحدى القرى لافتات تهديد للمتسولين بعدما انتشرت حالات خطف الأطفال وسرقة البيوت وكان من ضمن اللافتات لافتة كتب فيها»من يدخل القرية من المتسولين لا يلومن إلا نفسه»، وايضا «من يدخل القرية من المتسولين سيتم تسليمه إلى الشرطة يوجد بالقرية دوريات من شبابها وأصحاب المحلات لمنع المتسولين».
الدقهلية
أما في محافظة الدقهلية فقد وضع اهالي قرية الطويلة صورة على مدخل قريتهم معلق بها لافتة كبيرة مكتوب عليها «ممنوع دخول المتسولين، سيتم تسليم أي متسول إلى الشرطة».
مطروح
وفي مطروح تفاجأ أهالي المحافظة خلال الفترة الأخيرة من كثرة عدد المتسولين حتى أصبحت ظاهرة وشعر الأهالي بأن الأمر وكأنه مخطط بإدارة وتنظيم من المتسولين فأطلق الأهالي حملة شعبية لمقاطعة المتسولين المنتشرين فى الشوارع وإشارات المرور تحت شعار «لا تعطي متسولي الشوارع».
الغربية
«ممنوع المتسولين» شعار رفعه أهالى وأصحاب مصانع الخزف والفخار بقرية الفرستق التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، لمنع دخول أى شخص غريب عن القرية بقصد التسول، كما حذروا الأهالى بعدم دفع أى مساعدات مالية لهم، وحث المواطنين عبر مكبرات الصوت فى المساجد، بعدم التعامل مع أى متسول ورفع الأهالى لافتات فى الشوارع تحث على عدم التعامل معهم، بعدما شهدت القرية انتشار ظاهرة التسول بصورة كبيرة وتخطى الأمر حدوده، وأصبح شيئًا لا يطاق، فالمتسولون كانوا يذهبون للمنازل ويزعجون سكانها فى أوقات الراحة ويطرقون الأبواب وأصحابها غير متواجدين بها، وبعد تعقب الشباب لهم كانت المفاجأة أن هؤلاء المتسولين ينزلون على مدخل القرية ويقسمون أنفسهم لمجموعات كل مجموعة تدخل شارع من شوارع القرية، ويتسولون ثم يعودون بما تحصلوا عليه من أموال لمكان التجمع ويغيرون ملابسهم ويعودون مرة أخرى لمركز التجمع بمدخل القرية.
بورسعيد
أما في بورسعيد فقد اشتهر هاشتاج لمبادرة «لا للتسول ولا تكن أنت الممول» التي دشنها أهالي المدينة لمواجهة المتسولين بعدما انتشرت ظاهرة التسول في شوارع وميادين المحافظة، حيث اكتشف الشباب أن المتسولين يأتون إليها عن طريق محطة القطار سواء من أطفال أو شباب أو كبار السن للعمل بالتسول حتى أصبحت مهنة بالنسبة لهم جميعاً، وقاموا بعمل جروب على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لإطلاقها من خلاله، وقتها انضم لجروب المبادرة أكثر من 3 آلاف شخص خلال يومين فقط وقام المنضمون للجروب بدعوة الجميع للاشتراك، كي يستطيعوا أن يقضوا على نسبة 50% من المتسولين بالمحافظة خلال فترة وجيزة، وبالفعل نجحت تلك المبادرة الإيجابية.
اسيوط
أما في اسيوط فقد اطلق عدد من نشطاء العمل المدنى بمركز القوصية شمال المحافظة مبادرة شعبية للقضاء على ظاهرة التسول بشوارع المدينة، تحت شعار «لا التسول»، اشترك فيها عدد من الشخصيات العامة والفاعلة في المركز من أجل التوعية بمخاطر التعامل مع المتسولين الذين ينتشرون فى الشوارع بكثافة، والتى كانت سببا فى إرتفاع الجريمة في شوارع المركز.