التسول.. بدايـة كل جريمة وفوضى فى الشارع

مافيا التسول| حيل المتسولين تخدع الناس الطيبين

ظاهرة التسول
ظاهرة التسول

كتبت: حبيبة جمال

على الرغم من وجود ظاهرة التسول من قديم الأزل، إلا أنها تحولت من مجرد وسيلة للاحتياج إلى مهنة يمارسها الكثير يوميًا، ولكن تزداد بصورة كبيرة في المناسبات الدينية والأعياد، حيث يستغل هؤلاء استعطاف الناس، كي يخرجوا أموالهم بسخاء لإدراكهم مدى عظمة أجر الصدقة لدى المواطنين، وبعدما كان التسول يعتبر عيبًا في المجتمع لا يقوم به إلا من هو في أمس الحاجة للمال، تحول اليوم إلى مهنة يلجأ إليها كل كسول، لا يريد أن يبذل أدنى جهد من أجل حصوله على الرزق، لا يريد سوى أن يحصل على المال بأي طريقة كانت.

 

أصبح التسول أسلوب حياة، يتفنن المتسولون في استخدام أساليب وطرق جديدة له، بدءًا بطلب الصدقة بالطرق التقليدية من خلال الإلحاح، وترديد عبارات العطف والدعاء، إلى استخدام «المقاعد المتحركة»، حيث يتعمد البعض اللجوء إلى استخدام عكازات طبية، وكراسي متحركة، وارتداء ملابس بالية، وأحذية ممزقة، وغيرها من الأشياء المثيرة للشفقة، بل أصبحوا يلجأون إلى استخدام بعض الأوراق والمستندات التي تزعم مرضهم وأنهم بحاجة شديدة لثمن العلاج، وبالتأكيد أنها غير حقيقية، لكنك ببساطة لو طلبت منه أن تأخذ منه الروشتة لشراء العلاج سيرفض، فهم يلعبون على أوتار قلوب المارة بعباراتهم المؤثرة، التي تجعلك تشعر بالندم، إذا لم تعطه شيئا، طريقة أخرى للتسول وهو أن يوهمك أحدهم أنه فقد نقوده، ويحتاج إلى مال للعودة لبيته.

 

ففي وسط الازدحام، وأنت تقود سيارتك أو تسير على قدميك، ومن حيث لا تدري تجد شخصًا رجل أو امرأة يعدو نحوك، وبصوت خافت مهزوز يبلغك أنه من محافظة أخرى، وسرقت منه محفظته بكل ما فيها من مال، وأنه ليس متسولًا أو شحاذًا، وكل ما يريده هو فقط ثمن تذكرة العودة، ومن حالته وهيئته يجعلك تعطيه المال، دون أن تتفوه بكلمة واحدة.

 

أيضا ظاهرة استخدام الأطفال في التسول، وهي من أخطر عمليات النصب التي يتم من خلالها اغتيال براءتهم، وبدلاً من ذهابهم للمدرسة والتعلم، يذهبون إلى مدرسة أخرى لكنها تعلمهم فنون التسول، بواسطة عصابات منظمة تستغل هروب الأطفال من منازل أسرهم، فنجد الطفل يرتدي ملابس رثة يقف أمام أي مطعم وغالبا محلات الكشري وبدموع خداعة يخبرك أنه جائع ولا يمتلك ثمن علبة الكشري، فلا تصمد كثيرا أمام دموعه وتعطيه المال، وأحيانا يقفون أمام محلات اللعب أو الملابس. 

 

ومثلها مثل أي جريمة تتطور؛فهناك من يبتكر طريقة جديدة للتسول مثلا عندما يقف شخص على الطريق ممسكا بـ «جركن بنزين» ويخبرك أن سيارته تعطلت فجأة ولم يكن في حسبانه حدوث هذا وليس معه أي نقود، فيطلب منك أن تعطيه أي مبلغ يستطيع من خلاله شراء البنزين!، وهناك طريقة اخرى للتسول اعتدنا على رؤيتها أمام أبواب المترو وفي إشارات المرور، وهي بيع السلع التافهة من حلوى ومناديل ورقية، وبخور، يحافظون اصحابها من خلالها إلى حد ما على كرامتهم، تلك الأشياء البسيطة التي يعرضونها للبيع، تجعلك تتعاطف معهم وبدلًا من أن تشتري منهم، تعطيهم فقط المال ولا تأخذ منهم شيئا.

 

المبخراتي

وجه آخر من وجوه التسول، لا يكلف صاحبه إلا شراء مبخرة وبخور، ويتجول بها في الشوارع يترددعلى المحلات والمقاهي بل وداخل السيارات من أجل نفحة بخور بركة تطرد الشياطين وتجلب الرزق، تدفع مقابلها جنيها أو أكثر، تبدو وظيفة لكنها في الواقع استجداء الناس.

 

أن تجد أشخاصًا يتسولون بالشوارع فهذا أمر طبيعي نراه رؤيا العين ذهابا وإيابا، لكن الغريب الآن هو التسول باستخدام السوشيال ميديا، فتجد منشورات على موقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك باستخدام حسابات وهمية، وأسماء مستعارة، يطلب فيها صاحب الحساب مساعدات مالية، وجمع تبرعات للمرضى أو لأشخاص مهددين بالإفلاس، أو تجهيز عرائس يتيمة، كل هذا يتم علانية، باستخدام عبارات مؤثرة، من خلالها توافق على المساعدة دون حتى أن تعرف أو تتأكد من وجود هذا الشخص، ولا تعلم أين يذهب مالك؟، وماذا يفعل به؟