هناك جدل زائف وفرص ضائعة بشأن سؤال يتعلق بإنتاج السكر وهل يتم ذلك من القصب أم البنجر..
ولذا كان المركز المصرى للدراسات الاقتصادية سباقا عندما استضاف نخبة من الخبراء فى مجال الزراعة وصناعة السكر وطرح أمامها تلك القضية.
فى البداية كانت د. عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى ومدير البحوث بالمركز واضحة بقولها إنه لا يوجد داع للجدل بشأن الاعتماد على البنجر أو القصب لتصنيع السكر فى مصر، فالأمر محسوم اقتصاديا لصالح البنجر لما يتمتع به من مزايا مع ضرورة تبنى سياسات للتعامل مع تحديات التوسع فى زراعته ولكن يظل الاحتفاظ بمساحات القصب ضرورة استراتيجية واجتماعية ويمكن أن يتحول إلى فرصة اقتصادية حقيقية من خلال الاستغلال الكامل لكل الصناعات التكاملية خاصة صناعة الورق، وهو ما أشارت إليه دراسة للمركز حيث أكدت أن زراعة المحاصيل السكرية فى مصر تعانى من تحديات عديدة وأشارت إلى وجود توجه واضح لدى الدولة نحو التوسع فى مساحات البنجر وهو توجه سليم لما يتمتع به من مزايا مقارنة بالقصب منها قصر مدة وانخفاض تكاليف زراعته وارتفاع محتواه السكرى وانخفاض استهلاك المياه وآلية تسعير محفزة على الجودة.
وعلى الرغم من تلك المزايا إلا أن التوسع فى زراعة البنجر يتضمن بعض التحديات التى تتطلب سياسات جادة للتعامل معها منها عدم توافر التقاوى محليا بجانب انخفاض متوسط إنتاجية الفدان وانخفاض جودته مع ارتفاع الحرارة وبالتالى لا يمكن إحلاله بشكل كامل بالقصب.
وهنا تأتى رؤية د. سعد نصار أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة القائلة بأنه لا يمكن الاستغناء عن أى محصول على حساب الآخر فكلاهما مهم مشيرا إلى أنه ليس من المقرر التوسع فى مساحات القصب المقدرة بنحو 325 ألف فدان حاليا ولكن الهدف هو زيادة إنتاجية الفدان من 40 طنا إلى ما يتراوح بين 50 و60 طنا للفدان، كما أشار إلى إمكانية زيادة مساحة البنجر من 600 ألف فدان حاليا إلى مليون فدان.
لكن إسلام سالم الرئيس التنفيذى لشركة القناة للسكر يرى أنه ليس من المنطقى التوسع فى مساحات البنجر دون وجود بورصة سلعية باعتبارها آلية تضمن وجود رؤية لدى جميع الأطراف سواء المصنع أو المنتج أو المستهلك.
وتعليقا على الفرص الضائعة فى صناعة الورق أشار يوسف شاهين مدير عام شركة يونيبورد لصناعة الورق إلى ضرورة إعلان الدولة لرؤيتها وخطتها الاستراتيجية لزراعة القصب حيث تقوم صناعة الورق على استخدام مصاصة القصب وهى صناعة ضخمة تتكلف المليارات ومن ثم الرؤية مهمة فلا يمكن قدوم استثمارات فى ظل احتمالية لتقليص مساحات قصب السكر.
وبعد.. لعل الجدل حول القصب والبنجر قد أصبح مفيدا وليس زائفا ولعل الفرص الضائعة يتم العثور عليها !
