«الحاجة سهير» أوقفت سلسال الدم.. فأهداها شيخ الأزهر رحلة حج

 شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

على مدار 3 سنوات، ظلت سهير أبو المجد، تكافح وتربي الأبناء تارة وتارة أخري تنتظر القصاص من قتلة زوجها، الذي راح ضحية محاولة فض اشتباكات بين عائلتين بسبب خلاف على 500 جنيه من ثمن بيع "بقرة" في قرية الدير الغربي التابعة لقرية المحروسة غرب محافظة قنا، حتى أهداها شيخ الأزهر الشريف رحلة حج لموافقتها على إنهاء الثأر ووئد سلسال الدم.

هنا في قرية المحروسة غرب قنا، عاشت سهير قرابة الـ3 سنوات في حيرة وتعب بعد وفاة زوجها في عام 2019، لتربية بناتها الـ4 رغما أن عمر السيدة وقتها كان قرابة الـ20 عاما.

إقرأ أيضا|شيخ الأزهر يوجه برحلة حج لامرأة قبلت الصلح في مقتل زوجها بقنا

فبعد أن أنجبت طفلتها الصغرى بـ5 أيام، فقدت زوجها لتظل السيدة في تعب ومرارة الفقد، بعدما صعدت روح الزوج للسماء خلال محاولة فض اشتباكات بين عائلتين بسبب خلاف على سعر بيع بقرة.

سهير سيد أبوالمجد، البالغة من العمر 23 عامًا، تقيم بالدير الغربي بقرية المحروسة في قنا، تلك المرأة التي فقدت زوجها في 4 أبريل من عام 2019، عندما قُتل أثناء محاولته لفض الاشتباكات بين عائلتين بقريته والتي وقعت بينهما بسبب خلاف على مبلغ 500 جنيهًا من ثمن بقرة، فخرج لعمل الخير وعاد لمنزله وأطفاله جثة هامدة متأثرًا بإصابته الذي لحقته دون قصد من قبل أطراف المشاجرة.

سهير، تزوجت مبكرا وترملت مبكرا أيضا، تولت مسئولية تربية الأبناء، أكبرهن في الصف الثالث الإبتدائي والصغرى حاليًا أكملت عامها الثالث، حتي وافقت على قبول الصلح في مقتل زوجها ووافقت على مقترحات لجنة المصالحات الثأرية بالأزهر الشريف حتي اهداها شيخ الأزهر الشريف رحلة حج وقرر بناء منزلها الآيل للسقوط.

وكانت قد أتمت اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف بالتعاون مع مديرية أمن قنا ومحافظة قنا وعدد من حكماء وعواقل وعمد قنا الصلح في قرية الدير الغربي، حيث تسلم الحاج أحمد محمود أحمد عثمان، القودة من شرقاوي محمد أبو المجد وأنور محمد عبد المعطي، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية.

ونقل الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر- تحيات شيخ الأزهر الشريف، وتهنئة فضيلته للعائلات على إتمام هذا الصلح، وبين فضيلته أن الصلح سلوك إنساني حضاري أمرت به شريعة الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم ﷺ، وهو فضيلة تنشر الأمن والسلام والطمأنينة بين الناس ويرسخ لمبادئ التسامح والتعايش بين الناس، ولا بد من أن يتبع الصلح زيارات وتآلف ومودة بين العائلات وتآلف ومودة لتطيب وتطمئن النفوس وتنتشر المحبة بين أبناء الوطن.

وقال أعضاء لجنة المصالحات بالأزهر إن زوجة فقيد عائلة جوهر الحاجة سهير سيد أبو المجد، قد التقت فضيلة الإمام الأكبر في وقت سابق في ساحة الطيب بالأقصر، وطلب منها الصلح وأن قبول الصلح أجره عظيم عند الله، فقبلت بالصلح في مقتل زوجها، ووجه فضيلة الإمام الأكبر المختصين بالأزهر بمنحها رحلة حج، ولما عرف فضيلته بحالة منزلها الآيل السقوط أمر ببناء بيت جديد لها من طابقين في المكان ذاته وتم بناء المنزل.

وتقوم اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف بجهود كبيرة في عقد المصالحات وفض النزاعات بالتعاون مع مؤسسات الدولة في إطار مؤسسي، مع الاستفادة من خبرات علماء الأزهر وحكماء وعمد المناطق التي تشهد خصومات، للقيام بدور فعال مع الجهات المعنية في نشر الأمن والاستقرار في ربوع الوطن ونشر القيم والمبادئ التي ترسخ المودة والتآخي والسلام بين الناس.