حوادث العيد في صحافة زمان .. ما أشبه اليوم بالبارحة

حوادث العيد في صحافة زمان
حوادث العيد في صحافة زمان

أحمد الإمام

اهتمت الصحف والمجلات المصرية منذ مطلع القرن العشرين بتغطية أخبار الجريمة باعتبارها مرآة لحظية تكشف السلبيات التي يمر بها المجتمع والتغيرات التي تطرأ على الشخصية المصرية عبر العصور، نوعية الجريمة نفسها وأسبابها وطريقة ارتكابها تعكس بوضوح طبيعة مرتكبيها والدوافع التي أدت إلى ارتكابهم هذه الجرائم ، والتي لا تخرج في الغالب عن دوافع مادية واقتصادية وأيضًا عادات منبوذة مثل الثأر وخلافه.

الجرائم أشبه بالمياه الجارية .. لا تتوقف ولا تنتهي وستظل تحدث طالما ظلت النفس البشرية موصومة بأوزار الطمع والشهوة والغل وغيرها من الصفات الذميمة التي تجري في شرايين البعض مجرى الدم، حتى الأعياد .. تلك المنح السماوية التي منحها لنا المولى عز وجل لنسعد ونحتفل لم تخل من الجرائم والحوادث التي صبغت أيام العيد قديمًا وحديثًا بلون الدم.


في السطور التالية نصحبكم في رحلة عبر صفحات المجلات والجرائد المصرية التي نشرت تفاصيل بعض الحوادث والجرائم التي وقعت منذ عقود ووثقتها صفحات الحوادث بالكلمة والصورة.


نشرت جريدة الأهرام سنة 1954خبرًا مثيرًا بعنوان “اعتقال «سلطان الصحراء» وضبط «تربتين» من الحشيش” وجاء بمتن الخبر “ علم بوليس المعادى أن المدعو حسين سلامة سلام يشتغل فى تهريب المواد المخدرة وتوزيعها من مسكنه وقد أقامه من الخيش بجوار هضبة مرتفعة يطمر فيها المخدرات ويطلق على نفسه “سلطان الصحراء”.
فعهد البكباشى عطية حسن مأمور البوليس، إلى اليوزباشى خليل فهمى معاون المباحث، اعتقال هذا المهرب متلبسًا بالجريمة، وبعد أن حصل المعاون على إذن من النيابة بتفتيش هذا المهرب، تخفى فى زى سائق سيارة، وارتدى مخبرو المباحث زى عمال الشحن، واستقلوا إحدى سيارات نقل الأحجار.


وهناك اتصلوا به بوساطة أحد أعوانه وساوموه على شراء الحشيش لتوزيعه على عملائهم خلال أيام العيد ، وبعد أن اتفق معهم على الثمن تحدد بعد ظهر أمس موعدا لتسليم البضاعة، وفى الموعد المحدد انتقل المعاون والمخبرون فى سيارة النقل المشار إليها وصعد الأول إلى المخيم، بينما اختبأ المخبرون خلف ربوة قريبة.
وبعد أن تسلم المعاون المخدر ودفع الثمن أعطى الإشارة للمخبرين فانقضوا على المخيم شاهرى السلاح، واعتقلوا مهرب المخدرات واستعادوا المبلغ الذى تسلمه من المعاون وضبطوا «تربتين» من الحشيش فى حفرة قريبة.


وسيق المتهم إلى مخفر البوليس حيث أُخذ فى التحقيق معه فاعترف بجريمته.

حوادث قطارات
منذ عقود طويلة ارتبطت حوادث القطارات بالأعياد للاسف الشديد، وربما كان السبب في ذلك زيادة أعداد المسافرين ومضاعفة عدد الرحلات على خطوط السكة الحديد بمختلف المحافظات. 

وتحت عنوان « قطار اكسبريس يصدم سيارة ويحطمها تماما في منيا القمح» 

نشرت صحيفة اللطائف المصرية عام 1928 أخبارًا عديدة بصورة يومية متعلقة بحالة الطرق في مصر في فترة العشرينيات والثلاثينيات ، وهنا نرى واحدة من الحوادث القليلة التي كانت تقع بهذه الصورة في مصر في هذا الزمن ، إذ وقعت هذه الحادثة في منيا القمح في 28 فبراير 1928 بعد أن صدم قطار اكسبريس سريع سيارة كان بها شخص يدعى سليم أفندي حنا. 

 

وذكرت الصحيفة أن الرجل في السيارة هو ضابط مباحث مركز منيا القمح وكان برفقة بعض الجنود في السيارة ، وتعرضت السيارة للحادث عندما كانت تجتاز مزلقان القطار الجديد ليأتي القطار مسرعا ويحطم السيارة تحطيمًا ليتسبب ذلك في وفاة الضابط واثنين من الجنود وإصابة الباقين بإصابات خطيرة، وقد وصل للمكان رجال النيابة والبوليس ومهندس من السكة الحديد للتحقيق في الحادثة .


ونشرت جريدة أخبار اليوم عام 1958 خبرًا بعنوان «حريق فى قطار «مازوت» بسبب سقوط عربة على الخط الحديدى» ، وجاء في متن الخبر كان أحد قطارات صهاريج المازوت سائرًا بين محطتى الروضة وملوى فسقطت إحدى العربات على الخط الحديدى، وأدى سقوطها إلى اشتعال النار فى الصهاريج.


وأبلغ النبأ إلى الجهات المختصة فأسرع إلى هذا المكان مأمور مركز ملوى وعبدالله جلال نمر معاون الإدارة، وقام رجال المطافئ فى جميع مراكز المديرية بمكافحة النيران، وظلوا يكافحونها بضع ساعات، حتى تمكنوا من إخمادها، وأدى الحريق إلى خسائر ليست قليلة فى الخط الحديدى وأسلاك التليفون، فبذلت جهود كبيرة فى إعادة المواصلات الحديدية.

سرقات
وكان لجرائم السرقة نصيبا أيضا في حوادث زمان التي اهتمت الصحف بنشرها في هذا التوقيت ، والملاحظ أن قيمة المسروقات ونوعيتها بمعايير العصر الحالي زهيدة للغاية ولكنها بمعايير الزمن الذي ارتكبت فيه هذه الوقائع سرقات قيمة تستحق المغامرة والعناء.


حيث نشرت جريدة الاهرام عام 1956 خبرًا بعنوان « القبض على عصابة خطرة بالمنصورة وضبط 9 أجهزة راديو وسيارة مسروقة».


وجاء في مضمون الخبر أبلغ صاحب إحدى صالات العرض بالمنصورة، عن سرقة أجهزة راديو وماكينة كتابة من صالته، فاهتم الأستاذ إبراهيم زكى الخولى مدير الدقهلية بهذا الحادث وعهد إلى المختصين البحث عن المسروقات وضبط اللصوص.


وعلم رجال المباحث أن لصوصًا سيشرعون فى سرقة إحدى الشركات فى وقت اجازة العيد ، فكمنوا بالقرب من مركزها، وضبطوا اثنين من اللصوص لم يتمكنا من الهرب مع زملائهما عندما أحسا برجال المطاردة، وهما: عطية عمارة قنديل، وسعد السعيد العجمى، وعند تفتيشهما وجدت معهما أقلام من النوع الذى يستعمله مدير الشركة، ووجد بابها الجانبى مفتوحًا.


واخذ رجال المباحث يتعقبون أفراد العصابة حتى قبضوا عليهم بناحية ميت عنتر مركز طلخا وهم: أحمد رزق، وفتحى أحمد مصطفى إسماعيل، ومحمد عبدالمجيد حامد، وقد ضبطت عندهم أجهزة الراديو المسروقة وسيارة أجرة مسروقة من دمياط استخدمها اللصوص فى الحادث.
وتولت النيابة التحقيق مع المتهمين وأمرت بحبسهم.

آثار
ونشرت مجلة المصور في عام 1960 خبرًا بعنوان «عظام أثرية وأحجار أثرية فى منزل قديم بالأنفوشى» ، وورد في متن الخبر قام السيد أحمد عثمان بهدم منزله القديم بحارة حمزة المتفرعة من شارع السيد كريم «التتويج سابقًا» فى جهة الانفوشى تمهيدًا لإقامة بيت جديد، وقد وجد العمال الذين يقومون بحفر الأساس عظامًا يرجح أنها آدمية كما عثروا على ممرات تحت الأرض وبعض الأحجار.


وقام رجال متحف البلدية بفحص المكان وأخذوا بعض العظام والأحجار لدراستها لمعرفة قيمتها الأثرية وأوقف البناء ريثما تعرف نتيجة هذه الدراسة، والعجيب أن سرقة التيار الكهربي ليست جريمة جديدة ومستحدثة بل هي جريمة قديمة يلجأ اليها ضعاف النفوس منذ سنوات ، وهذا ما يؤكده هذا الخبر الذي نشرته جريدة الاهرام عام 1954 بعنوان «يسرق تيار كهربائيًا ويغذى به 200 منزل لحسابه».

 

وجاء في متن الخبرعلمت إدارة الغاز والكهرباء أن المدعو أحمد سليمان عبدالرازق، وهو عامل نسيج بأحد مصانع شبرا الخيمة، يسرق تيارًا كهربائيًا بطريقة خفية فتوجه مندوب الإدارة المهندس عبدالمنعم ربيع، والبكباشى عباس سالم مأمور البندر واليوزباشى عبدالعزيز نظمى، إلى هذه المنطقة فتمكن المهندس والمعاون من اكتشاف مجرى خاص داخل حائط منزل هذا العامل فيه جهاز وأسلاك لسرقة التيار الكهربائي قبل وصوله إلى العداد، وظهر أنه يغذى 200 منزل لحسابه بالكهرباء بهذه الطريقة فألقى القبض عليه، وتولى الأستاذ محمد بليغ وكيل النيابة التحقيق معه، وأودعه السجن ومنه للمحاكمة.

 

مصرع لص 
وزفت جريدة اخبار اليوم خبرًا سعيدًا لقرائها في ليلة العيد عام 1959 عن مصرع احد اللصوص الخطرين بالصعيد ، وجاءت تفاصيله على هذا النحو .. تلقت وزارة الداخلية ظهر أمس من مديرية جرجا أن الخفير النظامى «أحمد عبدالله» شاهد جثة مصابة بطعنات من السكاكين وملقاة فى حقل برسيم ببلدة بمركز المراغة.
وقد تبين أن القتيل -يدعى محمد السيد سليمان- وأنه كما ذكر عمدة البلدة من كبار اللصوص الخطرين على الأمن العام، وقد تولى البوليس والنيابة التحقيق فى هذا الحادث الغامض، وبخاصة بعد أن ذكرت أسرة القتيل أنها لا تتهم أحدًا بقتله.


وحملت نفس الصفحة خبرًا آخر بعنوان « يذهب لزيارة والده فيجده مقتولا بالرصاص» ، وجاء في التفاصيل تلقت وزارة الداخلية من مديرية جرجا ان «غالى جرجس»، وهو من أهل بلدة الصوالحة أبلغ مركز طهطا أنه ذهب لزيارة والده فوجده قتيلا بمقذوفين ناريين، ولم يسند تهمة قتله إلى شخص معين ، وتولى البوليس والنيابة التحقيق فى الحادث والبحث عن الجناة.

محاولة انتحار
ونشرت جريدة المساء عام 1963 خبرًا بعنوان « طالب يحاول الانتحار لرفض أسرته زواجه بفتاة يحبها» ، وورد بالتفاصيل .. حمل رجال الإسعاف أمس شابًا فى الحقبة الثانية من عمره إلى مستشفى الدمرداش، وكان مصابًا بالتسمم، ولما ابلغ الحادث إلى البوليس والنيابة ذهب إلى المستشفى الأستاذ “محمد محمود فراويله”، وتبين أن المصاب طالب ثانوى اسمه “صبحى محمد محمود”، كان يحب فتاة جارته، وفاتح والدته فى الزواج منها، فرفضت وطلبت إليه الاستمرار فى دراسته حتى يحصل على إجازة الثقافة.. فرفض.. وغادر منزل أسرته، وابتاع بعض العقاقير السامة وتناولها بقصد الانتحار، وما يذكر أن الشاب طلب إلى المحقق أن يتوسط لدى أسرته لكى يستطيع الزواج من محبوبته!

الرجل والذئب

فى البيئة المصرية القديمة كان يتواجد ابن آوى الذى رسمه المصريون القدماء على شكل أنوبيس إله الموت، بينما كانت تتواجد أنواع كثيرة من الحيوانات، ومن ضمنها الذئب، وقد حدثت الواقعة الطريفة والغريبة والتى نشرتها صحيفة «البصير» التى كانت تُصدر من الإسكندرية، بعد رصد الصحف الأجنبية للذئب الشرس الهائج الذى أوقع ضحايا بمحافظة الشرقية بدايات ثلاثينيات القرن الماضى، لتتكرر الواقعة بعد ذئب الشرقية بسنوات، ولكن هذه المرة فى زراعات البطيخ، ووجها لوجه أمام رجل قرر المواجهة بدون خوف فى مشهد أقرب لمشاهد السينما العالمية.

 بينما كان  أبو إسماعل القطعانى ورفيقه رمضان القطعانى يعملان بجد فى زراعات البطيخ، يزيلان الحشائش، ويقومان بفتح خديم المسقى للري، حتى وقف أمامهما ذئب يُكشر عن أنيابه، كأنه يقول لهما: من منكما يواجهنى؟، فما كان من أبو إسماعيل إلا إن قام بحدفه بحجر، كان الوقت ظلاما، ولم تظهر سوى أنياب الذئب الحادة الذى قرر أيضا التوجه لإسماعيل القطعانى الذى ألقى حجرًا عليه، لتبدأ المواجهة الحقيقية رجل أمام ذئب، وذئب أمام رجل فمن ينتصر؟. 

قرر القطعانى استخدام بندقيته فوجه للذئب رصاصة، لكن الرصاصة لم تُصب الذئب حيث كانت خفيفة جدا، فقفز الذئب عليه، حاول القطعانى أن يوجه رصاصة ثانية، إلا أن البندقية لم تُطلق الرصاصة، لذا كان لابد من الرضوخ للقانون الذى قرره الذئب المصارعة بين الاثنين والأقوى هو من ينجو بحياته، إلا أن أبو سماعيل قرر عدم المواجهة، فأسرع بعيدا تاركًا الذئب يقفز على الأرض دون جسده ، واستطاع أن يمسك عصا حيث استخدمها فى المشاجرة ليوجه بها ضربة قوية على رأس الذئب أدت لأن ينقلب الذئب على ظهره. 

صمم القطعانى على ذبح الذئب الذى أصيب من ضربة العصا، ولكن بينما يقترب منه، فوجئ بأن الذئب يقف على رجليه ويعدو مسرعًا، وهو على ظهره، حيث حمله الذئب مسرعًا فى مشهد غريب لرجل يمتطى ذئبًا كحمار أو حصان، وقد حاول الذئب أن يوقع القطعانى من على ظهره، إلا أن أبوإسماعيل تشبث بأذن الذئب، واستمر الذئب يجري به فى الصحراء حتى أوقعه فى ترعة لتبدأ معركة ثانية مع الاثنين، ولكن هذه المرة فى الماء، وليس فى زراعات البطيخ بصحراء أبو المطامير، حيث استمر الاثنان فى المشاجرة تحت الماء واستطاع القطعانى بأعجوبة أن يُغرق الذئب. 

بعد بُرهة صغيرة ظهر الذئب على وجه الماء لايُبدى حراكا فلحق به أبوإسماعيل القطعانى وسحبه، وأخذه ناحية صديقه الذى كان يراقب المعركة وهو مصدوم مما حدث، كانت فكرة زميله أن يضعا الذئب على النار وقاما بأكله، فيما عقبت صحيفة «البصير» على الواقعة بقولها: نرجو من سادتنا العلماء الأفاضل بالإجابة على السؤال التالى هل أكل الذئب حلال أم حرام ؟ وهل حمل بعض عظام الذئب مع المصلى حلال أم حرام، أفيدونا أكرمكم الله لتُنهى «البصير» أغرب واقعة حدثت فى زراعات البطيخ بمزارع مصر قبل نهايات ثلاثينيات القرن الماضى. 

حوادث المشاهير

وكان طبيعيًا ان تحتل أخبار الفنانين والمشاهير مساحات واسعة في مختلف الصحف والمجلات باعتبارها الاهتمام الاول لشريحة كبيرة من القراء ، وتزداد الأمور إثارة إذا كان الامر يتعلق بحادثة تعرض لها احد الفنانين أو الفنانات المشهورين.


صدرت مجلة الكواكب عام 1956 بعنوان مثير «الخجل كاد يقتل نعيمة عاكف في ليلة العيد» حيث تحدثت الفنانة نعيمة عاكف عن موقف كاد ينهى حياتها ورأت فيه الموت وهى طفلة، عندما كانت تعمل فى سيرك والدها. 


وقالت النجمة الجميلة، إنها نشأت فى أسرة يلعب معظم أفرادها الأكروبات فى السيرك، وهو ما كان يعرضهم دائما للخطر، وعهد إليها والدها وهى طفلة بأحد المدربين حتى يدربها على هذه الأكروبات، مشيرة إلى أنها رغم تفوقها كانت طفلة خجولة جدا، ولم تعتد على مواجهة الجمهور بعد، وأوضحت نعيمة عاكف، أنها أتقنت التدريبات بشكل كبير، حتى جاء اليوم الذى قرر فيه والدها أن تواجه الجمهور مع بقية أفراد عائلتها فى عرض للأكروبات بطنطا وكان العرض في ليلة العيد. 

وأشارت إلى أن المسرح امتلأ بالجمهور، وأنها حين رأت هذا التوافد الكثيف، شعرت بالمزيد من الخجل والخوف من الوقوف أمامهم. وقالت نعيمة عاكف: «كان علىّ أن أقفز فى الهواء وأتشقلب عدة مرات، حتى أنزل واقفة على أرضية المسرح، وكنت تدربت كثيرًا على هذه الحركة، ولكن حين رأيت الجمهور الذى صفق لى، انتابنى الخوف والخجل، وحين حاولت ان أؤدى الحركة التى تدربت عليها ارتبكت وسقطت على الأرض، وصرخ الجمهور الذى روعته المفاجأة وظن الجميع أن عظامى تكسرت». وأضافت النجمة الاستعراضية الكبيرة: «أنقذنى وجود غطاء قطنى فوق أرضية المسرح، ونجوت، ولكننى لا أنسى هذا اليوم الذى كاد فيه الخجل أن يقتلنى فى أول مواجهة مع الجمهور».


وتحت عنوان «شومة على رأس وحش الشاشة « يحكى وحش الشاشة، وملك الترسو، الفنان الكبير فريد شوقى لمجلة «الكواكب» بنفس العدد، عن واقعة وحادثة كاد يفقد خلالها حياته، وذلك أثناء تصوير فيلم «أنا بنت ناس»، حيث كان أحد المشاهد يقتضى أن يشترك فى مشهد معركة حامية بالفيلم، وجهز مساعدو المخرج متطلبات تصوير المعركة، من عصى وسكاكين وموائد. 

 

وشرح المخرج طريقة تنفيذ المعركة، ونصح الكومبارس المشاركين فيها بالحرص والسيطرة على أعصابهم، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وأشار فريد شوقى، إلى أنه حان موعد تصوير مشهد المعركة، بعد إجراء عدة بروفات عليها. 

 

وقال وحش الشاشة: «وبينما كانت المعركة دائرة، إذا بعصا غليظة تنزل على رأسى، فصرخت من شدة الألم وسقطت على الأرض مغشيا علىّ، وأوقف التصوير وأجريت لى الإسعافات اللازمة، ونقلونى للمنزل فى حالة سيئة». 


وتابع ملك الترسو: «أجرى المخرج تحقيقات مع الكومبارس المشاركين فى المعركة ليعرف من فيهم الذى ضربنى بهذه القوة والقسوة، لكنه لم يصل للجانى الذى يبدو أنه كان يتعمد أن ينزل على رأسى بهذه العصا ولا أعرف لماذا؟».