قبة الأميرة رقية حليم.. إبداع فني بصحراء قرافة المماليك

قبة الأميرة رقية حليم
قبة الأميرة رقية حليم

تزخر القاهرة بالآثار الإسلامية ومنها المساجد والقباب الأثرية.. من بين هذه القباب قبة الأميرة رقية حليم بصحراء قرافة المماليك، منشية ناصر، بالقاهرة. 

والأميرة رقية حليم، كما يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل هي ابنة محمد عبد الحليم باشا الابن الأصغر للوالي محمد علي باشا، من إحدى (مستولداته) أي (إمائه) التي تُدعى (تراندل قادين) وقد ولدت بشبرا في 18 يوليو 1868م.
 
وقد تزوجت الأميرة رقية من (نصرت بك سعد الله) في الـ 13 من يوليو عام 1894م، وكان (نصرت بك) يعمل موظفا كبيرا بالأستانة (إسطنبول حاليا) وشارك في حرب البلقان ثم عمل وزيرا لتركيا في بروكسل ثم لاهاي. وقد عاش هو زوجته (رقيه حليم) في منزل والدته في الأستانة لمده 18 عاما، ثم انفصلا عن بعضهما لمدة 10 سنوات دون أن يتم الطلاق بينهما رسميا.

اقرأ أيضا :- قصر محمد على باشا الكبير بشبرا.. تحفة معمارية جاهزة للافتتاح | صور

وكانت رقية قد رحلت إلى القاهرة وهي غضبى على (نصرت بك)، ورغبت في الانتقام منه فرفعت دعوي أمام محكمه مصر الشرعية طالبت فيها بالطلاق لغيابه عنها دون تقديم رعاية لها. وبالفعل حكم القاضي بتطليقها رجعيا في 14 مايو 1923.

 غير أن (نصرت بك) عاد إلى القاهرة في عام 1924 فطالبها ببعض ممتلكاته لحاجته للمال ليصرف على نفسه وعلى أخيه الصغير المريض، فرفضت الأميرة رقية، فطلب (نصرت بك) من شقيقتها (الأميرة نازلي) التوسط، غير أن هذه الوساطة باءت بالفشل، حينها قام (نصرت بك) برفع مذكرة إلى (الملك فؤاد) شرح فيها أسباب النزاع وما آل إليه. وفي نفس الوقت كانت (الأميرة رقية) قد صعّدت الأمر إلى (مجلس البلاط الملكي) بوصفها إحدى عضوات الأسرة المالكة، لكن المجلس رفض الطلاق أيضا في 12 مارس 1924، وطالبها ببدء دعوى الطلاق من جديد، وبعد 9 أشهر وبالتحديد في 16 ديسمبر 1924 قرر (مجلس البلاط الملكي) قبول حكم الطلاق وأبلغ (نصرت بك) بالطلاق، ورفض إعطاءه أملاكه، وانتهى الأمر!

وكانت الأميرة (رقية حليم) قد أنجبت من (نصرت بك) بنتين وولد، هم: حليمة، وأمينة، وسعدالله. 

أما عن القبة التي أمرت الأميرة رقية بإنشائها، فقد قام بالإشراف على عملية بنائها كما يقول د. حسين دقيل (المهندس محمود حسن بشندي)؛ فأحسن إنشاءها، حتى إنه ما يزال مظهر القبة الخارجي في غاية الروعة رغم أن محتوياتها من الداخل قد نُهبت. هذا بالرغم من أن قبتها تحمل إبداعا فنيا رائعا، حيث تحمل شرائط كتابية عليها آيات قرآنية وعبارات أبدع كاتبها فيها خاصة أنه كتبها في جدار القبة بطريقة الحفر الغائر بدقة وإبداع بالزجاج الملون المعشق بالجص، حيث كان يعكس نور الشمس إلى داخل القبة.

وما زال النص التأسيسي للقبة يحمل عنصرا زخرفيا كان قد نجا من الاحتراق الذي تعرضت له القبة. وعندما توفيت الأميرة رقية عام 1950م عن عمر ناهز 82 عاما؛ دُفنت بضريح أسفل القبة.