مع حلول عيد الفطر ينطلق الحديث عن كحك العيد وأسعاره، وأصناف الحلوى الأخرى المرتبطة به كالبسكويت والغريبة والبيتى فور.. وفى محاولة لرصد الأسعار قامت آخرساعة بجولة شملت عددا من محلات الحلويات الكبرى والمخابز، رصدنا خلالها تفاوتا فى أسعار الكعك بما يجعله متاحا لكل الطبقات العليا والمتوسطة ومحدودة الدخل.
«الكحك الفاخر» أو كما يطلق عليه البعض «الكحك الفاجر» بسبب سعره المبالغ فيه.. جملة يستخدمها أصحاب المحلات الكبرى للترويج لمنتجاتهم المثالية التى تجعل العميل يقوم بالشراء بأسعار خيالية وهو مرتاح الضمير، حيث تصل أسعار علب الكعك الفاخر فى أحد المحلات الشهيرة إلى 6500 جنيه حسب الحجم والمكونات، ومثل هذه المحلات تبرر ذلك بأنها تستخدم أفضل المواد الغذائية الصحية والمستوردة التى لا تسبب أى مشكلات صحية، كما أنها تمنح المنتج النهائى ملمسا ناعما ومذاقا مميزا، ما دفع بعض الزبائن لإطلاق لقب «الكحك الفاجر» على هذا النوع من الكحك الذي تجاوز شكله وسعره حدود المعقول.
ويؤكد آخرون أن منتجات الكعك الفاخر لا تختلف عن غيرها والفرق يكمن فى الكمية المباعة وطرق التغليف المبتكرة وارتفاع ثمنها، حيث يقول أحد العاملين بهذه المحلات إن التفنن فى طرق تقديم الكحك الفاخر هو أبرز الأسباب لارتفاع الثمن ولعل أبرز الأشكال هذا الموسم هو الصناديق الخشبية مختلفة الأحجام التى تشبه االشكمجية، بالإضافة لـالأسبتة والعلب الصفيح، وتحتوى على كميات متنوعة من نفس أنواع حلوى العيد الموجودة بالمحل ولكنها بسعر مرتفع نتيجة ارتفاع سعر الأوعية وطرق تزيينها، وتتراوح الأسعار بين 600 و3000 جنيه، وغالبا ما تخاطب هذه الأنواع الطبقة العليا من المجتمع أو كما يطلق عليهم فئة VIP وتقدم كنوع من الهدايا القيمة فى عيد الفطر.
كما أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية من دقيق وسمن وزيت وسكر هذا العام كان سببا آخر لارتفاع أسعار منتجات حلوى العيد عموما، الأمر الذى جعل الإقبال ضعيفا مقارنة بالسنوات الماضية، ومتوسط الأسعار هذا العام لوزن الكيلو جرام من الأنواع الفاخرة لحلوى العيد تتمثل فى الآتى: الكعك السادة والملبن والعجوة والعجمية يبدأ من 130 جنيها، وكعك عين الجمل 175 جنيها، وكعك برشة مكسرات 195 جنيها، والبسكويت السادة 110 جنيهات، وبسكويت البرتقال والشيكولاته 120 جنيهًا، أما الغُريّبة السادة 130 جنيهًا، والمضاف إليها المكسرات 160 جنيها، والبيتى فور 230 جنيهًا.
البيع بالقطعة
ولأن الأسعار تعد مرتفعة نسبيا، يحرص بعض المحال على تقديم عروض البيع بالقطعة حتى يستطيع المواطن الحصول على مجموعة منوعة بأسعار مخفضة، وجاء 
سعر الـ24 قطعة من الكعك 65 جنيها، وكعك عين الجمل 90 جنيها، وكعك رشة المكسرات 100 جنيه، أما الـ32 قطعة من البسكويت بسعر 60 جنيها وتزيد 5 جنيهات لبسكويت الشوكولاتة وجوز الهند، وعن الغريبة فسعر الـ36 قطعة بـ65 جنيها والمكسرات منها بـ80 جنيها، وأيضا الـ32 قطعة من البيتى فور بسعر 70 جنيها.
ومن ناحية أخرى بدأ أصحاب المخابز والأفران ينافسون ويطرحون منتجات حلوى العيد بأسعار مخفضة للطبقات المتوسطة ومحدودى الدخل.. تحدثنا مع صاحب مخبز يُدعى اعم محمودب، قال: إن ارتفاع الأسعار جعل السوق يشهد ركودا هذا العام، لكن مازالت أسعارنا أقل بكثير عن المحلات الأخرى، حيث لا يتعدى سعر كيلو الكعك بمختلف حشواته 70 جنيها، والبسكويت 60 جنيها والبيتى فور 100 جنيه والغُريّبة 70 جنيها، مشيرًا إلى أنه يتيح أيضا خدمة خبز طلبات خاصة لربات البيوت اللاتى يفضلن أن تكون حلوى العيد بالسمن البلدى فقط، فيحضرن جميع المكونات ويقوم العاملون بالأفران بإعدادها مقابل الحصول على تكلفة الخبز والتسوية فقط.
شراء بالتقسيط
من جانبه يرى خالد الشافعى، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن شراء كعك العيد من العادات والتقاليد القديمة التى تحرص الأسرة المصرية على تواجدها على مائدة عيد الفطر المبارك، ولكن أصبح هناك وعى لدى المواطنين بترشيد الإنفاق وتخفيض الكميات التى كان يتم شراؤها سنويا نتيجة لغلاء الأسعار، هذا كان سببا 
فى جعل الإقبال ضعيفا عما كان معتادا عليه فى السنوات السابقة، أما ما نشهده من أسعار باهظة للكعك يتعدى آلاف الجنيهات ما هى إلا رفاهية زائدة على الحد ويجب تجنبها تماما والاكتفاء بالأنواع الجيدة فقط ذات الأسعار المناسبة.
ويؤكد أن الحكومة تدعم المواطن وتعمل جاهدة على توفير جميع احتياجات بأسعار مخفضة من خلال عدة مبادرات وكذلك المجمعات الاستهلاكية، خاصة أن السوق يشهد زيادة فى أسعار الكعك لهذا العام تتراوح بين 20 و25% عن العام الماضى، نتيجة لمتغيرات الأسعار العالمية وارتفاع سعر الدولار. لافتًا إلى أن هناك محلات تجارية مشهورة توزِّع منتجاتها من حلوى العيد باهظة الثمن على المتاجر الكبرى التى تتيح للمواطنين شراء جميع احتياجاتهم وبالكميات الكبيرة والدفع بالتقسيط من خلال بطاقات البنك الائتمانية ليكون ذلك نوعا من تحفيز المواطن على الشراء.
كعك التموين
فى السياق، يقول عبدالمنعم خليل رئيس جهاز التجارة الداخلية لوزارة التموين، إن الوزارة استطاعت تخفيف العبء على المواطن المصرى وفقا لتوجيهات القيادة 
السياسية للدولة المصرية واستطاعت ضخ مختلف السلع فيما يقرب من 1000 منفذ فى مختلف المحافظات وبأسعار مناسبة ومخفضة بنسبة 30%، وقد تم الدفع بكميات كبيرة من حلوى العيد من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية وشركة مطاحن شمال القاهرة وغيرها من شركات المخبوزات.
ويؤكد أن المجمعات الاستهلاكية مازالت تُعتبر رمانة الميزان فى توافر السلع فى السوق المصرى وبأسعار مناسبة، حيث يصل بها سعر كيلو الكعك السادة إلى 75 جنيها، كعك المكسرات 95 جنيها، البيتى فور والغريبة 105 جنيهات، والبسكويت 70 جنيها، كما يتوافر علب بحجم 2 كيلو مشكل بسعر 160 جنيها.
وينصح خليل المواطنين بعدم التسرع فى شراء حلوى العيد من المحال التجارية الخاصة والاتجاه إلى المجمعات الاستهلاكية والشوادر والسيارات المتنقلة الخاصة بوزارتى التموين والزراعة للحصول على مختلف المنتجات بأسعار مناسبة وبجودة عالية، وذلك يجعل أصحاب المحلات التجارية يضطرون إلى خفض أسعار منتجاتهم كونها منتجات موسمية لا يمكن تخزينها لمدى طويل، بالتالى قلة الطلب عليها يجعلها تفسد سريعا، لذا على المواطن أن يتحرى الدقة فى الشراء ويعلم أنه شريك مع الوزارة فى رقابة الأسواق.
كما أوضح أنه تم التشديد على أصحاب المخابز والأفراد بعرض أسعار البيع والشراء الخاصة بكعك العيد فى فواتير خاصة والالتزام بالسعر المحدد وعدم التلاعب به وإصدار فاتورة خاصة للزبائن، حتى لا يتعرض أصحاب المخابز للمساءلة القانونية خاصة أن هذه الأفران تخضع لرقابة وزارة التموين على المنتجات من حيث الجودة والوزن ومراقبة الأسعار.
أسعار المستلزمات
ويلفت إلى أن سعر كيلو الدقيق وصل إلى 9 جنيهات ويتوفر بكميات كبيرة فى المجمعات الاستهلاكية، وكذلك السمن ويتراوح سعره بين 19 و22 جنيها حسب النوع والوزن، فضلا عن توافر أنواع السكر المختلفة بأسعار مخفضة أقل من 10 جنيهات، منوها بأن حجم استهلاك الدقيق شهريا يتعدى المليون طن، ويزيد هذا المعدل فى موسم عيد الفطر بنسبة 40%.
