للجنس الناعم والخشن أيضاً!.. العيد ينعش صالونات التجميل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ظلت صالونات التجميل تعانى تراجعا كبيرا فى نسبة الإقبال المعتادة عليها خلال أيام المناسبات لمدة عامين بعد انتشار وباء فيروس كورونا وقلق الكثيرين من التواجد فى أماكن التجمعات، ولكن كيف يكون الحال هذا العام؟ هل يعود الأمر لطبيعته وترفع الصالونات شعار كامل العدد؟.. التقت «آخرساعة» بعدد من خبيرات التجميل ومديرات صالونات التجميل لمعرفة مدى الإقبال فى عيد الفطر هذا العام، وكذلك الاطلاع على أحدث التقنيات الحديثة المستخدمة فى عالم التجميل وأكثر الفئات طلبا لها.

إقبال على تنظيف البشرة ورسم الحواجب و«توريد الخدود»

الدجوى: الدولار يرفع أسعار مستحضرات التجميل بنسبة 25 %

خبيرة الماكياج نغم ناصر، تقول إن فترة الإغلاق التى شهدتها البلاد خلال ذروة جائحة كورونا جعلت نساء كثيرة تعزف عن اللجوء لصالونات التجميل وتتجه للحل البديل وهو الحصول على وصفات من صفحات السوشيال ميديا، لكن للأسف لعدم وجود الخبرة الكافية بطبيعة البشرة وما يناسبها، يصاب البعض بضرر ويصبح العلاج صعبا ويتطلب جلسات خاصة بتقنيات علاج البشرة والشعر.

ولكنها ترى أن عيد الفطر هذا العام شهد إقبالا جيدا على صالونات التجميل، وقد تم الاستعداد لذلك بتجهيز الأدوات وتعقيمها قبل الازدحام الذى يبدأ عادة فى الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، لافتة إلى أن الراغبات فى صبغ الشعر أو الفرد عن طريق البروتين أو الكرياتين هن أول من يقبل على الصالونات بوقت كاف، وكانت الذروة قبل العيد بيومين أو كما نطلق عليه «يوم الوقفة الصغيرة» ويخصص لأعمال الباديكير والمانيكير وتنظيف البشرة، أما يوم الوقفة ذاته فقد كان الإقبال على العناية بالشعر وفرده بالسشوار والمكواة ليكون فى أجمل زهوته عند استقبال العيد.

وتوضح أن صالونات التجميل تعمل فى ذلك الوقت على تقديم الخدمات المميزةوالعروض لزبائنها مع توفير نظام الحجز المسبق لمن تريد القيام بعدة جلسات، مشيرة إلى أن الباديكير والمانيكير والسشوار والمكواة وتنظيف البشرة ورسم الحنة من أكثر الأمور التى تفضل النساء القيام بها قبل العيد مباشرة، فضلا عن أن الأطفال أصبح لهم نصيب كبير فى موسم الأعياد والعروض الخاصة بفرد الشعر خاصة الشديد الخشونة أو المجعد، وأكدت أنه يتم السماح لهم بفرد الشعر بداية من عمر 4 سنوات، حتى تكون لديهم القدرة على تحمل حرارة المكواة وخطوات الفرد المتكررة، وهناك عدة أنواع من الفرد مناسبة لشعر البنات منها ترميم البروتين، أو جلسة الترميم الطبيعية لترميم الشعر ومعالجته من التقصف والهيشان بمكونات طبيعية، ويعود ذلك فى النهاية لطبيعة الشعر وما يحتاجه للوصول للنتيجة المطلوبة، علما بأن هذه الجلسات تعتبر معالجة لشعر الأطفال وقد لا يحتاجون تكرارها مرة أخرى.

قائمة أسعار
وبخصوص الأسعار، قالت إنها تختلف باختلاف الأماكن والأدوات المستخدمة، لكن فى المتوسط يصل سعر فرد الشعر بالبروتين إلى 1500 جنيه، وفرد الشعر بالسشوار والمكواة يصل إلى 100 جنيه، والصبغة 1000 جنيه، وتركيب الشعر 3000 جنيه، والباديكير والمانيكير يتراوح بين 100 و150 جنيها، وتنظيف البشرة يصل إلى 250 جنيها حسب عدد الخطوات المتبعة و«الماسكات» المستخدمة، ورسم الحنة يبدأ من 25 جنيها حسب حجم الرسمة.

أما أخصائية العناية بالبشرة والشعر وعضو اللجنة النقابية للمهن التجميلية، مى أحمد، فتؤكد أن إقبال الفتيات والسيدات على صالونات التجميل فى الأيام العادية من السنة أقل كثيراً من الإقبال فى موسم الأعياد، وذلك لكثرة الأفراح والمناسبات التى تقام فى عيدى الفطر والأضحى، بالإضافة لحرص كثير من الفتيات والسيدات على زيارة مراكز التجميل قبل العيد للظهور بشكل مميز. لذا يُنصح دائما بقيام العرائس بحجز موعد مبكر لتحديد الجلسات اللازمة لهن فى مراكز التجميل قبل موعد الزفاف بمدة كافية لتنظيم وقتهن بعيدا عن ازدحام ليلة الوقفة.

إقرأ أيضاً | للجنس الناعم.. احذرن استخدام أدوات وماكياج الصديقات

وأشارت مى إلى أن الإقبال على صالونات التجميل يبدأ من النصف الأخير من شهر رمضان وحتى ليلة العيد والتى يستمر العمل بها حتى بداية صباح اليوم التالى، وأصبح هذا الإقبال يزداد كل سنة عما قبلها نتيجة ظهور العديد من تقنيات التجميل الحديثة التى تجعل المرأة أكثر جمالا خاصة أن بعضها يدوم تأثيره لعدة شهور أو سنة كاملة.

أحدث التقنيات
وتحدثت مى عن أحدث تقنيات التجميل التى ظهرت مؤخرا تحت مسمى «الميك أب الدائم»، وأبرزها «المايكروبليدنج»، وهى تقنية حديثة للحواجب حيث تقوم على رسم شعر الحواجب بشكل دقيق وملء الفراغات الموجودة به ليبدو أكثر كثافة ويستخدم بها أحبار مخصصة ليظل بنفس الشكل لمدة تصل إلى عام.
وهناك «توريد الخدود» وهى طريقة تستخدم للحصول على خدود وردية عبر إضافة صبغات مخصصة للطبقة السطحية من الجلد وتظل من 8 شهور إلى عام. وكذلك توريد وتحديد الشفاه وهى الأخرى تقوم بإضافة صبغات عن طريق جهاز يحدد ويرسم الشفاه مع إضافة اللون الوردى لها. كما ظهرت أيضا تقنية تركيب الرموش الدائمة، ويتم فيها تركيب الرموش «شعرة بشعرة» على الرموش الطبيعية باستخدام لاصق مخصص بمراكز التجميل لتثبيتها وإبراز شكل العين وتكثيف الرموش وإظهارها بمظهر جذاب.

ترميم الشعر
ولا ننسى أيضاً أن الاهتمام الأكبر فى موسم الأعياد يأتى فى مقدمته اهتمام السيدات والفتيات بكل ما يخص الشعر وتجميله، لذا تسعى مراكز التجميل دائماً لتوفير العديد من التقنيات الحديثة التى انتشرت مؤخراً لتحقيق مقولة إن الشعر هو تاج المرأة، ومن أبرز هذه التقنيات جلسات ترميم الشعر ويوجد منها أنواع عديدة وتدوم جميعها لفترة من 6 إلى 8 شهور، وأبرزها البوتكس الحرارى وهى تقنية تلجأ إليها السيدات لمعالجة الشعر المتقصف والهايش وفرده وإعطائه مظهرا صحيا وحيويا، وهناك «الفيلر» الذى يعمل على زيادة ترطيب الشعر ومعالجة الشعر المتضرر والحد من التقصف وإمداد الشعر بالكثير من الڤيتامينات اللازمة، بالإضافة لفرد الشعر بالحنة السوداء وتكون فقط للشعر المجعد.

تجميل الرجال
من جانبها ترى خبيرة العناية بالبشرة والشعر، جاكلين فوزى، أن الذهاب لصالونات التجميل لم يعد يقتصر على الأمور البسيطة فقط كالعناية بالبشرة والأظافر ورسم الحنة، لكن التقنيات الحديثة جعلت الإقبال كبيرا ولا يقتصر على النساء فقط، بل أصبح الرجال أيضا يتجملون ويقبلون على إجراء جلسات تمنحهم بشرة أنقى وشعرا أقوى، خاصة أنهم يلاحظون تحسنا من أول جلسة وحتى انتهاء العدد الكامل للجلسات الذى يصل إلى 8 جلسات.

واستعرضت أبرز التقنيات التى يقبل عليها النساء والرجال على حد سواء قبل قدوم العيد بوقت كاف، وأهمها تقنية «الميزوثيرابي» التى تعمل على تضييق مسام البشرة وعلاج حب الشباب والبقع والنمش والهالات السوداء، بالإضافة لتحسين لون وملمس البشرة وأيضا علاج الصلع الوراثى وتقوية بصيلات الشعر.

أما «الديب كلينج» فيتم من خلاله تنظيف عميق للبشرة ليخلصها من الرءوس السوداء وترميم المسام الواسعة وتوحيد لون البشرة ومعالجة أغلب التجاعيد، وهناك أيضا «دبرمايلانينج» وهى جلسة تساعد على إزالة طبقات الجلد الميت والقشور والوبرة من البشرة لتجديد خلاياها بطريقة صحية والتقليل من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد المزعجة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكن يأتى «الفيس جيم» ليساعد البشرة على الاسترخاء عن طريق عمل مساج للوجه يعيد له الحيوية ويجعله أكثر راحة وإشراقا، وتأتى بعدها «الديرما بن» التى تعالج ندوب البشرة وعلامات تمدد الجلد وشد الجفون والبشرة عموما عن طريق حقن مواد محددة بالبشرة بسن إبرة صغيرة يشبه قلم الأنسولين، بالإضافة لكثير من الجلسات الأخرى مثل «البيبى جلو» الذى يوفر فيتامينات مهمة للبشرة لإخفاء عيوب الوجه، وأيضا «الفيزاج» لعلاج جفاف البشرة وإزالة الجلد الميت.

الدولار والأسعار
وفيما يخص الإقبال على صالونات التجميل هذا العام، يقول محمود الدجوى، رئيس شعبة الكوافير بالغرف التجارية: إذا كانت صالونات التجميل شهدت ركودا خلال العامين الماضيين بسبب كورونا، فإن سوق مستحضرات التجميل المصرى يواجه مشكلة أكبر هذا العام وهى ارتفاع سعر الدولار وقيام كثير من التجار باحتكار المنتجات وبيعها فى الوقت الأخير من شهر رمضان بأسعار تزيد عن الطبيعى بنسبة 25%.

ويحذر الدجوى من الانسياق وراء العروض الوهمية التى يقدمها البعض بسعر منخفض والتأكد من أنواع الخامات المستخدمة أولا، مع ضرورة النظر للعبوة والتأكد أن المستحضر حاصل على تصريح وزارة الصحة ومطابق للمواصفات القياسية الآمنة على الصحة. حيث إن السوق يشهد العديد من الأنواع المحلية والمستوردة، الجيدة والرديئة، مشددا على ضرورة اصطحاب النساء أدواتهم الخاصة أثناء الذهاب لصالونات التجميل والطلب من مقدمات الخدمات استخدامها بدلا من الأدوات المتاحة بالصالون والتى تنتقل من بشرة لأخرى، كما أكد أنه تم التشديد على العاملين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية لمنع نقل العدوى بين المواطنين.

وحذر النساء من عادة رسم الحنة قبل عيد الفطر، لافتا إلى أن الحنة السوداء التى يتم استيرادها من الخارج أصبحت تشكل خطورة على الصحة كونها تحتوى على نسبة من الأكسجين ونسبة من صبغة الحجر التى قد تسبب للبعض حساسية مؤلمة تُصنف كأحد أنواع الحروق التى تسبب التهابات شديدة بالجلد وغالبا ما تحتاج كورتيزون لعلاجها، وإذا كان لا بد من رسمها فعليك اختبار جزء بسيط جدا أولا على بشرتك وإذا لاحظتِ احمرارا فامتنعى عن استخدامها.

مشاكل بالجملة

من جانبه، يقول الدكتور شريف مهدى، مدرس واستشارى الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومى للبحوث: إن المشاكل الصحية التى تتردد على عيادات الجلدية بسبب ما يحدث بصالونات التجميل لم يقتصر على موسم الأعياد فقط وإنما أصبحت طوال العام، وبدأ حديثه بتقنية المايكروبليدنج التى قد تتسبب فى حدوث التهاب بكتيرى فى بصيلات شعر الحاجب مع احمرار وحكة شديدة وتورم.

ومن ضمن المشاكل الأخرى الاستخدام المتكرر للسشوار والمكواة مع الشعر المصبوغ الذى يؤدى إلى تلف الشعر بجانب التلف الكيميائى الخاص بالصبغة فأصبح الشعر يعانى من تلف حرارى مما يتسبب فى تجعد وتشابك الشعر فيما بعد، لذا يفضل عدم تكرار الصبغة فى فترة قريبة أو جعلها على الشعر فترة طويلة أثناء وضعها مع الحرص على أن تكون نسبة الأمونيا أو ماء الأكسجين بها قليلة إلى حد ما، حتى لا يتسبب كل ما سبق ويصبح التلف أكثر سوءا أو يتسبب فى إحداث التهاب شديد وتورم بفروة الرأس الذى قد يؤثر على العين ويُحدث التهاباً شديداً بها، علما بأنه يجب أن تكون هناك عناية دورية بالشعر بعد الصبغة عن طريق وضع كريمات ترطيب أو بعض الزيوت الخفيفة للمحاولة على المحافظة على خامة الشعر، كما نصح من تعانى من أى التهاب بفروة الرأس بألا تخوض تجربة الصبغة من الأساس.

وحذر من تكرار «موضة» فرد الشعر وخاصة للأطفال الصغار، لما لها من أضرار كبيرة أولها تضرر الجهاز التنفسى من مادة الفورمالين وتأثيره فى العين والجيوب الأنفية، فضلا عن تلف الشعر وجفافه ما يؤدى بمرور الوقت لتساقطه وظهور فراغات الشعر.

وأضاف أن فكرة فرد الشعر بالبروتين والكرياتين فى حد ذاتها خاطئة لأنها تحدث معاملات كيميائية وحرارية بشكل خطير يضر بالشعر وأحيانا يصل الأمر لتدميره على المدى الطويل، وقد أثبتت الأبحاث خطورة مادة الفورمالين على الجسم حتى إن كانت بنسبة بسيطة، وقد تتسبب فى حدوث طفح جلدى فى فروة الرأس مع التهاب شديد وأحيانا يصل للرقبة والوجه، لذا إن كان ولابد القيام به فالأفضل أن يكون ذلك على فترات متباعدة جدا.