جمال الشناوي يكتب: "يالك من شنقيط"

جمال الشناوي
جمال الشناوي

يا لك من شنقيط جملة قالها العسكري عبد البر "الفنان عبد المنعم إبراهيم" في فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول" ساخرًا من جهله وعدم فهمه لفصاحته .

قفزت إلى رأسى بينما أتابع شنقيط حقيقى من صبية الجماعة في دولة عربية.

شنقيط هذا ليس هو الإرهابي في تنظيم القتلة والسفاحين في جماعة التوحيد والجهاد التي تأسست في بلد عربي شقيق.. ليتم نقلها بعد ذلك إلى مصر.. وتحديدا سيناء ضمن مخطط استهداف الجيش المصري بنقل الإرهابيين إلى أرض الكنانة.. وبالمناسبة شنقيط الإرهابي يقتل بالرصاص دون تمييز أما شنقيط  فهو يقتل بالكلمة.. ومهمته تبرير ودعم الإرهاب في مصر والسعودية تحديدا.. أما قريبه وسليل عائلات شنقيط الموريتانية فقد انتقل إلى مصر عام ٢٠٠٢ ضمن خطة التمهيد لتفكيك دول المنطقة الرئيسية.. مصر وسوريا والعراق والسعودية.. نظرا لانشغال ماما أمريكا بالمواجهة مع الصين.. وتوكيل عصابة الإخوان لإدارة المنطقة بعد تفتيت الجيوش.. ولعلنا لم ننسى أول قرار لحاكم بغداد الأمريكي بعد الاحتلال بول بريمر.. وهو حل الجيش العراقى.. ونجحت العصابات في سوريا "نسبيا".

الشنقيطى الإرهابى شارك في هجمات على منشآت سياحية في طابا وشرم الشيخ بجنوب سيناء.. وشارك أيضا في هجمات على كنائس مصرية.

لكن من أقصده هو شخص يدعى محمد مختار الشنقيطى.. تارة تجده يتم ترويجه بين قنوات "عرابة" الربيع العربى على حد وصف خيرت "خائب" الجماعة في تسريب بالصوت والصورة في مسلسل الاختيار.. يقدمونه مرات بوصف أستاذ "الأخلاء" في جامعة دولة عربية.. ويبدو أن صفاقته في الحوار جعلتهم يغيرون صفته إلى أستاذ العلاقات الدولية.

ليس مهما ما يقوله الشنقيط .. لكن بالصدفة اصطدمت بحساب له على تويتر.. وجدته تقريبا متخصصا في الهجوم على مصر ورئيسها.

و"شنقيط" هي مدينة تقع في أقصى شمال موريتانيا وتبعد عن نواكشوط العاصمة بأكثر من 530 كم وكانت محطة هامة من محطات التجارة.

يبدو أن شنقيط هذا ومن يدفع له ليسب مصر  منذ ثورة الشعب على عصابة الإخوان وطردهم من قصر الشعب.. لم يتخلصوا من صدمة من يحركهم عبر الأطلنطى.

المهم وجدتنى مضطرا إلى جولة بين كتابات هذا الشنقيط على تويتر.. لأجد أكثر من نصف مشاركاته تنال من الرئيس السيسي ومصر.. بعد خلاصها من الإخوان .

الشنقيطى مثل غيره من فلول عصابات الإخوان مصاب بخلل في التفكير ولديه قدرة على إلباس الباطل بثوب الحق.

شنقيط الذى ترعرع في بداياته في ولاية رعاة البقر في أمريكا.. حتى وضعه الإخوان وبتسهيلات من ماما أمريكا.. وجد نفسه إماما للمركز الإسلامي الإسلامي في مدينة لوبوك في ولاية تكساس.. وهو مدرس الثانوى القادم من موريتانيا.. وبعدها عاد إلى الجزيرة العربية محاضرا في إحدى جامعات اليمن.. معقل تنظيم القاعدة في مراحل استهداف السعودية بعملياته الإرهابية.. لولا يقظة الأشقاء في السعودية بقيادة الراحل الأمير نايف .

ولا يعرف أحد من المعلومات المنشورة أين اختفى الشنقيط هذا بعدها.. ليظهر بعدها في دولة عربية.. وبات يطل علينا ضيفا عبر نوافذ الاستهداف للدول الرئيسية في المنطقة.. وبات الشنقيط هذا متخصصا في الهجوم على مصر والسعودية .

فمثلا تجده أيام الفوضى العربية في ٢٠١١ ممن يدعون المصريين إلى اختراق الحدود والهجوم على إسرائيل.. ولا أفهم كيف لشنقيط مثله أن يدعى انه أستاذ جامعي في دعوة جماعات إلى التحرك منفردة لتبدأ مراحل تفكيك الدولة إلى فرق وجماعات؟

الشنقيط الذي يكره المصريين لطردهم عصاباته ولا ينسى الدرس القاسي لمن يحركه بفعل ثورة الفلاحين في كل القرى، لينضموا إلى سكان المدن ليطلقوا الصرخة التي دوت في أرجاء مصر وانتهت بنصر من الله على من يتاجر بالدين.

ومازال ذلك الشنقيط المدلل طليقا لا يجد من يردعه، واعلم بالتجربة أنه يستحيل علاج كائن تنازل عن عقله طواعية على اعتاب وكر المرشد.. وللكائن الإخواني حرية العيش في عزله نتيجة الخلل النفسي والتراجع العقلي .

من حق الشنقيط هذا أن يصبح مثل تليفون الشارع يعطى الحرارة لمن يدفع.. لكن يبدو أنه نسى أو تناسى بفعل سواد قلوب عصابة البنا، المجرم المتسلسل.. ولم يأبه باتفاق البلد الذى يستضيفه مع الدول التي واجهت الإرهاب والذى تم توقيعه في السعودية.

نشاط كريه الطلة.. والذى يطلق من حسابات كلمات تكشف عن الغل الإخوانى الذى يملأ صدره.. بعدما ضاعت أحلام العصابة وسيدها عبر الأطلنطى.. هو داعم في الأغلب الأعم لجماعات القتلة باسم الدين.. وتحول إلى بوق داعم للقتل.. ولعل تروجيه الدائم لشخص "ح –أ" المصنف على قوائم الإرهاب في مصر والسعودية والإمارات.. دليل على رغبة في غرق المنطقة في بحور من الدم.. وكأنه لم يطفئ ظمأه بمئات الآلاف من الضحايا العرب.. ولم يهتز جفنه مع تشرد وتشتت ملايين العرب في عواصم أوروبا.

الشنقيط كان نشطاً للغاية عندما وطأت قدماه أرض الإمارات الشقيق في عام ٢٠١٠.. وتولى تعليم وتدريب عناصر عصابة البنا في الإمارات الشقيق على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأفكارهم ومهاجمة الدولة.. وحتى عندما ألقى رجل دين وسطى من بلاده موريتانيا عندما تحدث في الأمم المتحدة مدافعا عن الإسلام.. وأنه لا يبيح القتل على الهوية.. وتطاول الشنقيط على العلامة الموريتانى عبد الله بن بيه عندما تبرأ وقال إن الإسلام بريء من جماعات القتل والإرهاب .

 أخيرا لا أحد يعلم متى يستمر المتطرف داعم الإرهاب والقتل.. نصير عصابات حسن البنا في التطاول .. وربما لم يعلم بعد أن اتفاقاً تم توقيعه قبل عامين اسمه "اتفاق العلا".