شجون جامعية

اعتماد التستيف

حسام محمود فهمى
حسام محمود فهمى

حسام محمود فهمى

التستيف لغةً تعنى الرَص والترتيبَ. أما الاعتمادُ فهو تقييمٌ مستقل من هيئة مُختصةٍ لأداءِ جامعةٍ، كليةٍ، وغيرِها من المؤسساتِ لضمانِ خُضوعِها للمعاييرِ التى تضمنُ كفاءتَها.
الاِعتمادُ الأمينُ لازمٌ ضمانًا للأداءِ الصحيحِ والصريحِ للكلياتِ على أرض الواقعِ. الكثيرُ مطلوبٌ وضرورى. بنيةٌ أساسيةٌ من مدرجاتٍ ومعاملَ مُجهزةٍ، مكتباتٍ، مكاتبَ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ، دوراتِ مياهٍ آدميةٍ. لوائحُ دراسيةٌ تلائمُ ثقافةَ وتركيبةَ المجتمعِ، لا اللوائح المظهرية المنقولة حرفيًا عن جامعاتٍ غربيةٍ ادعاءً للعالميةِ فى عالمٍ يرى ويفهمُ ولا يُخدعُ. لا الساعات المُعتمدة المُبتسرة تَصلحُ لجامعاتِ الأعدادِ الكبيرةِ، ولا تخفيض سنواتِ الدراسةِ بكلياتِ الهندسةِ بما يُدمرُ دراسةً ومهنةً، ولا إهدار احترامِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ، ولا تحريض الطلابِ على الشكوى والتَنمرِ يُحققُ ما يُعتمدُ حقًا. المعاملُ الافتراضيةُ لا تغنى عن المعاملِ الحقيقيةِ إلا إذا كانت مَهربًا يوفرُ شراءَ الأجهزة الحديثة. من غيرِ المقبولِ أن يُغلقَ بابُ دورةِ مياهٍ من الداخلِ بحجرٍ، أو أن تكونَ مُشترَكةً بين الرجالِ والنساءِ.


بعضٌ من إداراتِ الكلياتِ تستبيحُ نشرَ بياناتِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ المحفوظةِ أمانةً فى ملفاتِهم الوظيفية لعملِ دليلٍ مطبوعٍ أو على النت!! أين الاعتمادُ من الحفاظِ على خصوصياتِهم؟ أهى مُتاجرةٌ بهم؟ هل أداءُ الإداراتِ خاضعٌ للاعتمادِ؟ كيف تَختارُ دوائرَها؟ أين أداؤها من المَظهريةِ والادعاءِ؟ ماذا عن ابتعادِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ عنها؟
من يعتمدُ من؟ هل الاعتمادُ هو ضمانٌ لأداءٍ صحيحٍ حقيقى مُنزهٍ من العَنترياتِ والمَظهرياتِ، أم هو مجردُ تقنينٍ لواقعٍ على حالِه وزيتُهم فى دقيقِهم؟ هل يَرفعُ ترتيبًا متواضعًا للجامعاتِ فى تصنيفاتٍ عالميةٍ؟ هل من لوازِمِه صورٌ بالضحكاتِ لفريقِ الاعتمادِ مع إداراتِ الكلياتِ؟
بحارٌ ومحيطاتٌ تَفصلُ الاِعتمادَ الحقيقى عن اعتمادِ أوراقٍ مُسَتفَةٍ مُلَونةٍ عن واقعٍ مُتربٍ داكنٍ.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز.
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس