بسم الله

ذكريات العيد

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

كانت لنا أيام. العيد ليس فرحة فقط، بل مناسبة اجتماعية للقاء الاهل والاحباب. واختلف العيد ما بين ليلة وضحاها. زمننا كانت العيدية قروشا قليلة، اليوم إذا بدأت العد بالعشرة والخمسين والمائة جنيه، وتضع يدك فى جيبك أو محفظتك فى خجل وكسوف. كنا نصرفها فى المراجيح ونلهو ونلعب فى ساحة القرية، أما اليوم فمدن الملاهى والمتنزهات حدث ولا حرج، ودور السينما والكافيهات، لكن اطفال اليوم يعشقون الالعاب الاليكترونية وماخورات البلاى ستيشن. بالطبع ليس الكل.


لكن الأعياد فرصة ومناسبة اجتماعية لالتئام العائلات، وأيضا الجيران، وعودة الود والمحبة للمجتمع. والملاحظ ان الاعياد من العبادات التى يغلب عليها سمة الافراح بعد مشقة العبادة التى فرضها الله على الناس، مثل الصيام والحج للمسلمين والمسيحيين. والاعياد مناسبة قوية لأن يشعر الناس بالناس. فنجد الصدقات للفقراء والمساكين. نجد ايضا جبر الخواطر بين الناس. نجد ايضا عطف القادر على من لا يقدر على صعوبات الحياة. وهو من التراحم بين العباد.


لا تنسى جارك، وبالطبع لا تنسى والديك وأشقاءك. فالكلمة الطيبة والحلوة صدقة، يكتبها الله فى ميزانك بعشر حسنات ويمحو بها خطايا قد تدخلك النار والعياذ بالله. كنا نتزاور، ونلهو ونلعب ونقضى اجمل الايام فى العيد. اليوم للاسف الاغلبية تجرى الى الشواطئ والفنادق والقرى السياحية. ويكون مبتغاها الفسحة والترفيه، ونسيان هموم العمل، وننسى اننا تركنا أهم شىء يحقق الالفة ولم الشمل، الزيارات العائلية ولقاءات الجيران والاصحاب.


كنا نتواصل بالزيارات المباشرة، ثم اتى التليفون يطوى للاسف هذه الصفحة الطيبة، ومن بعده تحولت التهانى المباشرة الى رسائل عبر الواتس او الماسينجر. السوشيال ميديا حولت حياتنا الى جفاء، ووهم كورونا زاد من بعدنا عن بعض، حتى تاهت ملامحنا عن بعضنا البعض، واذا تقابلنا ربما لا ندرك اننا اصحاب واصدقاء وجيران.
السؤال الذى يؤرقنى الآن: من يعيد لنا أعياد زمان؟!.
دعاء : اللهم اجعل العيد فرحة لكل مصرى، وكل عام ومصر بخير.