في آخر ليالي رمضان.. كيف تبدو القاهرة القديمة خلال الأربعينيات؟

القاهرة القديمة خلال الأربعينيات - أرشيف أخبار اليوم
القاهرة القديمة خلال الأربعينيات - أرشيف أخبار اليوم

في عام 1947، أجرت مجلة آخر ساعة جولة في شوارع القاهرة القديمة في آخر ليالي رمضان، حيث منحت في الكاميرا مساحة واسعة لالتقطات الدروب والشوارع، خاصة التي تعج بالمعالم التاريخية التي تكاد تتنفس وتدب فيها الحياة.

انطلقت رحلة التصوير من منطقة القلعة إلى الأحياء القديمة؛ حيث تشهد زحاما للصلوات والأذكار والأدعية، بينما تكون المساجد ممتلئة بالمصلين يؤدون صلاة العشاء والتراويح في إيمان، بينما الأطفال يتسامرون في الطرقات ويحتفلون في ليلة العيد.

ثم بدأت رحلة الصعود إلى قلعة محمد علي فكان منظر القاهرة من فوق أبراج القلعة خلاب، ولا يستطيع وصفه بمئات الكلمات، إذ ترسم أضواء أحيائها والمآذن لوحة بديعة تشع عبير وعبق التاريخ .

ومن بعدها انطلقت كاميرات آخر ساعة إلى أحد الأزقة بجوار القلعة فوجدوا دكانة «محل» يجلس فيه مأذون شرعي  بهيئته الجبة والقفطان وأمامه رجل في العقد الخامس من عمره فوق رأسه طربوش وملابسه يبدو أنه عريس رغم سنه ومعه سيدة في عقدها الرابع رغم أن البرقع يحجب ملامح وجها، وتلف الملاية حول جسدها بإحكام.

وبمجرد دخول كاميرات مجلة آخر ساعة عليهم نهض الرجل، وقال: «لا أريد أن أتصور ثم مد يديه وبرم شاربه»، وبالحديث معه وإقناعه وافق على التصوير وأمر المأذون أن يكمل إجراءات الزواج، فاستعجب محررو المجلة من زواج في هذا العمر.

هنا تدخل الزوج قائلا إنه عبر سن الخمسين بقليل و أن الزوجة أتمت الأربعين وبينهما قصة حب منذ الصغر إلا أن الظروف المحيطة فرقت بينهما وبين حبهما وبمجرد أن أتيحت فرصة للم شملهم لم يترددوا حتى وإن كان في شهر رمضان.


  المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم