اعترافات أشهر «حرامي» في الستينات: سرقت سعاد حسني لأنتقم من حبيبتي

اعترافات أشهر  "حرامي شقق"
اعترافات أشهر "حرامي شقق"

شريف عبدلله

اهتمت الصحف والمجلات المصرية منذعقود بالحوادث باعتبارها مرآة المجتمع التى تشخص الأمراض الاجتماعية التى يعانى منها وطرق مواجهتها ورصدت بالكلمة والصورة أدق تفاصيل الجرائم التى كانت حديث الرأى العام فى تلك الفترة، “اخبارالحوادث” تعيد نشربعض الحوادث القديمة بكل تفاصيلها حتى نتعرف على نوعية حوادث ومجرمى زمان .

حوار صحفى مع أشهر تائب فى مصرنشرت تفاصيله بمجلة  “اخبارالحوادث” بعددها الصادرفي فبراير عام 1993 ، وتناولنا قصته المثيرة مع عالم الجريمة  وحكايته الاكثر إثارة، ربما يعرفه القراء جيدًا.. اشتروا منه علبة سجائر أو زجاجة مياه غازية أو استراح احدهم فى ظلال الشجرة الوارفة بجوار الكشك الذى يمتلكه فى نهاية سور مستشفى الحسين الجامعى لكن احدًا لا يعرف عنه مايفوق خيال مؤلفي القصص السينمائية.

 

اسمه رضا السيد السنوسى عمره الآن 52 سنة لمع اسمه فى الستينات كأخطر لص اقتحم بيوت النجوم والمشاهير وكبار الشخصيات ام كلثوم والعقاد وسعاد حسنى وشعراوى جمعه وعبدالحكيم عامر، تسببت امرأة فى الإيقاع به فقضى خلف الأسوار خمسة عشر عامًا لكنه تحول فور الإفراج عنه إلى طريق آخر وأصبح أشهر تائب فى مصر وكانت السبب أيضًا امرأة انتظرته عند أول محطة فى طريق الحلال.

حكايته

البداية كانت فى الباطنية لم تكن للطفل الصغير رضا أو أسرته أية علاقة بالمخدرات رغم وقوع المنزل المتواضع الذى يعيش فيه فى هذا الحى الشهير بتجارة السموم فى الستينات.

 كان رضا يقترب من الحادية عشرة من عمره والده قاضى شرعى بالمحاكم اختار أن يربى أولاده بأسلوب صارم .. الفلكة كانت أداة التعبير عن غضبه ولم يعرف أولاده عنه شكل الابتسامة أو الفرحة .. ملامح الاب جادة على الدوام كلماته عنيفة أوامره يجب أن تطاع لكنه كثيرًا ما كان يتحدث بالإشارة.

 الغريب أن هذا الاسلوب نجح مع كل الابناء ماعدا واحد وهو رضا، ذات يوم ظهرت نتيجة الامتحان وعرف رضا أنه راسب .. خشي أن يعود إلى منزله .. تذكر الفلكة التى لا ترحم جلده.

 ابوه لن يترك هذا الرسوب يمر مرور الكرام .. المؤكد أنه سيحاكمه فورًا ويلهب جسده بالسياط .. دارت الدنيا برأسه الصغير وعلى الفور اتخذ قراره .. وداعا منزل ابى، غير طريق عودته إلى المنزل شعر براحة امام قراره وهو لايعلم أنه اخطر قرار فى عمره، اعتقد أن اللحظات التالية سوف ترحمه من عقاب ابيه ولم يخطر على باله أنها ستاخذه إلى عقاب الزمن.

جنيه واحد

لجأ إلى صاحب ورشة موبيليات طلب منه أن يعمل لديه .. وافق الرجل دون أن يعرف حكايته ودون أن يعرف أن الطفل الصغير هو نجل قاضى المحاكم الشرعية بدرب الجزار فى الحى المجاور للمنطقة التى تقع بها ورشته.

 تحاشى رضا أن يغضب منه صاحب العمل وعيناه تتفحصان المكان من المارة والاشخاص حتى كانت ليلة لا ينساها ابدًا فى عيد الفطر..  الناس كلها فرحة وسعادة .. الاطفال فى الشوارع تستعد لإشراقة العيد منذ أسدل ليل الوقفة ظلامه لمعت فكرة فى ذهن رضا عندما اعطاه صاحب الورشة جنيها ليشترى له علبة بولبيف ويحضر الباقى، اخذ رضا الجنيه وطار إلى احد المحلات التى اعلنت انها تبيع الحذاء بتسعة وتسعين قرشا لجميع المقاسات ..اشترى حذاءً وتبقى معه قرش قرر أن يكون هو عيديته فى الصباح ينفقه مع الاطفال فى صلاة العيد.

 

خرج من الورشة ولم يعد .. بات ليلته يحتضن الحذاء الجديد وينتظر صلاة العيد ليرتديه مع باقى الاطفال الذين يلبسون الثياب والأحذية الجديدة نسى كل شيء صاحب الورشة واسرته ولم يعد يفكر بعقلية الطفل الصغير إلا فى العيد الذى يهل بعد ساعات الليل، وأبلغ صاحب الورشة الشرطة بحثوا عنه فى الأحياء المجاورة وجدوه يقف فى انتظار دوره أمام المرجيحة وعيناه تنظران فى فخر إلى حذائه الجديد امسكت به الشرطة لم تشفع له دموعه البريئة أو نداءاته الطفولية بأن يتركوه لحظات حتى يأخذ دوره فى ركوب المرجيحة فقد كان قد دفع خمسة مليمات كاملة ليحقق لنفسه هذه الامنية.

وقضت المحكمة بإيداعه إحدى دور الاحداث بعد أن كان قد قضى ليلتين فى تخشبية القسم حيث تعرف على احد كبار اللصوص الذى منحه ورقة بها عنوان العصابة كانت واحدة من أهم أوراق سيناريو رضا السنوسى قبل أن يتحول إلى عالم الحرام.

 

صبى حرامى

بعد خروجه من الاحداث هرش راسه إلى اين يذهب .. المنزل ابوه قد يقتله هذه المرة .. الورشة لم يعد له فيها مكان، سقطت دموع الصغير وهو لا يعلم انه فى مهب الريح وفى مفترق الطرق ولم يعد امامه سوى عبور البوابة التى تفصل بين حياة الاسرة وحياة العصابات.

ذهب إلى العنوان المدون فى الورقة ، وقابله زعيم العصابة الذى تعرف به فى التخشيبة أكرم ضيافته عدة ايام .. احبه رضا ووقع فى الفخ .. حنان الرجل كان كبيرًا ورضا محروم من الحنان وبعد اسبوع  من الضيافة طلب منه الرجل أن يستعد للتدريب على السرقة، أقشعر بدن الصغير ارتجفت أطرافه .. ماله ومال السرقة لكن الرجل كان صارمً هذه المرة لم يستطع رضا ان يقاومه أو يغضبه فهو صاحب المأوى الاخير.

 

نزل رضا إلى سوق الحرام، ولم يمض وقت طويل حتى تفوق رضا على كل افراد العصابة المحترفين .. ذاع صيته بين العصابات الاخرى وبدأ عتاة الإجرام يفاوضونه للانضمام إليهم .. كانت ميزته التى انفرد بها هى ذكاؤه الحاد .. ينتظر زعيم العصابة حتى ينهى كلامه ثم يطلب الكلمة ليغير من خلال اقتراحاته كل الخطط وسبل الهروب من الشرطة وفى كل مرة يخالفونه فى الرأى يتساقطون ويهرب هو، المهم أن رضا رفض الانضمام إلى أية عصابة وقرر أن يعمل لحساب نفسه.

لأول مرة

قرر أن يستخدم اسلوبه بالخطاف لاول مرة فى مصر .. شاهد الاسلوب فى احد الافلام الاجنبية ورأى أن يستمر فى مصر فى سرقة احبال الغسيل.. نجح فى طريقته إلى حد كبير لكنه شعر ذات يوم بأن سرقة الغسيل عيب وعار ولا تتفق مع ذكائه الحاد .. جلس مع نفسه يفكر ماذا يفعل واتخذ قرارًا جديدًا الانتقام من المشاهير والنجوم الذين يعيشون فى واد والفقراء فى واد آخر، لو سرق شقق الكبار سوف تقوم الدنيا ولن تقعد إلا بالقبض عليه وحينئذ سوف يروى حكايته أمام المجتمع كله هكذا كانت فكرته التى بدأ يخطط لها ويجمع من أجلها أمهر اللصوص من صغار السن غير المعروفين لأجهزة الأمن.

أم كلثوم البداية

ونجح فى اول مهمة صعبة دخل فيلا ام كلثوم بعد أن وضع خطة محكمة لم يشعر به أحد وهو يتسلل فى الثانية فجرًا من الاسوار الخلفية وصلت يداه إلى بعض المجوهرات وقبل أن يحملها ويمضى عاتب نفسه بمرارة أنه من عشاق سيدة الغناء العربى واصبحت سرقة سيدة الغناء العربى لغزا أمام رجال المباحث، وفى الثالثة فجرًا كان داخل شقة عملاق الفكر العربى عباس محمود العقاد اكتفى بساعة يده غالية الثمن التقطها وهرب وباعها فى نفس الليلة إلى تاجر مخدرات بخمسة جنيهات.

وبينما حبيبته فى ليلة زفافها على شخص آخر كان هو فى شقة السندريلا سعاد حسنى كما اطلقت عليها الصحف وهذه المرة سرق كل ماطالته يده ومضى وهو يعتذر لنفسه عن هذه الجريمة التى لم يخطط لها من قبل لولا أن حبيبته دفعته إليها دفعا بزفافها إلى بائع الطعمية ط الشريف “ وشعر رضا أن الرسالة وصلت.

السبب امرأة

يقول رضا سرقت شقة المشير عبدالحكيم عامر لأعلن عن قمة التحدى ولكى يستمع لى المجتمع جيدا حينما امثل امام العدالة ذات يوم واخذت من الشقة علبة ظنًا منى انها مجوهرات إلا اننى فوجئت انها مليئة بالنياشين ووزعتها على سبيل التذكار لصبيانى واحدًا منهم منح النيشان إلى فتاة يحبها وهى راقصة مغمورة وقالت لشقيقها أنه نيشان عبدالحكيم عامر وأبلغ الشرطة.

تحركت أجهزة الأمن بسرعة وقبضت على الراقصة المغمورة فاعترفت على اللص الصغير وقبضوا عليه فاعترف على رضا وفى كمين سريع وقع رضا وحوكم فى 26 قضية وقضت المحكمة بسجنه خمسة عشر عامًا.

التوبة صعبة

نسأله وماذا فعلت فى السجن .. يقول رضا السنوسى : أحمد الله لاننى منذ اليوم الاول قررت أن اثبت للجميع اننى سقطت سهوا من بين افراد المجتمع لكننى كما نجحت فى الإجرام قررت اأن انجح فى التوبة بإرادتى وحصلت على لقب السجين المثالى وبعد الإفراج عنى وقف بجوارى أكثر من شخص.