« فارس القمر Moon Knight» .. نجاح عالمى بأيدى مصرية

“Moon Knight”
“Moon Knight”

إنچى ماجد

تقوم فكرة الدراما التليفزيونية الجديدة “Moon Knight” على التاريخ المصري القديم،وهو الأمر الذي أكده كل شخص قرأ القصة المصورة لبطل “مارفل”، أو شاهد الحلقة الأولى من المسلسل الذي يعرض على منصة “Disney Plus”،حيث يروي المسلسل قصة الجندي الأمريكي السابق مارك سبيكتور، الذي يعاني من أزمة هوية ويحارب المجرمين، بفضل القوة التي منحها له إله القمر المعروف لدى المصريين القدماء باسم “خنسو”، كما يأتي خصمه الرئيسي في المسلسل “آرثر هارو”،وهو متعصب طائفي مرتبط إرتباطا وثيقا”عميت”، وهو إله معروف أيضا بأسم “مفترس الموتى”،على أمل تحقيق العدالة المميتة، بناءً على جرائم مستقبلية.


المسلسل حقق نجاحا مبهرا منذ عرض الحلقة الأولى له، بعدما تصدرت حلقاته أعلى المشاهدات، كما تصدر أسم المسلسل، وأسم مخرجه المصري محمد دياب، “الترند” على مواقع التواصل الإجتماعي على مستوى العالم.

 

دياب الذي يقيم حاليا في لوس أنجلوس أشتهر في مصر بكتابة أعمال ناجحة مثل “الجزيرة”، وكذلك إخراج أعمال شهيرة مثل “القاهرة 678”، وقد تولى إخراج 4 حلقات من إجمالي 6 حلقات،وفي تصريحات لموقع “هوليوود ريبورتر” أكد المخرج المصري أن جزء كبير من التصوير الفني المكون من 200 صفحة، والذي وضعه مع زوجته الكاتبة والمنتجة سارة جوهر، قبل أن يقدمها لأستوديوهات “مارفل”- كتبه بشكل يضمن تصوير بلاده ومواطنيها بشكل صحيح على الشاشة، والتخلص من الصور النمطية والكليشيهات التي كثيرا ما نراها في السينما العالمية.


وأضاف دياب في تصريحاته أنه كان من المؤلم أن معظم أفلام هوليوود التي تدور أحداثها في مصر لا يتم تصويرها هناك، وإنه من “عدم الإحترام” كذلك قلة الإهتمام بالتفاصيل، والإستمرار في عرض القاهرة كمدينة غامضة وغريبة، بدلا من عرضها على حقيقتها في كونها مدينة حديثة صاخبة، كما هي بالفعل.

 

يذكر أنه لم يتم تصوير لقطة واحدة لـ”Moon Knight” في مصر، بسبب عدم تمكن فريق العمل من إستخراج التصريحات المطلوبة، وبدلا من ذلك، تم تصوير جزء كبير من المسلسل في أستوديوهات في العاصمة المجرية، بودابست، حيث رحل دياب وعائلته لأكثر من عام، لكنه أستعان بعدد من المبدعين المصريين للمساعدة في تحقيق رؤيته.


فالمميز في هذا المسلسل، أن مغامرة “مارفل” بتقديم التاريخ المصري القديم لم تتوقف عند ذلك الحد، حيث يقف خلف تلك التجربة شديدة النجاح مجموعة من أفضل الفنانين المصريين - سواء أمام الكاميرا أو خلفها - كجزء من مهمة الحفاظ على أصالة القصة، بقيادة دياب الذي يأتي أيضا كأول مخرج عربي يتعاون مع أستوديوهات “مارفل”.


ومن أبرز هؤلاء المبدعين الموسيقار هشام نزيه، الذي تم اختياره لتأليف الموسيقى التصويرية المؤثرة، ونزيه من أهم الموسيقيين على الساحة الفنية المصرية، بعد أن قدم الموسيقى لأكثر من 40 فيلما مصريا، بما في ذلك جزئي فيلم “الفيل الأزرق”، ليأتي”Moon Knight”كأول عمل لنزيه مع كل من دياب، وأستوديو هوليوودي.

 

وصرح هشام لجريدة “هوليوود ريبورتر” أنه بعد وضعه لموسيقى حدث موكب المومياوات الملكية -وهو الحدث الذي لقى ضجة عالمية بسبب تميزه - تلقى وكيل أعمال نزيه بريدا إلكترونيا من”Marvel”يطلبون فيه مقطع موسيقى تجريبي، وعندما تواصل هشام مع دياب، أوضح له الأخير أن سبب طرح أسمه، كان بسبب إعجابه بالطريقة التي تستند بها موسيقاه على عناصر مصرية أصيلة،لكن بطريقة معاصرة للغاية،هذا ما فعله نزيه مع “Moon Knight”، حيث ابتكر موسيقى تصويرية تبدو كلاسيكية وشرقية في البداية،لكنها تتحول بسرعة إلى شيء أكثر حداثة.

 

إلى جانب نزيه، جاء دياب أيضا بالمونتير أحمد حافظ، والذي قام بمونتاج الحلقتين الثالثة والرابعة من الحلقات الست، وقد نجح حافظ في لفت الأنظار بقوة إلى موهبته، بعد حالة التميز التي حققتها حلقاته، وهو ما دفع “مارفل” لإعلان أنها ستتعاون معه في مشروعات مستقبلية، بعد ما أعلن عن موهبته المبدعة التي لا تقل عن نظرائه الأمريكيين العاملين في عالم المونتاج.

 

ولم تتوقف المواهب المصرية المتألقة خلف الكاميرا، حيث اختار دياب الممثلة المصرية الفلسطينية مي كالماوي للعب دور “ليلى الفوالي”، وهي شخصية مهمة من ماضي “سبيكتور”، أيضا جاء دياب بالممثل المصري البريطاني خالد عبد الله - نجم فيلم”The Kite Runner” - للعب دور زعيم مجلس الإلهة المصرية، إلى جانب جهوده الخاصة في العمل،كان دياب حريص على تقديم التحية لـ”Marvel”، التي أكد أنها كانت داعمة بشكل كبير،بعدما بذلت الكثير من الجهد، إلى جانب توفير الموارد لمساعدته على تقديم قصة أصيلة المظهر في كل عناصرها.