مريم نعوم: مسلسل « مين قال؟» .. سؤال للكبار فقط!

مريم نعوم
مريم نعوم

كتب: محمد القليوبي

لطالما كانت مريم نعوم حاضرة بقلمها لتجسد تفاصيل مجتمعنا في أعمال درامية متعددة، وهذه المرة تأتي برفقة ورشة “سرد” بمسلسل “مين قال؟” الذي يحكي علاقة الأباء بالأبناء، أو علاقة جيل الكبار بجيل الشباب الجديد.. في هذا الحوار مع مريم نعوم، تحدثنا عن كواليس الإعداد لمسلسل “مين قال؟”، وحقيقة العلاقة بين جيلين مختلفين في الأفكار والملامح.

 

حدثينا عن بداية المشروع.. كيف قمتم في ورشة “سرد” بكتابة مسلسل مين قال؟

بداية المشروع كانت من اتجاهين، هما أن نعمل حكاية حول الأعمار الصغيرة، أو ما يسمى المراحل الإنتقالية في فترة المراهقة لأنها ليست ممثلة بشكل حقيقي، ودائماً ما تكون الأعمال المقدمة عنهم من وجهة نظر الكبار، والاتجاه الآخر هو “هل من الضروري أن كل الطلاب في الثانوية العامة ينتقلون إلى الجامعة مباشرة؟، أم أن هناك بعضهم الذي يرغب في تنمية مواهبهم؟”، وكان هذا أساس العمل، وطرحنا الأمر، واستمعنا للأفكار التي كانت بدايتها من محمد مجدي من خلال الشخصيات والحبكة، وعملنا عليها وطورناها، وما ساعدنا أن مجدي كان مدرساً لـ10 سنوات، وكان لديه مخزون عن هذه الفكرة، بالإضافة أن الشباب الذي قدموا شخصيات المسلسل مروا بتلك المرحلة، فلهم وجهة نظرهم أيضاً.

 ألا تتفقين معي أنه من الصعب إختيار لغة شخصيات من أجيال مختلفة؟

هذا جزء من عملنا، لأنه خلال كتابة أي شخصية في أي عمل يجب أن نكون صادقين تجاهها، وأشعر أن هذا الأمر طبيعي، وبالطبع الأمر صعب، ويأخذ وقت طويل لتنفيذه، ويتم مراجعته بإستمرار.

 المسلسل ضم ممثلين شباب كثر.. ما كان دورك في إختيارهم للأدوار؟

من كان مسئولاً عن إختيار الممثلين هي المخرجة نادين خان، لكن وقت “الكاستينج” كان هناك عروض مهرجان المسرح في أكاديمية الفنون، وكنت عضوة للجنة التحكيم بالمهرجان، وشاهدت كل العروض، ووجدت شباب كثر موهوبين، وبدأت في ترشيحهم لهذا العمل وأعمال أخرى، لكن دوري في إختيار الممثلين إستشاري، والقرار النهائي هو للمخرج.

 لمن تقولين مين قال؟

هذا السؤال موجه للمجتمع بشكل عام، لكن في الأغلب للكبار، لأن الجيل الجديد لا أحد يتيح له أن يقول شيء.

 فكرة الأب المتسلط الذي ظهر في المسلسل لم تعد منتشرة مثل الماضي.. ما رأيك؟

هذا الأمر ليس له علاقة بالطبقة الإحتماعية، لكن بالوعي، ولا يزال هناك أباء بهذا الشكل، ويرون أنهم يعرفون مصلحة الأبناء أكثر من الأبناء أنفسهم.

 ألا تتفقين معي أن النسبة الأكبر من متابعي المسلسل من الأباء وليس الشباب؟

هذا حقيقي، لكن من الواضح أن الشباب بدأو يلاحظون أن أبائهم يتابعون المسلسل، فأخذوا يتابعونه أيضاً، ويتحدثون عنه فيما بينهم، وهذا حدث عندما سمعوا عن موضوع المسلسل، وفكرة أن تجعل الشباب يترك الأعمال الأجنبية ويبدأ في مشاهدة مسلسلات إجتماعية مصرية، فالحديث بلغتهم تحدي يجب أن يتم البناء عليه، حتى يتابعوا ما نقدم.

 ما الذي تقصديه بلغة الشباب؟

لغتهم ليست فقط مفردات، بل لها علاقة بطريقة تفكيرهم، فهذا الجيل متسرع جداً، ودائما ما نشتكي من هذا الأمر، لكن نكتشف أنهم يشبهون إيقاع الحياة التي يعيشونها، ونحن الآن كجيل كبار من يسيطر على الأشياء، ومنا المديرين، وهم من يعملون في سوق العمل الفعلي، ودائماً نتعجب من سبب إستعجالهم على الأمور، وعندما فكرت في الأمر ووجدت أنه طالما أن هذا الجيل في حالة عجلة فهي ليست حالة فردية بل وضع جيل كامل، ويجب أن نستوعبه ونتفهمه، وهذا ليس فقط ما كان يريده “مين قال؟”، لكن الأساس هو أننا نريد إيصال رسالة أننا نحتاج أن نستمع لبعضنا البعض.