محطات في حياة عملاق الدراما الحاضر الغائب «يوسف شعبان»

يوسف شعبان
يوسف شعبان

محمود زيدان

لم يكن الفنان الراحل يوسف شعبان أحد أشهر الفنانين الذين عرفتهم الساحة الفنية منذ 60 عاما فحسب، بل كان أيضا “أيقونة فنية لا تتكرر” كما كان يصفه زملائه، فهو النجم صاحب الصوت المميز والأكثر جاذبية في عصره، ناهيك عن شخصيته المثيرة للجدل ومواهبه المتعددة، وحياته الحافلة بالأحداث والمفاجأت.


بدأ مسيرته السينمائية والإحترافية سنة 1958 في فيلم “سهم الله”، ثم توالت أعماله السينمائية التي جاوزت 133 فيلمًا سينمائي، ولاقى في بداياته السينمائية منافسة شرسة، لكنها شريفة من أبرز نجوم فترة الستينات وهم رشدي أباظة، صلاح ذو الفقار، كمال الشناوي، شكري سرحان، وحسن يوسف، وكان بعضهم يغري المنتجين بتخفيض الأجر الذي يحصل عليه للتأثير عليهم لاختيارهم وعدم اختياره.

وحدث خلاف كبير قبل البدء في تصوير فيلم “معبودة الجماهير” إنتاج سنة 1967، والسبب أن الفنان الكبير عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع به، بينما العكس لدى الفنانة شادية، المقتنعة به، لأنهما قدما أفلاماً ناجحة معاً في السنوات القليلة الماضية، فهددت شادية بترك الفيلم إذا لم يتم التعاقد مع يوسف شعبان، وبدوره قرر شعبان ترك الفيلم كَحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين، لكن ذكاء عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط، واجتمعت جميع الأطراف في منزله، وتم حل المشكلة ودياً، ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم، وأصبحا صديقين حميمين.

 

في فترة السبعينات قدّم شخصية مثيرة للجدل في الفيلم “حمام الملاطيلي”، حيث أدى دور الرجل الشاذ، وعلى الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها، فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في “معهد السينما” بأكاديمية الفنون.
في سنة 1995 قرر الإبتعاد عن المجال السينمائي، والاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو أثنين في السنة، للتركيز في مهمته الجديدة كنقيب للممثلين.

 

كما بدأت مسيرته التلفزيونية منذ عام 1963، وقدم أكثر من 130 مسلسلا، أبرزها “العائلة والناس، انتقام امرأة، الشهد والدموع، الحقيقة والسراب، محمد رسول الله إلي العالم، المكان المقصود، أعمال رجال، التوأم، ضد التيار، أميرة في عابدين، امرأة من زمن الحب، الضوء الشارد، المال والبنون، الوتد، عيلة الدوغري، لحظة ضعف، ورأفت الهجان”، والأخير تألق فيه بشكل بارع بأداءه لشخصية “محسن ممتاز”، كما شارك في الجزء الخامس من “ليالي الحلمية”، والجزء الأول من “السيرة الهلالية”.

 

قدم يوسف شعبان مسلسلا غريبا أبدع فيه باختلاف اللهجة المصرية، وهو المسلسل الأردني “وضحا وابن عجلان”، والذي أعتبر الأكثر مشاهدة في دول الخليج والأردن وسوريا في حينه، وشاركته البطولة من سوريا سلوى سعيد ومن الأردن نبيل المشيني، إلى جانب مجموعة من الممثلين الأردنيين والسوريين، والمسلسل قصة عشق بدوية هي ذاتها قصة نمر بن عدوان، وتعتبر نقلة نوعية في مسيرة يوسف شعبان الفنية.


وفي عام 2017 أعلن يوسف شعبان إعتزاله الفن بعد أن شارك في بطولة أكثر من 250 عملا فنياً، وتوفى شعبان العام الماضي، عن عمر ناهز 90 عامًا، متأثرا بإصابته بمرض فيروس “كورونا”، بمستشفى العجوزة بالجيزة.