برامج المقالب .. تعود إلى الخلف !

رامز موفي ستار
رامز موفي ستار

كتبت: رضوى خليل

من ثوابت البرامج الرمضانية كل عام، هي برامج المقالب، ورغم أن تلك البرامج كانت تتصدر المشاهدات لسنوات طويلة، إلا أن هذا العام شهدت تراجعا شديدا في نسب المشاهدة، وهو ما ظهر واضحا في تراجع نسب مشاهدة برنامج “رامز موفي ستار” لرامز جلال - والذي عرض على قناة “mbc مصر” – فيما وصف بأنه عقاب جماعي من الجمهور لتلك البرامج.. لكن لماذا هذا التراجع والعقاب الجماعي، هذا ما يجيب عنه أساتذة الإعلام، وعدد من النقاد في السطور التالية..

 

شهد موسم رمضان 2022 العديد من برامج المقالب على القنوات، على رأسها بالتأكيد “رامز موفي ستار” لرامز جلال، وأيضا “كريزي تاكسي” لإبراهيم السمان - الذي عرض على قناة “القاهرة والناس”، و”مقلباظ” على قناة “النهار”، و”30 وش” لخالد عليش - الذي عرض على قناة “القاهرة والناس” – و”غسيل” أو الجزء الثاني من برنامج “محدش فاهم حاجة” للفنان محمد ثروت، و”فيلم رعب” للمغني أكمل رسلان - الذي يعرض على قناة “الشمس” – و”كريزي وومن” الذي عرض على قناة “MIX”.


البداية كانت مع الناقدة خيرية البشلاوي، والتي أكدت أنها تدعو منذ فترة طويلة لمقاطعة تلك البرامج، مؤكدة أن الجمهور لا يجب أن يكون مفعولا به، ويتم إجباره على الضحك والاستهزاء بحالة الفزع التي يكون فيها “الضحية”، واصفة هذه البرامج بإنها “أحط أنواع البرامج”، وتضيف: “للآسف هذه البرامج تعكس تدني الذوق العام، ويصبح المشاهد شريكا في الجريمة التي ترتكب على الشاشة، في دعوة جماعية للإبتزاز والخوف، ومحاولة لإجبار الناس على الضحك على أفعال ليس لها علاقة بالضحك، فكل ما يعرض أمور غير إنسانية”.

 

تقليد أعمى

الناقد ياقوت الديب يؤيد رأي البشلاوي، حيث يقول: “نقلد الغرب بشكل أعمى، لكننا في برامج المقالب نقلدهم مع لمسة بها إستخفاف مع أفكار باهتة وردود أفعال مصطنعة من الضيوف، كل هذا يشبه حال الأغنيات هابطة، التي بها كلمات غير مقبولة، والتي قد نرفضها عندما نسمعها أول مرة، لكنها تتردد مرارا وتكرارا حتى تعتاد عليها الأذن، وتصبح مقبولة، ثم يبدأ الإنسان في الدندنة والغناء معها، وهنا تبرز خطورة التعود ودوره في إفساد الذوق العام ، ورغم إن الضحك مطلوب، لكن لكي يتحقق يجب إن تكون برامج مقالب هادفة، أي تضحكنا، لكي نستفيد منها، وتحمل  رسالة، لكن ما يحدث الآن أشبه بالعبث، بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

 

الصدمة

تأييدا للأراء السابقة وصفت الكاتبة دعاء حلمي، برامج المقالب بالبرامج ”الفجة”، وقالت أيضا: “كالعادة تدني وضعف وتفاهة في المحتوى الإعلامي، وتحولها من برامج لإسعاد المشاهد إلى إسعاد المنتجين والقائمين عليها، والدليل برنامج (رامز موفي ستار) الذي لا يحمل جديدا من الإستظراف، وأصبح فكرة لا هدف منها، ولا تحمل أي إبتكار، وأصبح الموضوع ينحدر معه لذا يجب مراجعة حساباته من جديد، والنظر ولو قليلا لبرنامج (الصدمة)، الذي هو برنامج مقالب أيضا لكن هادف، ويحترم عقلية المشاهد، وله رسالة نبيلة، أو حتى يراجع حلقات الكاميرا الخفية للراحل إبراهيم نصر، والذي تربينا عليه، وكان فيه إختبار لتلقائية وعفوية المواطنين في المواقف المختلفة”.

لا يختلف كثيرا رأي الناقدة ميرفت عمر عن باقي الأراء، فهي ترى إن برامج المقالب تحتاج لتطوير، مضيفة: “لا أتابع البرامج الرمضانية غالبا، لأنني واثقة إن أغلبها إضاعة للوقت، وهذا العام أغلب المشاهدين أنصرفوا أيضا عن البرامج، لأن الجمهور أصبح يشاهد نفس الأفكار والضيوف وحتى الأسئلة، حتى نفس الأفيهات السخيفة، والنموذج لذلك برنامج (رامز موفي ستار)، فمع أول حلقة عرف الجمهور إن البرنامج ليس به جديد، مقارنة بأفكار برنامج (كريزي تاكسي) الذي في أغلب حلقاته مبتكر”.


أما الناقد نادر عدلي فيقول: “جميع برامج المقالب أصبحت تعتمد على خداع المشاهد، وهذا أمر سيء أخلاقيا.. لكن يبقى برنامج رامز جلال الأسوأ، بل أسوأ عمل تلفزيوني شاهدته في حياتي،  لأنه يستظرف كثيرا، ويسخر من الجمهور، لكن تبقى المشكلة الأكبر في الفنان الذي يوافق على إذاعة الحلقة من أجل الحصول  على المال”.

تأثير سلبي

د. محمود علم الدين - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة – يقول عن برامج المقالب: “هذه البرامج أصبحت تخصم من رصيد النجوم لدى الجمهور، الذي يشعر بإستهانة هؤلاء بعقولهم فيما يقدمونه لهم من أفكار على الشاشة، كما إن مردودها سلبي على المشاهد بما يحمله من تأثير ثقافي وإجتماعي خطير”.


بينما يرى د. صفوت العالم - أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة - أن الجمهور أصبح أكثر وعيا بالأداء المتصنع والمفتعل، وهو ما يفسر تراجع تفاعله مع محتوى برامج المقالب في رمضان الحالي، لإن الفكرة منها أنه يريد مشاهدة ردود أفعال النجوم على المواقف ويبتسم، لكن التصنع أفقد البرامج هذه الميزة، وبالتالي غاب الدور الذي تقوم به لإضحاك المشاهدين.