الإخوان والوقوف فوق الأنقاض!

كرم جبر
كرم جبر

تسعون عاماً من الإرهاب وبث الشائعات الكاذبة فى مفاصل المجتمع، والناس معذورون ولا يدققون فيما يسمعون نتيجة مشاكل الحياة وهمومها، هذا ما يفعله الإخوان.

الجماعة الإرهابية تتسلل إلى الناس من بوابة القضايا الجماهيرية، وتضخ سموماً لتحريضهم وإشاعة أجواء اليأس والإحباط، ولم يأت  الإخوان بأى رؤية لحل مشاكل الناس، ولكنهم يعتمدون فقط على الهدم والتشكيك، متصورين أن شأنهم سوف يعلو بالوقوف فوق الأنقاض.
 مصر دفعت فاتورة غالية للإرهاب، ليست فقط أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن، وإنما فى التكلفة الباهظة التى بلغت مليار جنيه شهرياً فى السنوات من 2013 حتى 2017.
 لم تذق مصر طعم الراحة منذ نشأة هذه الجماعة عام 1928، لم تمر حقبة زمنية فى هدوء، دون مشاكل وإضطرابات واغتيالات، تسعون عاماً من الإرهاب الذى لم يتوقف.

إذا اشتدت قبضة الدولة، دخلوا تحت الأرض، يطلقون عليه «كمون»، يختفون وسط الناس، وينكرون انتماءهم، ويقولون جملتهم الشهيرة «أنا مش إخوان».
  وإذا خفت قبضة الدولة، خرجوا مرة أخرى يستعرضون قوتهم، ويفرضون سطوتهم، ويخوضون حرباً حقيقية بكل الأسلحة، من الدولار لتخريب الاقتصاد، حتى السلاح لإضعاف الأمن.

تسعون عاماً من الإرهاب، مع كل الأنظمة التى حكمت مصر، قبل ثورة 23 يوليو وبعدها، وفى عصور كل الرؤساء الذين حكموا حتى الآن، وكانت الطامة الكبرى عام حكمهم بعد أحداث يناير 2011.

تحالفوا مع الملك فاروق قبل الثورة وقبله فؤاد، ثم انقلبوا عليهما، واغتالوا القاضى الجليل الخازندار، وحاولوا اغتيال النحاس باشا، وأحرقوا القاهرة.
 كانوا أصدقاء جمال عبد الناصر والثورة بعد 23 يوليو 1952، ولما أرادوا أن يسيطروا على مجلس قيادة الثورة ويحكموا البلاد، تخلص منهم عبد الناصر فى حملتين كبيرتين 1958 و1964.

الرئيس السادات أخرجهم من السجون فقتلوه، ولم يحفظوا له عهداً، رغم تقربه منهم ومن مرشديهم، وإبداء حسن النية لتضميد جراحهم، وضمهم تحت راية الوطن.

أخطر ما فعله الإخوان فى حكم السادات، أنهم سيطروا على طلبة الجامعات خصوصاً فى الصعيد، وجعلوهم أمراء للإرهاب، ولا تزال مصر تدفع الثمن.
 أدرك السادات فى أيامه الأخيرة خيانة الإخوان، واتهمهم فى خطاب علنى بأنهم صناع الإرهاب، وأنه «كان غلطان» بإخراجهم من السجون، ولكن بعد فوات الأوان.. قتلوه فى المنصة يوم الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم.

وكان طريق الإخوان مفروشاً بالورود بعد 25 يناير، للعودة إلى المجتمع، فى محبة وهدوء وسلام، ولكنهم أذاقوا البلاد كئوس الدم، فكانت نهايتهم فى 30 يونيو ٢٠١٣.

إذا أردنا أن نعرف كيف يحولون الشباب إلى أجساد متفجرة، علينا أن نفحص جيداً قصة حياة الإرهابيين الذين يعتبرون قتل جنودنا وضباطنا من أعمال الجهاد.

الفقر لا يصنع الإرهاب، ولكن تصنعه العقول التى تستغل الدين، لتبيح سفك الدماء، حتى لو كان الضحية مسلماً، يصلى ويصوم، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.