دائما ما تسبب الخصومات الثأرية بين العائلات في قرى الصعيد وخاصة محافظة قنا، مخاوف كبرى لأهالي تلك القرى، بسبب سقوط قتلى ومصابين جراء تلك الخصومات، فعلى مدار عامين اشتعل الصراع بين أبناء عمومة عائلة اللفرات في قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا، وراح ضحيته شاب بطلق ناري، وقضت المحكمة بمعاقبة شخصين بالسجن المؤبد، لتتدخل لجنة المصالحات الثأرية والأزهر الشريف لعقد الصلح بين أبناء العمومة.
أصوات طلقات الرصاص كانت تدوى في أرجاء قرية الكرنك بمركز أبوتشت منذ أكثر من عامين، بسبب الخلافات بين أبناء العمومة، والتي بدأت منذ مقتل شاب بطلق ناري، لتظل القرية حزينة يكسوها السواد وتسيطر عليها أصوات طلقات الرصاص.
أبناء العمومة كانا يعيشان مع بعضهما البعض دون مشكلة أو أزمات، حتى نشب خلاف بينهما راح ضحيته الشاب، وتطور الأمر لإطلاق النار بين الطرفين بين فترة والأخرى، إلى جانب الحكم بسجن شخصين بالمؤبد، بسبب الخلاف على قطعة أرض زراعية.
ظلت حدة الخلاف تزداد طوال العامين الماضيين بين الطرفين، وسط مخاوف الأهالي من سقوط ضحايا آخرين، وأصبح الطرفان يعيشان حالة من الحرب، فكل منهما كان يعد العدة للآخر للنيل منه.
مخاوف أهالي قرى الكرنك كانت بسبب محاولات الطرفين اصطياد مزيد من الضحايا بسبب الثأر، وسط تكثيفات أمنية مشددة ومكبرة على مدار الساعة داخل القرية، لوقف محاولات الطرفين إطلاق الرصاص.
لجان من الأزهر الشريف، ولجنة المصالحات الثأرية بمحافظة قنا، بدأت منذ شهور في التدخل بين الطرفين لعقد الصلح بينهما، وفرض شروط عليهما، وظلت تعقد الجلسات لفترات طويلة.
وبعد فترة طويلة من عقد تلك الجلسات، كان الصلح في شهر رمضان الكريم، وتدخلت لجنة المصالحات برئاسة الشيخ خليفة شلبي، بتكليف من الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في إقناع الطرفين بالصلح.
وقدم والد المتهمين القودة لوالد المجني عليه ، بحضور الشيخ عباس شومان، وكيل الأزهر سابقًا، والشيخ عبد المنعم فؤاد، والشيخ تاج أبو الوفا، رئيس منطقة قنا الأزهرية، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية بقنا.
خصومة أخرى
كما تم إنهاء خصومة عرب العوازم وآل حسين في فرشوط حيث لم تمر 48 ساعة على الصلح الأول، حتى تمكنت لجنة المصالحات برئاسة العمدة علي قاعود، بالتنسيق مع لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، تحت رعاية الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، من إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي عرب العوازم وآل حسين بقرية الحاج سلام بفرشوط.
تعود أحداث الخصومة، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بقنا بلاغًا بمقتل فتحي مسلم، من عائلة عرب العوازم، في الجناية رقم 5422 لسنة 2015 مركز شرطة فرشوط، والمقيدة برقم 2410 لسنة 2015 كلي قنا، والمتهم فيها شخص من عائلة آل حسين، بسبب خلافات عائلية.
وتمكنت لجنة المصالحات، من إقناع الطرفين بالصلح، وتوقيع بنود الصلح، والتي منها توقيع غرامة مالية تصل 10 ملايين جنيه لمن يخالف شروط الصلح، وتقديم القودة لعائلة المجني عليه، والتزام الطرفين بعدم فتح الخصومة الثأرية، والالتزام بعودة التعايش والسلم بين العائلتين.
حضر مراسم الصلح الذي تم اليوم بين العائلتين بمدينة فرشوط، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية بقنا، وعدد كبير من الأهالي وسط تعزيز أمني مكثف.
