وأطعمته .. قمح فؤادى ‍!

خالد حمزة
خالد حمزة

مرة‭ ‬كتب‭ ‬الشاعر‭الفلسطينى‭محمود‭ ‬درويش‭ ‬عندما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬فتاة‭:‬

‭ ‬إنى‭ ‬أحبك‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬قبيلتى‭ ‬ومدينتى‭ ‬وسلاسل‭ ‬العادات‭ / ‬لكنى‭ ‬أخشى‭ ‬إذا‭ ‬بعت‭ ‬الجميع‭ ‬تبيعينى‭ ‬فأعود‭ ‬بالخيبات‭.‬

‭ ‬وعندما‭ ‬شعر‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تبادله‭ ‬الحب‭ ‬كتب‭:‬

وكُنتُ‭ ‬أُطعمهُ‭ ‬قمحَ‭ ‬فُؤادى‭ ‬براحتى‭/ ‬عجبًا‭ ‬كيفَ‭ ‬باتَ‭ ‬يُرضيهِ‭ ‬فُتاتُ‭ ‬الطريقِ؟

‭ ‬أما‭ ‬اللبنانية‭ ‬مى‭ ‬زيادة‭ ‬فقد‭ ‬عشقت‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬لحد‭ ‬الجنون‭ ‬ولأكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬عاما،‭ ‬وهما‭ ‬يتبادلان‭ ‬الرسائل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلتقى‭ ‬أحدهما‭ ‬بالآخر،‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬نيويورك،‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬القاهرة،‭ ‬ومرة‭  ‬طلب‭ ‬صورة‭ ‬لها،‭ ‬فقالت‭ ‬له‭: ‬تخيلنى؟‭ ‬فقال‭: ‬أتخيل‭ ‬شعرك‭ ‬قصيرا‭ ‬يلف‭ ‬وجهك،‭ ‬فذهبت‭ ‬لتقص‭ ‬شعرها‭ ‬الطويل،‭ ‬والتقطت‭ ‬صورة‭ ‬وأرسلتها‭ ‬له‭! ‬وبعد‭ ‬وفاته‭ ‬جُنّت‭ ‬لرحيله‭ ‬وليس‭ ‬لبعده،‭ ‬ودخلت‭ ‬مستشفى‭ ‬للأمراض‭ ‬النفسية‭. ‬

أما‭ ‬كامل‭ ‬الشناوى‭ ‬فكان‭ ‬يدخن‭ ‬ويشرب‭ ‬القهوة‭ ‬بشراهة‭ ‬ويسهر‭ ‬ويكتب،‭ ‬ويحب‭ ‬نجاة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كتب‭ ‬لها‭ ‬مرة‭: ‬إنى‭ ‬لا‭ ‬أجرى‭ ‬خلفك‭ ‬صدقينى،‭ ‬ولكننى‭ ‬أجرى‭ ‬وراء‭ ‬شقائى،‭ ‬وعندما‭ ‬سألوه‭: ‬ولماذا‭ ‬هذا‭ ‬الشقاء؟

‭ ‬قال‭: ‬إنها‭ ‬تحتل‭ ‬قلبى‭ ‬تتصرف‭ ‬فيه‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بيتها‭ ‬وتقابل‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬الناس،‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬تتهرب‭ ‬منه،‭ ‬هو‭ ‬أنا‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭! ‬شاهدها‭ ‬مرة‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬يوسف‭ ‬إدريس‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬غير‭ ‬الكلام‭ ‬كتب‭ ‬لإدريس‭: ‬لست‭ ‬وحدك‭ ‬حبيبها‭/ ‬حبيبها‭ ‬أنا‭.‬

ورفع‭ ‬سماعه‭ ‬التليفون،‭ ‬وقال‭ ‬لنجاة‭: ‬لا‭ ‬تكذبى‭ ‬إنى‭ ‬رأيتكما‭ ‬معا

ردت‭ ‬عليه‭: ‬كلمات‭ ‬حلوة،‭ ‬هغنيها‭ ! ‬

ولـــــــــــــم‭ ‬تغنهــــــا‭ ‬نجــــــــاة‭ ‬أبــــدا‭.. ‬وغنــــاها‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭.‬