الفنان أحمد فهد من مواليد القاهرة 1976.. رغم حصوله على ليسانس الحقوق وعمله بالمحاماة إلا أنه حُكم عليه بعشق الخط العربى ليجد نفسه يترافع عن أصالته ويثبت بالأدلة (الفنية) جماله وروعته، ويطالب بأشد العقوبة لمن يهمله أو يقصر فى تعليمه والاعتناء به.. حصل فهد على دبلوم الخط العربى والتخصص والتذهيب من مدرسة تحسين الخطوط بباب الشعرية (خليل أغا) وكان ترتيبه الثالث على مستوى الجمهورية، وعمل مدرسا للخط العربى بذات المدرسة لينقل فنه وخبرته لدارسى ومحبى الخط العربى.
أما اللوحة التى اخترناها اليوم فكتبها بخط الثلث (ملك الخطوط) بإتقان وإحكام شديدين للحديث الشريف (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، بدأها من أعلى لأسفل بلون أخضر يعبر عن السلام المطلوب فى الحديث الشريف، وصنع فراغا أعلى اللوحة ليضع فيه عبارة (قال رسول الله) على شكل مثلث بلون مختلف عن لون اللوحة الرئيسى، وعلى اليمين واليسار ألِفان صاعدتان فى كل جهة وكأنهما مئذنتان تنطلقان نحو السماء، مع المحافظة على التناظر الدقيق بين كل ألفين فى الارتفاع والمسافة بين كل منهما، وتشعر بأن الكتلة الخطية تمثل شكل المشكاة باستدارتها من الجانبين وارتفاعها من أعلى، ولاحِظ براعة الفنان فى تحقيق هذه الاستدارة مستغلا ليونة الألف والواو فى اليمين واستدارة الحروف فى اليسار، وحسن توزيع المسافات بلا زحام أو فراغات، ومن معالم الجمال فى اللوحة تكرار وضع ميم (المسلم) فوق ميم (من) مرتين بنفس الترتيب والتجاور، وانظر إلى الإبداع فى كتابة الهاء من كلمة (لسانه) وتركيبها فوق الدال وتداخلها مع النون والهاء فى دقة وجمال.
حمدى حامد
