السوشيال ميديا تهدد المراهقين.. دراسة تحذر من إدمان مواقع التواصل

التعلق بالسوشيال ميديا يقضى على الحياة الاجتماعية للمراهقين
التعلق بالسوشيال ميديا يقضى على الحياة الاجتماعية للمراهقين

أخصائية نفسية: انخفاض الرضا عن الحياة والا نعزال أبرز الأعراض.. واللجوء إلى متخصصين للعلاج ضرورة

تغير شكل الحياة كثيرا خلال الفترة الماضية والسبب يعود بشكل كبير إلى السوشيال ميديا، فقد قدم لنا الجهاز السحرى الصغير «الهاتف المحمول» طريقا سهلا وسلسا للتواصل مع احبائنا واصدقائنا من مختلف دول العالم من خلال شاشة صغيرة وبخطوات بسيطة، ولكنه فى المقابل تسبب فى العديد من المشكلات الصحية والنفسية لمستخدميه ليصل الأمر إلى حد الإدمان، بعد أن صنف باحثون استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مبالغ فيه بأنه نوع من الإدمان ويستلزم متابعة وعلاج.

ويعرف الإدمان بصفة عامة بأنه سلوك قهرى يتسبب فى تأثيرات سلبية على المدمن حال عدم الحصول على الوقت أو الجرعة المعتادة من مسبب الإدمان، وهذا أقرب ما يكون للأعراض المصاحبة لإنقطاع خدمة الإنترنت، والأمر يتزايد لدى فئة المراهقين التى ارتبطت حياتهم ويومهم بالسوشيال ميديا بشكل أكبر.

وتتنوع أشكال الإدمان من شخص إلى آخر فقد نرى العديد ممن يسعون إلى تحقيق الشهرة وجنى الأموال من خلال مواقع التواصل وذلك من خلال تصوير وعرض فيديوهات على مواقع التواصل المختلفة، والتى وصل الأمر بالبعض لانتهاك خصوصية حياته الشخصية وحياة أطفاله بحثا عن اللايك والشير، بينما اختزل المراهقون حياتهم وعلاقاتهم على شاشة الموبايل.

وتمثل النسبة الأكبر من المفتونين بالسوشيال ميديا من الفئة العمرية أكبر من 11 عاما، فقد لفتت دراسة أجرتها جامعة أنها وجدت أن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و13 عامًا والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى بشكل متكرر أبلغوا عن انخفاض الرضا عن الحياة.

والأمر لا يختلف كثيرا مع المراهقين من كلا الجنسين خاصة مع اعتماد هذه الفئة العمرية على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى بشكل أساسي، جعلها جزءا أساسيا من حياتهم وتكوين شخصياتهم وخطفتهم بعيدا عن ممارسة الرياضة أو الأنشطة اليومية البدنية والنفسية.

وظهر إدمان السوشيال ميديا جليا فى الدراما الرمضانية كقضية تم مناقشتها فى الأعمال المختلفة، فقد تناول مسلسل الكبير مشكلة إدمان مواقع التواصل الاجتماعى عندما قدم النجم أحمد مكى جزءا من أغنيته الشهيرة «قطر الحياة» والتى أطلقها منذ 10 سنوات للتوعية بمخاطر الإدمان، يوجه رسالة عن خطر إدمان جديد وهو إدمان السوشيال ميديا وذلك خلال تمثيل نفس المشهد من خلال شخصية «جوني» ومعه ابن أخيه «العترة» وهو يغنى قائلا: «سحبت بنت اختى 3 سنين ناحية شباك.. هاتو الفلوس لارميها فجأة زاد الارتباك».

من جانبها قالت سمر سمير أخصائية نفسية، إن السوشيال ميديا ارتبطت ارتباطا وثيقا مع الأطفال والمراهقين، وأصبحت من ضروريات الحياة كالماء والهواء، وذلك شيء طبيعى ولا يدعو للقلق، نظرا للتطورات التكنولوجية المستمرة التى نعيشها بشكل دوري، ولكن المشكلة تكمن فى التعلق وقضاء معظم الوقت على هذه المواقع وإهمال الحياة الاجتماعية ومشاركة الأصقاء فى الأنشطة المختلفة، وتفضيل البقاء على السوشيال ميديا، يؤثر ذلك بشكل سلبى على الصحة النفسية والعقلية للفرد.

وأكدت ضرورة لجوء أولياء الأمور إلى معالجين متخصصين حال رصد تعلق الأطفال أو المراهقين بمواقع التواصل وإهمال الحياة وعدم الرغبة فى المشاركة المجتمعية مع الأسرة أو الأصدقاء.

وأوضحت أن الأمر قد يصل للإدمان لكون الطفل أو المراهق يلجأ إلى الواقع الافتراضي، ويعتبره حياته الحقيقية ويتجنب الأسرة ويعزل نفسه وحيدا داخل غرفته، وقد يصل الأمر إلى الإنتحار عند البعض بعد الوصول إلى مرحلة من اليأس.
وائل ثابت