اللواء حلمى زكى عضو لجنة استلام «الطور»: رفع العلم المصرى وتنكيس الإسرائيلى أسعد لحظات حياتى

لواء حلمى زكى أثناء حواره مع «آخرساعة»
لواء حلمى زكى أثناء حواره مع «آخرساعة»

كتب: محمد ياسين

خاضت مصر مفاوضات طويلة ومتعددة المراحل من أجل استعادة سيناء، ليبدأ الجزء الثانى من ملحمة عظيمة خاضها رجال مصر بدأت بحرب أكتوبر العظيمة، اللواء حلمى زكى، عضو لجنة استلام «الطور» كان واحدًا من هؤلاء الرجال، والذى يحكى لنا الكثير من تفاصيل تلك الملحمة وتفاصيل لم يكشف عنها من قبل تلك المفاوضات.

- من أين كانت البداية؟
بعد نصر أكتوبر بدأت المفاوضات لاستعادة سيناء، وبشكل فعلى عقب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 حين تم الاتفاق مع الجانب الإسرائيلى على استعادة مصر لسيناء، وكنت ضمن مجموعة من 15 متخصصا تم اختيارهم من قبل القوات المصرية شاركوا ضمن مراحل استعادة واستلام سيناء.

وأذكر أنه فى 25يوم أبريل 1982 كنا على موعد للتجمع فى «مطار ألماظة» استعدادا للتوجه إلى جبل الطور تمهيدا لاستلامها من «الإسرائيليين»، وقبل أن نصعد للطائرة وجدنا فى انتظارنا مندوبا من وزارة الخارجية، وجلس معنا ليعرفنا طريقة التعامل والكلام مع الإسرائيليين، وكان التلقين المهم أن تظل الابتسامة على وجوهنا وألا نتحدث عن الحرب وألا نظهر أى ضيق مهما حاولوا استفزازنا.

وقتها كانت مجموعتى مكونة من 15 عضوا لاستلام نقطة جبل الطور من إسرائيل وكنا عبارة عن لواء وعميد وعقيد ومقدم ورائد ونقيب وملازم أول وملازم  ومساعد ورقيب أول ورقيب وعريف وجندى بالإضافة إلى فردين من حملة الإعلام..

إقرأ أيضاً | محافظ القاهرة يهنئ رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالذكرى الـ40 لتحرير سيناء 

- حدثنا عن تفاصيل تلك اللحظة؟
يومها صعدنا إلى الطائرة وظللنا فى حالة صمت حتى أن لامست عجلات الطائرة أرض سيناء وكان فى استقبالنا رتب إسرائيلية ومعهم مجندات وكان دائما فى ذاكرتنا التلقين فى التعامل ورسم الابتسامة على وجوهنا وبعد الترحيب اتجهنا إلى إحدى المبانى وبعد عدة جمل ترحيبية ولم يحدث اى نوع من الحوارات بيننا وبينهم سوى تبادل عدة جمل دبلوماسية، حتى  ذهبنا إلى الساحة التى بها سارى العلم، وقتها كان يرتفع عليه العلم الإسرائيلي.

كنا فى حالة صمت جميعا والعيون فقط هى التى تتحدث، حتى جاءت لحظة تنكيس العلم الإسرائيلى من على نقطة جبل الطور، وكانت تقف بجوارى فتاة إسرائيلية أخذت فى البكاء بدموع غزيرة وهو الأمر الذى أثار دهشتى فكيف أصدق دموع التماسيح وكيف تبكى وهى المعتدية الغاصبة لأرضنا.
وجاءت لحظة الفخر والسعادة عندما ارتفع العلم المصرى وقتها تساقطت دموعنا من الفرحة والعزة والكرامة، وأن أرواح ودماء الشهداء لم تذهب سدى ومن حق الشهيد أن ينام ويسعد.

- كيف أعادت حرب أكتوبر تصحيح المفاهيم العسكرية؟
استرداد الأرض بالنصر فى حرب أكتوبر أعاد تصحيح المفاهيم العسكرية وأنهى أسطورة إسرائيل الوهمية بأن جيشها لا يقهر، وحرب أكتوبر أعادت شرف ومجد وقدرة الجيش المصري، وأن الدخول فى حرب مرة أخرى أمر صعب جدًا على إسرائيل، واستكمل ذلك بذكاء المفاوض المصرى حتى عادت كل سيناء فى 19 مارس 1989 بعد حسم مصر قضية التحكيم الخاصة بطابا.

ولا يمكن أن ننسى أن العسكرية المصرية لديها قناعة كبرى وإصرار لا حدود له فى الحفاظ على كل حبة رمل مصرية وهو ما تحقق بإجلاء آخر جندى إسرائيلى وخسارة قضية التحكيم الدولى التى قادتها مصر بحكمة وتمكن فى القضاء والدبلوماسية كما قادت من قبل حرب أكتوبر المجيدة فى 1973.