وكيل نقابة الإنشاد الدينى: الاهتمام بالمنشدين ضرورة لمواجهة التشدد الفكرى

د. أحمد عادل عبد المولى
د. أحمد عادل عبد المولى

فى شهر رمضان ينشط المنشدون والمداحون، من الأوبرا إلى شارع المعز، ومن القرى إلى أغنى أحياء العاصمة، الناس تنشد وتهتز مع المنشدين: «قمر سيدنا النبى قمر»، فى التلفزيون وعلى وسائل التواصل و»كول تون» للموبايل؛ لأن الإنشاد الدينى فن مصرى عريق، والمصريون محبون للمقام النبوى وللموسيقى.. وفى هذه الأجواء الرمضانية كان هذا الحوار مع د. أحمد عادل عبد المولى، المنشد الأوبرالي، ووكيل نقابة الإنشاد الديني: 

هل أثرت الفرق العربية الأخرى على قيمة ومكانة الإنشاد المصري؟
- على الإطلاق، فالإنشاد المصرى فى أفضل حالاته ولا يزال رائدا فى كل مكان؛ وهناك تعاون كبير مع الفرق الشامية التى أحدثت طفرة فنية كبيرة فى عالم الإنشاد الديني، ونحن فى نقابة الإنشاد الدينى تعاملنا مع فرقة «الإخوة أبو شعر» وفرقة «المرعشلي»، وأنا شخصيا قدمت معهم مديحا لرسول الله  فى ذكرى مولده الشريف منذ عدة أعوام، وأذيعت على عدة قنوات ومواقع التواصل.


حالة وجد
ولكن هناك من ينكر هذه الأساليب الغنائية ويراها لا تتفق مع مدح الرسول الكريم.. كيف ترد عليهم؟ 
- للمنشد فى مديحه لرسول الله  حالة خاصة، هى حالة من الوجد الصوفى النابعة من حب رسول الله  التى أخبر هو عنها فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»، فإننى حين أمدح حبيبى وسيدى رسول الله  أستشعر بأننى أذكر خير خلق الله (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى) سائلا من الله أن يرزقنى شفاعته عنده..

ولهذا أقول لمن ينكر ويرفض مدح رسول الله : عليك أن تراجع دينك وصحيح عقيدتك مرة أخرى؛ لأن المديح دليل على الحب، وما لم يدرك بالعمل أدرك بحبه  ، فهو الذى قال لأحد الأعراب حين سأله عن الساعة: وماذا أعددت لها؟ فقال: والله يا رسول الله ما أنا بكثير صلاة ولا صيام ولكنى امرؤ أحب الله ورسوله، فقال له : أنت مع من أحببت.

والذين يخشون من المغالاة والشرك مثلا، فللأسف هم يخشون من أمر لم يخش علينا منهُ رسول الله  ، فقد قال: «وإنى لا أخشى عليكم أن تشركوا من بعدي، ولكنى أخشى عليكم الدنيا أن تهافتوها» أو كما قال .

وكيف نوازن الألحان مع الكلمات بما يليق بمقام المدح النبوي؟
- لا بد أن تكون الألحان للكلمات مما يليق بمقامه الشريف ، فلا يليق أن نمدح المصطفى  بطريقة موسيقى الراب مثلا أو بالإيقاعات الراقصة، حتى إذا استخدم إيقاع كالمقسوم مثلا كما فى أغنية (قمر سيدنا النبي) مثلا، فهو يوظف فى إطار يوحى بالبهجة والفرح برسول الله، وليس بالخلاعة والمجون.


مؤثرات صوتية!
هل أثرت التكنولوجيا والمؤثرات الصوتية فى طريقة الإنشاد الديني؟
- طبعا للتكنولوجيا أثر كبير فى تطور فن الإنشاد فى الهندسة الصوتية، والمؤثرات التى تناسب التوزيع الموسيقى الجديد وطبيعة الألحان الجديدة؛ وللشيخ محمود التهامي، نقيب المنشدين، باع كبير فى استثمار التكنولوجيا الحديثة فى فن الإنشاد.


لماذا لا نرى تطورا فى مجال القنوات الفضائية المهتمة بالإنشاد؟
- صراحة نحتاج إلى الاهتمام بهذه القنوات الفضائية التى تقدم فن الابتهالات الدينية والمدائح النبوية؛ لأنها ربما لا تذكر إلى جانب ما عداها من قنوات فنية وموسيقية أخرى.


اكتشاف المواهب
وما رأيك فى مسابقات اختيار المواهب الإنشادية التى تقوم عليها الدولة؟
- أشجع مثل هذه المسابقات جدا لأنها تكشف المواهب وتضع أيدينا على كنوز مغمورة وتحتاج إلى اكتشاف من يتبناها ويقدمها، وأحمد للمؤسسات الثقافية أن وضعت فن الإنشاد فى دائرة اهتمامها الفنى والإعلامي؛ ولذلك هناك فرقة خاصة بالإنشاد الدينى تابعة لدار الأوبرا المصرية، كما تقدم كثير من الفرق عروضها على مسارح مؤسسات الدولة الثقافية.

ونحن بالطبع نأمل فى مزيد من الاهتمام والرعاية لفن يرقق القلوب ويجمعها على حب الله ورسوله، فيبتعد شبابنا عن الخلاعة والإسفاف من ناحية، وعن التطرف الدينى والفكرى من ناحية أخرى.

اقرأ ايضا | «سماع» في ليالي روحانية بـ«قبة الغوري»