فى الصميم

معاً على خط المواجهة «الأقصى».. و «القيامة»

جلال عارف
جلال عارف

لا تفرق إسرائيل فى عدوانها بين مسلم ومسيحى. وكما شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك طوال الأيام الماضية الجرائم المتواصلة فى حق المصلين، والمحاولات المستمرة لتمكين غلاة المتطرفين اليهود من اقتحام المسجد المبارك.. شهدت كنيسة القيامة والمنطقة المحيطة بها اعتداءات الجنود الإسرائيليين على المصلين والرهبان المسيحيين فى "سبت النور" بعد أن حولت المدينة المقدسة كلها إلى ثكنة عسكرية، ونصبت الحواجز أمام المصلين، ومنعت الآلاف من الوصول إلى "كنيسة القيامة".


نفس القوات التى تمارس كل هذا العدوان ضد المسلمين والمسيحيين فى القدس العربية، هى التى ترافق أعتى المتطرفين اليهود وتوفر لهم كل وسائل الدعم، وهى التى تقوم بإخلاء المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، لكى يعربد المتطرفون اليهود فى باحته.


يحدث ذلك فى الوقت الذى تتضاعف فيه الجهود لمنع الانفجار الشامل فى الموقف الذى يتفاقم بسبب الصمت الدولى على ما يحدث أو الاكتفاء بإبداء "القلق" من القوى الدولية القادرة على "لجم" العدوان الإسرائيلى الذى يمضى إلى الأسوأ فى سعيه المحموم لتهديد القدس وتثبيت الاحتلال، وفى غياب أى جهد دولى لفرض الشرعية الدولية، وأى أفق سياسى لتفعيل الحل العادل وفقاً لقرارات هذه الشرعية التى تضمن قيام الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية.


الأسوأ من "غياب" الجهد الدولى لفرض الشرعية هو "الحضور" الذى يخدم العدوان الإسرائيلى.. أمريكا - على سبيل المثال - ترسل وفداً من الخارجية فيحدثنا عن تفهمه لشكاوى إسرائيل من محاولة التنظيمات الفلسطينية المتطرفة السيطرة على المسجد الاقصى بدلاً من أن يدين الجرائم الإسرائيلية، ويطلب تطبيق قرارات الشرعية الدولية التى تصدع أمريكا رءوسنا بالحديث عنها ثم تدوسها بالأقدام إذا ما تعلقت بها أو بإسرائيل!


سبق لأمريكا أن أعلنت عن "القلق" من أحداث القدس. عليها أن تقلق أكثر إذا لم تدرك أن المشكلة هى الاحتلال، وأن عروبة القدس ليست مجال مساومة!