شوقى حامد
تربطنى بالكابتن حلمى طولان أواصر عميقة ووشائج وطيدة، والعلاقات التى تجمعنا ترتكز على المواقف وتعتمد على العواطف حتى وإن ندرت لقاءاتنا وعزت مقابلاتنا، فأنا أعرفه كلاعب بالزمالك ولطالما أشدت بأدائه واستحسنت ملكاته وأقررت بقدراته ثم طورت تلك المعرفة عندما تحول إلى مدرب وتنقل بين العديد من المواقع التدريبية بالأندية والمنتخبات، وكان لى الحظ فى السفر معه يوم كان مديرا فنيا لنادى حرس الحدود، وكان جهازه يجمع بين الخبرات العالية كاللواء مشهور أحمد كمدير إدارى للفريق وبين المعاونة الفنية كالكابتن طارق العشرى.
وفى إحدى الرحلات وكانت إلى نيجيريا لم أفارقه إلا لسويعات قليلة أمضاها بين التدريب والنوم.. وتعمقت علاقاتنا للتوافق الروحى والنفسى الذى جمعنا حتى مع اختلاف الانتسابات والانتماءات.. وأشهد أن الكابتن حلمى الذى بلغ مكانة مرموقة بين المدربين وتقلد شياختهم لمواصلة العمل بالمهنة رغم تخطى السبعين من عمره من الرجال أصحاب المواقف، رغم الهدوء والوداعة والبشاشة والخبرة التى تراكمت على مر السنين والمواقع وروى لى الكابتن حلمى موقفه الذى لا ينساه مهما مرت عليه الأيام وتعاقبت الأعوام مع المشير حسين طنطاوى وهو وزير للدفاع بينما كان حلمى مديرا فنيا لنادى حرس الحدود، وتردت العروض والنتائج لدرجة ملحوظة، فعقد المشير جلسة مع كل عناصر الفريق لشحذ هممهم ولتقوية طموحاتهم غير أنه تعمد أن يقسو على الجميع كنوع من أنواع العتب، ليطلب الكابتن حلمى من المشير إعفاءه من المهمة ولكنه عاد بعدها وتراجع أمام حزم وحسم المشير وانتهى اللقاء على خير
.. والكابتن طولان من مواليد ٣٠ نوفمبر ١٩٤٩ بقرية شمياطس مركز الشهداء محافظة المنوفية وانضم لناشئى الزمالك ومثل الفريق الأول منذ عام ٧٢ وحتى نهاية عقد السبعينيات.. ثم امتهن التدريب بالزمالك وحرس الحدود والمصرية للاتصالات ثم بتروجيت وسموحة والمصرى واتحاد الشرطة وطلائع الجيش والاتحاد السكندرى وإنبى.. وصقل الكابتن حلمى مهاراته الكروية بالإمكانات العلمية حيث درس فنون الكرة بكلية التربية الرياضية وحصل على دبلوم الدراسات المتقدمة ودبلوم من إيرلندا ومثله من البرازيل ودورة من الفيفا برومانيا ومثلها من البرتغال ودراسات CAF وله العديد من الإنجازات وحقق العديد من البطولات خاصة مع الزمالك عندما تتوج ببطولة كأس مصر فى موسم ٢٠١٣، ومع ذلك تمت إقالته فى يناير من العام التالى.. يتمتع الكابتن حلمى طولان علاوة على تأهيله العلمى وخبراته الميدانية بشخصية قوية تفرض احترامها على كل المقودين وكذلك لديه قدرات غير عادية على غزو الأفئدة والقلوب ليحظى بحب وود الجميع مع اختلاف أعمارهم ومواقفهم.