ماذا يعني التقسيم الزماني والمكاني الذي يريده الاحتلال في المسجد الأقصى؟

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

لا يزال المسجد الأقصى المبارك يرزخ تحت وطأة الانتهاكات الإسرائيلية، التي لا تنتهي ولا تتوقف، وقد فتحت الاعتداءات الأخيرة على المصلين في المسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المعظم، الباب من جديد لاستحضار المشروع الإسرائيلي التهويدي في المسجد، لمنح اليهود حقًا في الحرم القدسي لا يملكون منه شيئًا.

ومن جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في وقتٍ سابقٍ من شهر أبريل الجاري، من مخاطر تفريغ المسجد الأقصى وفرض التقسيم خلاله بالقوة.

واعتبرت الخارجية الفلسطينية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المصلين في المسجد سياسة إسرائيلية رسمية لعزل المسجد الأقصى المبارك وتفريغه لتكريس التقسيم الزماني للمسجد ومحاولة فرضه بالقوة كأمر واقع يجب التسليم به.

وما يجري في الأقصى يوميًا من اقتحام المستوطنين هو تنفيذ للمخطط الإسرائيلي الخاص بـ"التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى"، والذي بدأ منذ نكسة عام 1976 تدريجيا حتى هذه اللحظة.

التقسيم الزماني للمسجد الأقصى

ومخطط التقسيم الزماني والمكاني هو مشروع إسرائيلي قائم بالفعل يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين والمستوطنين اليهود لدخوله في أوقات معيّنة من اليوم وأيام الأسبوع والسنة.

ووفقًا لهذا المخطط، يتم السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى من الساعة 7:30 حتى 11:00 صباحًا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30 ظهرًا، وهناك فترة ثالثة بعد العصر.

وبحسب المخطط، على المسلمين مغادرة المسجد الأقصى لصالح اليهود لأداء ثلاث صلوات في اليوم داخله، كما يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، والتي يقارب مجموع أعدادها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصّص لليهود أي نحو خمسين يومًا بمجموع نحو 150 يومًا في السنة، كما يحظّر رفع الأذان في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية.

التّقسيم المكاني للمسجد الأقصى

هذا بخصوص التقسيم الزماني للمسجد، وفق المخططات اليهودية، أما بالنسبة للتقسيم المكاني، فهو تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى يقتطعها الاحتلال ويحوّلها لكنس يهودية بحجة أداء المستوطنين طقوسًا دينية فيها.

وخلال الفترات السابقة قام الاحتلال بتحديد طرق ومسارات خاصة لمستوطنيه عند اقتحامهم للأقصى، وفق التقسيم المكاني الذي من خلاله يبسط الاحتلال سيطرته بالقوّة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى أما الأماكن المسقوفة مثل مصلّى قبّة الصخرة والمصلّى المرواني فتكون للمسلمين، ويشمل هذا التقسيم مخطّطات لبناء الكنيس اليهودي والهيكل.

زادت وتيرة تحريضات الكيان الصهيوني بالتّقسيم الزّماني والمكاني، منذ احتلال شرقي القدس في حرب حزيران 1967، تمهيدا لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، ليكون هذا المخطط استنساخاً لما جرى في الحَرم الإبراهيمي عقب مجزرة الحرم الابراهيمي، وتعد محاولات الاحتلال الفاشلة بتركيب البوابات الإلكترونية والكاميرات في مداخل المسجد الأقصى حلقة من مسلسل التّقسيم الزّماني والمكاني في الأقصى.

ونشرت مؤسّسات مقدسية تعنى برصد اقتحامات المستوطنين، تفاصيل مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى الذي يفصّل توزيع الأوقات والأماكن والكيفية التي ستخصّص لدخول المستوطنين.

وأشارت المؤسسات إلى مخطط الاحتلال بأن تكون الصّلوات الفردية، يقوم بها فرد واحد فقط، بصوتٍ منخفضٍ يُسمع نفسه بشفتيه من دون أن يحمل الكتب والأدوات المقدّسة.

أما الصّلوات الجماعية المزعومة لليهود في المسجد تكون صلوات لعشرة أفراد أو أكثر، فيما ستكون المواسم الإسرائيلية في الأيام التي توافق بها الأعياد ومواسم الصيام لدى اليهود، وأنه سيتم تعيين وتخصيص مسؤول يتحمّل تنفيذ بنود ترتيب الصلوات اليهودية بجبل الهيكل.

وبدوره، أكد قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن المسجد الأقصى المبارك، مسجد إسلامي فقط، مشددًا أنه "لا حق لغير المسلمين فيه، لا لليهود ولا لغيرهم".

وشدد الهباش، على أن الشعب الفلسطيني سيدافع عن القدس والأقصى بكل ما أوتي من عزيمة وإصرار نصرة للحق، ودفاعًا عن الكرامة وستفشل مخططات الاحتلال كما فشلت من قبل وسيزول هذا الاحتلال عن مدينتة القدس والأقصى.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت المسجد الأقصى، فجر الجمعة 15 أبريل، من جهة المصلى القبلي، ودارت مواجهات بينها وبين الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى منذ ليل أمس، للحيلولة دون قيام المستوطنين بذبح القرابين عند المسجد في عيد الفصح اليهودي.

وأدت المواجهات، مع قوات الاحتلال إلى إصابة أكثر من 150 فلسطينيًا بجروح متفاوتة، كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 470 فلسطينيًا، بحسب مصادر حقوقية فلسطينية.

وعاودت قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى، صباح الأحد 17 أبريل، من جهة المصلى القبلي واعتدت على المصلين، وتسبب في سقوط عشرات الجرحى، كما اعتقلت عددًا من المقدسيين هناك.

وواصلت قوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية، والاعتداء على المصلين هناك، كما قام المستوطنون الإسرائيليون بالتزامن مع ذلك باقتحام المسجد عنوةً، تحت مرأى ومسمع قوات الاحتلال، التي كانت توفر الحماية لهؤلاء المستوطنين.