خبراء: «تعمير الصحراء» يعتمد على استراتيجية تحلية الماء المالح وعلاج الآبار

الزراعة بالماء المالح
الزراعة بالماء المالح

استخدام الماء المعالج لرى بعض المحاصيل لتوفير المياه العذبة
استنباط سلالات جديدة  من النباتات تتحمل الملوحة العالية لمياه الأبار والبحر والجفاف

تعد قضية المحافظة على مياه نهر النيل من أهم القضايا التي تواجها مصر الآن، والتي يتم هدر الكثير من المياه في مجال الزراعة ولذلك كانت هناك جهودا من الدولة لاستخدام الماء المالح بالزراعة سواء كانت مياه البحر أو مياه الأبار وعلاج نسب الملوحة العالية بطرق معينة يحتملها النبات والمحاصيل وتربية المواشى وأن المشروعات الزراعية الجديدة تعتمد على هذه المعالجات لزراعة المحاصيل بها.

وجهت بوابة أخبار اليوم سؤالا عن كيفية المحافظة على مياه النيل إلي بعض خبراء الري: فيقول الدكتور عبدالحميد الأعصر أستاذ كيمياء المياه وأبحاث التحلية: أن مصر تعتمد حاليا على استخدام الماء المعالج لرى بعض المحاصيل لتوفير المياه العذبة ويتم استخدام هذا الماء المعالج لرى نباتات الزينة والمحاصيل المنتجة للوقود ويتم عمل دراسات وأبحاث عبر محطات الأبحاث التابعة لمركز بحوث الصحراء ووزارة الرى لدراسة عمليات الزراعة المعتمدة على مياه الابار واستنباط سلالات جديدة تتحمل ملوحة مياه الابار.

 
وأوضح الدكتور الأعصر: أن مركز تميز للزراعات الملحية نجح فى زراعة بعض الأعلاف التي تتحمل الملوحة العالية كما نجحت مراكز الأبحاث فى استخدام الماء المعالج لزراعة نباتات الزينة والمسطحات الخضراء والأشجار الخشبية وزراعة السياج الخشبى الذى يتم استخدامه عادة حول المزارع.


وتابع الدكتور الأعصر قائلا: أنه يتم حاليا عمل معالجات لمياه الصرف الزراعى والصناعى والصحى ليتم استخدامها فى زراعة أنواع معينة من النباتات مثل الأشجار الخشبية ونباتات الزينة والنباتات التى لا تؤكل.


وأشار إلى أن هناك فرق بين الزراعة بالماء المالح وتحلية المياه فماء البحر تركيزات الأملاح به عالية جدا ولكن مياه الصرف سواء كان صرف صحى أو زراعى أو صناعى فهى بالأساس ماء عذب ولكن تركيزات المعادن بها عالية وما تقوم به مراكز الابحاث الزراعية الان أنها تستنبط سلالات من النباتات تتحمل تلك الملوحة العالية والجفاف وبذلك يتم تقليل كمية المياه التى يتم الرى بها فهذه السلالات بدلا من ريها 3 مرات بالأسبوع يتم ريها مرة واحدة فقط.


تقول المهندسة نفرتارى عاطف مدير شركة نفرتارى للزراعة بالماء المالح: أن هناك فرق بين مياه الانهار ومياه البحر و مياه الآبار، فمياه الأنهار مياه عذبة  متوسط ملوحتها ١٥٠ جزء في المليون أي في كل مليون جزء ماء يوجد ١٥٠ جزء ملح وهي نسبة تصلح للشرب وغير ضارة بالحياة. أما ملوحة البحر فهي أعلي من ٣٠ ألف وحدة فالبحر المتوسط مثلا ٣٤٠٠٠ جزء والبحر الأحمر ٤٥ ألف، والبحار المقفولة مثل البحر الميت مثلا تصل إلى ٦٠ ألفا لذا فالفرق كبير. 


وأوضحت نفرتارى: أما بالنسبة لآبار المياه فلها درجات ملوحة تتفاوت بين 1000 إلى 20000 لهذا يصعب زراعة أنواع كثيرة من الزراعات لا تتحمل الملوحة العالية. فيتم تقيد صاحب المزرعة ويصبح غير قادر على زراعة كل المحاصيل لأن كل محصول له نسبة حساسية للملوحة يموت لو تم سقيه بماء به ملوحة أعلى مما يتحمل.


وهنا يبدأ عملهم بعلاج الأملاح الموجودة في المياه بعمل تكسير وتأيين للأملاح الموجوة بالمياه أو بمعنى أبسط كسر الروابط الموجودة بين أيونات الملح نفسه مما يؤدى لإلغاء ٥٠% من تأثير الملوحة ويمكن استخدامها بعد ذلك فى زراعة المحاصيل المناسبة لتلك الملوحة عبر أجهزة حديثة.


وهذه العملية مناسبة جدا للزراعة ولتربية الثروة الحيوانية، كما يتم تركيبها قبل محطات التحلية لأنها تقوم بتوفر مجهود وتكاليف عالية لمحطات التحلية ومنها عمر الفلاتر أو الممبراين حيث تقوم بتكسير الأملاح قبل دخول جهاز التحلية، والعمر الافتراضي للأجهزة من ٢٠ إلى ٣٠ سنة وتتم عملية معالجة المياة المالحة بمواد وأساليب معينة حيث نستخدم طاقة السبائك المغناطيسية ورنين الأشكال الهندسية (البيوجومتري) وطاقة ذبذبة الكوارتز.


وهذه المعالجات تزيد من كفاءة عملية الرى وتزيد  معدلات نمو المحصول  وكميته وحجم الثمرة. مع الغاء تاثير الملوحة كما ان تلك المعالجات للمياه المالحة تعطى الفلاح  القدرة على زراعة محاصيل لم يكن قادرا على زراعتها من قبل.


وأكدت مهندسة نفرتارى: أن تعمير الصحراء والمزارع المنتشرة في مصر حاليا يعتمد على استراتيجية جديدة  بعيدا عن حيز نهر النيل لذا  يتم الاعتماد على المياه الجوفية للزراعة بمعالجة هذه المياه باجهزة خاصة و مهما كانت نسبة ملوحة المياه عالية أصبح يمكن استخدامها  بالزراعة.


وأوضحت مهندسة نفرتارى: أنه من الأهداف القادمة  الزراعة  بمياه البحر مباشرة بعد أن أصبح ممكن الزراعة بملوحة تصل إلى  ١٨٠٠٠ جزء فمصر الآن في منتصف المشوار وقريبا جدا ستتوفر أجهزة الزراعة  المباشرة بمياه البحر المالح.

 

اقرأ أيضا : فتح باب الزراعة بالمياه عالية الملوحة والصرف الزراعي بوادي النطرون