حاتم نعام يكتب: سقف الكعبة.. وجهود القبطي 

حاتم نعام
حاتم نعام

 تعرضت الكعبة المشرفة قبيل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنحو خمسين سنة لسيل جارف فتصدع بنيانها فقررت قريش هدمها وإعادة بنائها من جديد .


وقد اشترك النبي محمد في البناء هو وعمه العباس كانا ينقلان الحجارة . ولما اكتمل بناؤها أرادوا أن يجعلوا لها سقفا ولم تكن من قبل  مسقوفة وعلموا أن سفينة لرجل رومي قد تحطمت ورمي بها البحر إلى ساحل جدة فذهبوا وابتاعوها وأخذوا خشبها واستخدموه لسقفها وقد ساعدهم في ذلك نجار قبطي كان بمكة .


وتم بناء الكعبة دون خلاف بين قبائل قريش ولكنهم ما أن شرعوا في وضع الحجر الأسود في مكانه حتى دب الخلاف بينهم لأن ذلك الأمر لا يقبل القسمة وكل قبيلة تريد أن تذهب بهذا الشرف وحدها بأن تضع الحجر في مكانه وتأزم الموقف وباتت قريش على أعتاب حرب أهلية .


وقد اقترح عليهم من هو أكبرهم سنا ( أبو أمية بن المغيرة المخزومي )  أن يحكموا أول من يدخل عليهم فوافقوا جميعا .


وكان أول داخل هو سيد الخلق فما أن رأوه حتى صاحوا قائلين هذا الأمين رضينا به حكما .


فلما انتهى إليهم خبروه الخبر فقال صلى الله عليه وسلم"هلم إلي ثوبا " فأخذ الحجر فوضعه في الثوب بيده .


ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده الشريفة وحسم النزاع الذي كادت أن تنشب الحرب بين قبائل قريش .
هذا هو نبي الأمة  الذي دعم كل صور الرفق واللين والرحمة والكياسة والتعاون في كل علاقاته ومعاملاته مع الناس فلنقتدي به قولا وعملا .