فى وحدة الأعياد توحيد لقلوب المؤمنين

مدحت بشاى
مدحت بشاى

مدحت بشاى

 

أبدى البابا تواضروس الثانى اهتماما بالغا منذ توليه الكرسى البابوى فى نوفمبر 2012، بوحدة الكنائس المسيحية ودشن مجلس كنائس مصر والذى كان حلمًا يراود الكنائس المصرية وعندما قرر أن يجاوب على أسئلة الأقباط عبر برنامج «البابا وأسئلة الشعب» والذى يُذاع على القنوات المسيحية خصص أول حلقة عن «وحدة الكنائس»، داعيًا خلاله جميع الكنائس فى العالم إلى الاحتفال بعيد القيامة فى موعد محدد، مشيرًا إلى سعيه لمحاولة توحيد عيد الميلاد، موضحًا أنه لا يتخذ قرارًا منفردًا ولكن عن طريق المجمع المقدس الذى يتولى مهمة التشريع داخل الكنيسة.. وبعث البابا تواضروس الثانى عام 2014، خطابًا إلى بابا الفاتيكان وتشمل دعوة لمناقشة توحيد تاريخ عيد القيامة فى جميع كنائس العالم، حمله سفير الفاتيكان بالقاهرة خلال زيارته له بالكاتدرائية المرقسية.. وفى هذا الصدد ذكرت الدراسة التى أعدتها كنيستنا العتيدة: «كان التقليد الكنسى يتجه إلى أن يتحاشى المسيحيون التعييد مع عيد الفصح عند اليهود وأوكل فى مجمع نيقية المسكونى 325م إلى كنيسة الإسكندرية تحديد موعد عيد الفصح، وكانت الكنيسة تقاوم فى العصر الرسولى وما بعده تيارات التهوُّد فى المسيحية مثل مسألة الختان للذكور وما نادى به البعض من اليهود المتنصرين إلى ضرورته لنيل الخلاص ورأت الكنيسة أنه كان رمزاً للمعمودية « خِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوح» (رو 2: 29)، ولهذا اجتمع مجمع الرسل فى أورشليم واستقر الأمر على التحرر من الممارسات الناموسية اليهودية».. ومعلوم، أنه لم يكن يعيد الفصح مرة فى السنة فقط، بل كان يعيد ذلك التذكار الخلاصى كل أحد فكان يوم الأحد يوم فرح وبهجة عند جميع المسيحيين ويعيدون فيه بالصلاة وقوفاً لا ركوعًا ولا قعودًا وبلا صوم كما شهد بذلك برنابا الرسول والقديسون أغناتيوس ويوستينوس وبلينوس وغيرهم من الآباء الأولين، وكان لعيد الفصح السنوى شعائر خصوصية فى قلوب المؤمنين ويُحتفل فيه بتذكار الآلام والقيامة معًا.. ويبقى أمر تأخر قرار توحيد الأعياد حكاية غريبة غير مفهومة بينما أتباع كل الكنائس لسان حالهم يقول «وحدوا الأعياد لتتوحد القلوب والصلوات».