خبيرة: «المركزي لمعالجة مياه صرف مصانع الأغذية» يعتبر من الاقتصاد الدائري

الدكتورة منال سرور أستاذ بقسم هندسة تصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية
الدكتورة منال سرور أستاذ بقسم هندسة تصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية

قالت الدكتورة منال سرور أستاذ بقسم هندسة تصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية والباحث الرئيسي لمشروع إنشاء المعمل المركزي لمعالجة مياه صرف مصانع الاغذية يعتبر الاقتصاد الدائري من أهم النماذج لعملية الإنتاج والاستهلاك وذلك من خلال تجديد المنتج واستخدامه لأطول فترة ممكنة وتقليل حجم المخلفات وتعظيم الاستفادة منها وترشيد المياه والطاقة.

وأكدت أن المخلفات أصبحت مشكلة بيئية كبيرة نتيجة سوء استخدام الإنسان لعناصر الطبيعة من خلال الممارسات الإنتاجية والاستهلاكية الخطأ.

وأشارت الباحث الرئيسي لمشروع إنشاء المعمل المركزي لمعالجة مياه صرف مصانع الاغذية إلى أن الاقتصاد الدائرى شهد تغييرًا جذريًا في الأنظمة الحالية حيث يركز على الأنظمة الجديدة التي تحافظ على قيمة المنتجات أو الموارد الطبيعية من خلال الحد من الاستخدام الكبير للمواد الخام والطاقة.

كما يتجنب هذا النموذج إنشاء النفايات التي تسبب آثارًا سلبية على البيئة والصحة وأن مفهوم الاقتصاد الدائري ليس مفهوماً جديداً، ولكنه ظهر في السبعينيات حيث بدأ بمعرفة علم البيئة الصناعية.

ويستند الاقتصاد الدائري إلى القضاء على الاثار السلبية في البيئة وتوليد نمو اقتصادي كبير وزيادة فرص العمل وتوفير تكاليف المواد الخام لا يعالج نهج الاقتصاد الدائري فقط التحديات البيئية، إنما يساعد على دفع الابتكار، خلق ممارسات تجارية جديدة من خلال الاستفادة من المخلفات الزراعية، وخلق وظائف جديدة يتم إنشاؤها بواسطة الاقتصاد الدائري، من خلال إعادة التصنيع واستخدام التقنيات الجديدة لتحويل نفايات الطعام إلى أسمدة عضوية وتعظيم الاستفادة من هذه المخلفات وتحويلها الى مواد خام ثانوية لتحقيق الهدف من نظام الاقتصاد الدائري وزيادة القيمة المضافة.

وأشارت الدكتورة منال سرور إلى أنه يتم تحويل المخلفات الزراعية الى مواد خام لإنتاج بدائل للبلاستيك حيث يتم استخدام مخلفات الخضر والفاكهة من قشور وبذور وتحويلها بعد تنظيفها وتجفيفها ومعالجتها بعدة طرق الى مواد خام لإنتاج بلاستيك قابل للتحلل في البيئة أو البلاستيك الحيوي، كما يمكن إعادة منتج التغليف هذا إلى التربة وبالتالي يصبح بمثابة غذاء للنباتات مرة أخرى وهكذا يستمر إعادة استخدام المخلفات أكثر من مرة.

وقالت إن تطبيق الاقتصاد الدائري في الاغشية الطبيعية من خلال زيادة طلب المستهلكين على المواد الغذائية عالية الجودة مع إطالة فترات الصلاحية هو السبب الرئيسي لتطوير الابتكار في صناعة الأغذية المتعلقة بالاقتصاد الدائري، حيث ان استخدام العبوات البلاستيكية يؤدي إلى مشاكل وخطورة بيئية. ولأنه من المستحيل استبدال العبوات البلاستيكية بالكامل، لكنه قد يكون استخدامه محدودًا من خلال تطوير استخدام الاغشية الطبيعية لبعض المواد الغذائية.

وشددت الدكتورة منال سرور على ضرورة تطبيق الاغشية الطبيعية في تكنولوجيا الأغذية وتقديمها للمستهلكين على أنها ابتكار بيئي من شأنها أن تسهم في تعزيز الاقتصاد الدائري؛ التكنولوجية والابتكار الذي يدعم خلق بيئة خالية من النفايات بهدف تحسين جودة وسلامة المنتجات الغذائية حيث يتم استخدام المواد الخام المصنعة من المخلفات الزراعية في انتاج الاغشية الطبيعية المستخدمة بتركيزات مختلفة لإطالة فترات صلاحية المنتجات الزراعية.

وفي مجال معالجة مياه المصانع يهدف الاقتصاد الدائري الى تقليل حجم المخلفات من المنبع بدلا من تكاليف المعالجة وإعادة النظر في العمليات التصنيعية المختلفة وتطويرها لترشيد استهلاك المياه اثناء العمليات التصنيعية المختلفة.

وأوضحت الباحثة أن الاقتصاد الدائري فى الحقيقة له توجهات عالمية مهمة في مجال المخلفات الصناعية والتعامل مع الصرف الصناعي مثل تطبيق آليات منع التلوث من المنبع بدلا من آليات المعالجة وفصل مسارات الصرف واستعادة الملوثات المعدنية واستخدامها كجزء من المواد الأولية وتطوير وتحديث العمليات الصناعية وترشيد المياه والطاقة وتطبيق نظم الإدارة البيئية في المنشأة الصناعية وتنظيم الفترة الزمنية لبدء التشغيل والتوقف والتي تساهم في التغلب على التغيرات المفاجئة فى نوع وكم الصرف الصناعي واستخدام التقنيات الملائمة وتساهم في تخفيض كميات الصرف وتقليل تكاليف عملية المعالجة وخفض احمال التلوث في الصرف الصناعي.

إقرأ أيضاً| البحوث الزراعية تنظم دورة تدريبية عن معالجة مياه صرف المصانع