قتل ابن عمته ثم حضر حصة تحفيظ قرآن

المجنى عليه
المجنى عليه

حبيبة جمال

عمره عشرون عامًا، لكن استحوذ عليه الشيطان فأنساه ربه وهانت عليه نفسا بريئة لا ذنب لها في شيء، هان عليه أن يكسر قلب عمته على فلذة كبدها، فارتكب جريمة قتل في أبشع صورها، جريمة مزقت العيون بكاءً، وغيمت لها السماء عزاءً، فقتل ابن عمته الطفل الذي لم يتعد عمره الست سنوات، فكر ودبر ونفذ دون أن تردعه حرمة الشهر الكريم.. وإلى التفاصيل المثيرة والمؤلمة في ذات الوقت.

 

البداية كانت مساء يوم الجمعة الماضي، عبر منشور تم نشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماع قالت سطوره؛ «ابني طفل اسمه زياد أمير، نعيش في عزبة حمادة عند الكيلو ١١، القنطرة غرب محافظة الاسماعيلية، ابني نزل يصلي الجمعة ومرجعش حتى الآن وخايفين يكون تاه، دورنا عليه في كل مكان ولم نعثر عليه، من يجده أو يعرف أي معلومة عنه يتواصل معنا عبر الأرقام التالية»، مرفق مع هذا الكلام صورة الطفل.

 

تفاعل مستخدمو الفيس بوك مع هذا المنشور، وبدأ الكل يشاركه، ليساندوا أسرته، داعين الله أن يرده لهم سالما، لكن تحطمت آمالهم عندما نشر تعديل للمنشور في اليوم التالي بأنهم عثروا على الطفل جثة هامدة مدفونا خلف منزلهم.

 

الملاك الصغير

قبل أن نسرد لكم ماذا حدث، ومن قتل هذا الملاك الصغير، دعونا نعرفكم من هو، الطفل زياد أمير، عمره ست سنوات، هو أصغر أشقائه، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من أب وأم وثلاثة أطفال في بيت كبير في عزبة حمادة بمحافظة الإسماعيلية، منذ أن ولد زياد والبهجة والسعادة عرفت طريقها لتلك الأسرة فهو آخر العنقود وسكر معقود كما يقولون، فكان يشبه الملائكة بملامحه الجميلة وخفة ظله وشقاوته جعلته يستحوذ على اهتمام كل من في البيت، حرص والده على تحفيظه القرآن الكريم وحثه على الصلاة منذ صغره، كان الصغير يكبر يومًا بعد يوم أمام عيونهم، متفوقا في دراسته، الكل يتوسم فيه أن يكون ذات شأن عظيم، فالمستقبل ينتظره، لكنهم استيقظوا على كابوس بداية عندما اختفى زياد.

 

كعادته ذهب زياد ليصلي الجمعة في المسجد المجاور لمنزلهم، ولكن بعدها تأخر عن عودته للبيت، فاعتقدوا أنه ذهب مع شقيقه للدرس، ولكن عندما عاد شقيقه وحده وتأخر زياد عن عودته للبيت، شعر الكل بالقلق والخوف، بدأوا يسألون عنه في كل مكان، ولكن بلا فائدة، وكأن الأرض انشقت وابتلعته، انقسمت الأسرة لمجموعات، واحدة تنادي بالميكروفونات في القرية والقرى المجاورة، وثانية تبحث في الأراضي الزراعية، وثالثة تنشر صوره عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لعل أحد يدلي بمعلومة تطمئن قلوبهم على صغيرهم، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، فلم يجدوا أمامهم سوى إبلاغ مركز الشرطة، تحرك رجال المباحث لكشف لغز اختفاء الصغير، فتشكل فريق بحث بدأ يسأل الأهل وشهود العيان وآخر شخص كان بصحبة زياد، الكل أجمع أنه كان مع ابن خاله الذي يدعى عمر.

 

الجريمة

عمر، هو شاب يبلغ من العمر ٢٠ عاما، يعيش مع أسرته في سيناء، ولكنه منذ عشرين يوما جاء ليجلس مع أسرة زياد في منزلهم، باعتبار والد زياد أنه كبير العائلة وبيته مفتوح دائما لاستقبال أي احد من أفراد العائلة، في البداية أخبرهم عمر أنه يعمل في العين السخنة، يخرج في الصباح كل يوم ويأتي في المساء، لكن لاحظت الأسرة تغير سلوكه، فوجدوا معه سجائر دون أن يدفع ثمنها، فبدأ يساورهم الشك، كيف يعمل وهو لا يمتلك ثمن علبة السجائر، فقرروا طرده من الأسرة والعودة لأسرته، لكن هذا القرار جاء متأخرا قليلا. 

 

خلال المدة التي جلس عمر معهم في منزلهم، جعل زياد يتعلق به كثيرا، فكان يعتبره شقيقه وصديقه في نفس الوقت، لكن عمر رآه عكس ذلك، وجده فريسة سهلة تجعله يحقق أحلامه، فجلس عمر يخطط ويدبر لاختطافه ومن ثم مساومة أسرته على طلب فدية، ولكن هناك مشكلة واحدة وهو أنه سوف يعرفه مهما اخفى عنه وجهه، بذلك لم يستطع خطفه وإرجاعه مرة أخرى، فلابد وأن يقتله.

 

استحوذت عليه الفكرة، ورسم كل شيء لها، وقرر التنفيذ، وفي يوم الجريمة، اصطحب عمر زياد لبدروم المنزل، وبكل قسوة وجحود خنقه بقطعة قماش، ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة، ثم حمله وحفر حفرة ودفنه خلف منزلهم، وعاد للبيت ليغير ملابسه التي امتلأت بالرمال والتراب، وبعدها جلس ليحضر حصة تحفيظ القرآن الكريم مع أطفال العائلة كي يبعد الشبهة عن نفسه.

الشاهد الصامت

بالعودة مرة أخرى عندما سأل رجال المباحث عن آخر شخص شاهد زياد، أجمع الكل أنه كان بصحبة عمر، وشهد طفل آخر أن ملابس عمر كانت مليئة بالتراب، الدليل والشاهد الصامت على الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق الطفل الصغير، فاصطحب رجال المباحث عمر للمركز وأحضروا تلك الملابس التي كان يرتديها وقت ارتكاب الجريمة، وهناك انهار واعترف بتفاصيل الجريمة كاملة، وأرشد عن مكان الجثة، ظن القاتل أنه لن ينكشف أمره، أعد كل شيء ونسى أن هناك رب يراه، وأنه لا توجد جريمة كاملة. 

 

حالة من الصدمة والحزن انتابت الجميع، لا يصدقون أن الملاك الصغير قتل بهذه الطريقة البشعة، كان مدفونا على بعد خطوات منهم، والقاتل كان يبحث معهم ويحاول تضليلهم، ودع الجميع الطفل لمثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب حضره الكبير والصغير. وأصبحت مطالب الأسرة بسيطة جدا وهي القصاص العادل، جراء ما ارتكبه بلا شفقة أو رحمة بحق الملاك الصغير في نهار رمضان دون أن تردعه حرمة الشهر الكريم، ودون أن يحفظ جميل ومعروف الأسرة التي استضافته داخل منزلهم، ولطمعه وحقده ارتكب جريمة قتل وحرم أم وأب من فلذة كبدهما، وتركهما ينزفان بدلا من الدموع دماء على الملاك الذي لم يكن له ذنب في شيء، والسؤال الآخر ماذا جنى المتهم من جريمته؟!، لا شيء أصبح مرفوضا من الأسرة كلها وهو الآن خلف القضبان ينتظر مصيره.