الحلم.. نقابة لـ«مداحات النبى»

مداحات النبى
مداحات النبى

علا نافع

مع ظهور قارئات القرآن الكريم ظهرت مداحات النبى أو المعروفات بـالمنشدات الدينيات، وهن اللاتى حباهن الله بأصوات عذبة وموهبة فى الذكر والإنشاد وقد استطعن خوض ذلك المجال الذى كان حكرًا على الرجال لأعوام عديدة وسط الرفض المجتمعى والتحديات الكثيرة لفرض موهبتهن، كما اعتمدت الكثير من الأفراح الدينية على فرق الإنشاد النسائى، وأصبحت لهن فقرات خاصة يتم فيها مزج الأغانى الدينية مع الأغانى العادية، وذلك فى ظل الانفتاح الموسيقى الكبير وتعدد الآلات الموسيقية.

ونجحت منصات التواصل الاجتماعى فى نشر موهبة المنشدات وبات لهن قطاع كبير من الجمهور رجالا ونساء على حد سواء، فضلًا على حالة النشاط التى يعشنها فى المناسبات الدينية خاصة شهر رمضان المبارك، وقد استقطبت مدارس الإنشاد الدينى مؤخرًا الكثير من المنشدات مما جعلهن يطالبن بوجود نقابة تحتضن موهبتهن.

وكانت السيدة أم كلثوم أول من اتجه للإنشاد الدينى فى طفولتها، فكانت تتنقل بين البلاد المجاورة لتلقى أناشيدها الدينية وقصائد المديح فى حب النبى مرتدية العقال والجلباب الواسع أسوة بالمنشدين الرجال آنذاك، وانتشرت بعد ذلك الكثير من المنشدات اللاتى جمعن بين الغناء العادى والمديح النبوى ومنهن فاطمة سرحان التى اكتشف موهبتها عميد الغناء الشعبى والمواويل الفنان زكريا الحجاوى وكانت أصغر من أقيم لها سرادق إنشاد فى مسجد الحسين.

ثم تلتها الفنانة خضرة محمد خضر، التى كانت تنشد المواويل الدينية فى الموالد الكبرى والمناسبات الخاصة حتى ذاع صيتها، كذلك الفنانة ياسمين الخيام التى اشتهرت بعد وفاة أم كلثوم وكان يلحن لها كبار الملحنين مثل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى، وكان الرئيس السادات يعشق صوتها هو وزوجته الراحلة السيدة جيهان التى كانت تقدم لها الدعم المعنوى.

ومن أشهر فرق الإنشاد الدينى النسائية الحالية هى فرقة االأبرارب التى تضم 9 منشدات من مختلف الأعمار، يرتدين الجلباب والحجاب الأبيض، وينشدن أشهر الأغانى الدينية بحب وتناغم شديد، مما جعلهن يحجزن لأنفسهن مكانا متقدما بين فرق الإنشاد المختلفة.

تقول آية أشرف: أسست الفرقة منذ أكثر من عامين وضمت حاليا تسع فتيات يتمتعن بمهارات عالية فى الإنشاد فضلًا عن تمكنهن الشديد من اللغة العربية مؤكدة أنهن يقمن بإجراء البروفات فى أماكن مختلفة تتوافق مع إمكاناتهن المادية البسيطة وقد استطعن تكوين قاعـــدة جمـــاهـــيرية كبيرة خاصة من الفتيات والسيدات. وتضم الفرقة فتيات من كافة الأعمار أصغرهن هاجر إيهاب التى تدرس فى المرحلة الإعدادية لكنها تتمتع بحنجرة قوية وشجاعة كبيرة.

وعن الفرق بين الإنشاد والابتهالات الدينية تقول آية: تعد الابتهالات نصوصا قديمة لا نستطيع تغيير ألحانها أو كلماتها كذلك أوقاتها الخاصة، على عكس الإنشاد الذى يشترط الصوت القوى والقدرة على التنقل بين المقامات مشيرة إلى أن نسب عمل الفتيات فى الإنشاد الدينى يزداد يوما تلو الآخر.

وتتفق معها نعمة فتحى مؤسسة فرقة حور للإنشاد الدينى فتقول: لم يعد الإنشاد حكرا على الرجال فهناك نساء استطعن خوض المجال لصوتهن الشجي، وقد تدربت على فنون الإلقاء والابتهالات بتشجيع من أسرتى وبدأت نشاطى فى الحفلات المدرسية وحزت إعجاب الكثيرين وهذا شجعنى على مواصلة التدريب مؤكدة أن وسائل التواصل الاجتماعى كانت السر وراء شهرتها الذائعة خاصة أثناء دراستها بكلية التجارة. 

وتضيف: مؤخرًا زادت أعداد الفتيات اللاتى يعملن فى مجال الإنشاد الدينى وظهر الكثير من فرق الإنشاد الدينية التى توجد فى الأفراح والمناسبات الخاصة مشيرة إلى أن البعض يقابل عملنا بتهكم لاعتقادهن أن صوت المرأة عورة، وتؤكد أنه مع ازدياد عدد المنشدات فى مصر أصبح من الضرورى إنشاء نقابة لهن كى تحمى موهبتهن وتضمن حقوقهن المادية.

وحول انضمام المنشدات لنقابة المنشدين والمبتهلين، يقول الدكتور أحمد عادل، وكيل النقابة: منذ إنشاء مدارس الإنشاد الدينى فى مصر شهدت إقبال الكثير من الفتيات للانضمام لها وبالفعل تخرجت الكثير من الدفعات، ما يؤكد أن الإنشاد لا يقتصر على الرجال فقط، لافتا إلى أن الأرقام التقريبية تشير إلى أن عددهن يزيد على ألفى منشدة.

وعن رفض البعض إنشاد النساء يقول: أغلب المنشدات اللاتى يلتحقن بمدرسة الإنشاد التابعة للنقابة يكون هدفهن تعليم أبنائهن أصول الإنشاد الدينى ودعمهن، مؤكدًا أنه لا يوجد أى ضرر على المجتمع من فتيات يتجمعن لمدح النبى والصلاة عليه.