فجر جديد

«خليها تفسد»

هبة حسين
هبة حسين

نشكو جميعا من موجة الغلاء التى تصاعدت الفترة الأخيرة رغم مبادرات تخفيض الأسعار التى استمرت لأسبوعين من بداية شهر رمضان ثم توقفت فى بعض المتاجر الكبرى.


الغريب أننا لم نسأل أنفسنا عن دورنا فى هذا الغلاء ولم نحاول مواجهته، فلماذا التكالب مثلا على تخزين السلع قبل شهر رمضان وشراء خضراوات وفاكهة بأرقام فلكية فى موسم البشاير؟!.

لو وجدت هذه السلع المبالغ فى أسعارها من يقاطعها لتراجعت سريعا لثمنها الفعلى. لاشك أن زيادة الأسعار مشكلة تواجه العالم كله وترتبط جزئيا بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا ولكن هذا لا يبرر ارتفاع أسعار السلع المنتجة محليا وتصل لمرحلة الاكتفاء الذاتى ومنها الدواجن والبيض والألبان والأسماك والخضراوات والفاكهة.

لماذا لا نفعل سياسة المقاطعة ونرفع شعار «خليها تفسد» ضد كل سلعة مغالى فى سعرها. ان الرقابة على الأسواق وجهاز حماية المستهلك لن يستطيعا وحدهما السيطرة على الأسواق بدون مساهمة المستهلكين. 


وهناك جانب آخر لقضية الغلاء وهو هدر الطعام ومعه إهدار المال بشراء كميات أكبر وأنواع أكثر من الاحتياجات الفعلية رغم أن الاعتدال فى استهلاك الطعام ينعكس على صحة الانسان بشكل كبير، اذ تشيراحصائيات منظمة الزراعة والأغذية»فاو»أن العرب يهدرون طعاما خلال شهر رمضان أكثر من بقية شهور السنة، بينما يصل هدر الغذاء العالمى لمليار طن سنويا.