رفعت الجلسة| لا يسألون الناس إلحافا (3)

 لايسألون الناس إلحافا
لايسألون الناس إلحافا

(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274))
لاتحزني.

احتضنت أمها فجأة، أخبرتها همسا فى أذنيها أن المرض خرج إلى السطح ، ترك الجسم من الداخل وبدأ يظهر بقعا حمراء يتخللها بياض أعلى جفن عينيها ، طلبت منها ألا تخبر والدها، فذلك الأمر سيحزنه كثيرا، لأنه عاجز عن توفير العلاج لها، دخله من أعمال السباكة يكفي المأكل والمشرب فقط.

بعد شهرين، عادت الفتاة واحتضنت أمها مرة أخرى، ابتسمت فى وجهها، وأخبرتها أن البقع اختفت، وقد تكون بداية للشفاء من «مرض الصدفية « الذى هاجمها منذ 15 عامًا.

وأن الفضل يعود إلى الله أولا، وعلاج الأعشاب «الرخيص» الذى احضره لها والدها .

لكن فرحة الفتاة لم تكتمل، عاد المرض بهجوم شرس بعد أشهر، تحرك ببطء من قدميها إلى وجهها، ليستقر فى جبهتها، ويبدأ فى الانتشار.

بكت الفتاة، شعرت أن الأمور خرجت عن السيطرة وأن هذا المرض قادم بقوة ليشوه جسدها وينهى مستقبلها التعليمى الذى تسعى اليه.

كان الأب يراقب تطور المرض على ابنته وسط عجزه عن فعل شىء، يجلس وحيدا يبكى، وعندما تحضر ابنته يبشرها أن صديقا له أخبره أن هناك طبيبا بالقاهرة يعالج «الصدفية « بأدوية مستوردة، وأنه فى نهاية هذا الشهر سيأخذها للكشف عنده ، بعدها يتفاجأ الأب أن كشف الطبيب 800 جنيه فيتراجع لعدم قدرته على توفير المبلغ والتنقلات وثمن الأدوية التى تبلغ وحدها 3 آلاف جنيه.

تدخل أحد أقارب الفتاة، أخذها إلى طبيب مشهور بعلاج الصدفية، أخبره أن الوضع خطير، وأنه يجب التحرك فورا لشراء العلاج لمحاصرة المرض.

كتب الطبيب بعد إجراء كافة التحاليل تقريره الذى خلص إلى أن الفتاة تحتاج إلى علاج بيلوجى «كورنتكس» 150 مجم بواقع حقنة كل شهر لمدة عام.
أسرع الأب إلى الصيدلية لشراء الدواء لكنه اكتشف أن ثمن الحقنة الواحدة 4800 جنيه، وأن ابنته بحاجة إلى 12 حقنة خلال عام علاجها الأول ، قرر اللجوء إلى الدولة لصرف الحقن لابنته، لكنه منذ عام وهو يتنقل من مستشفى الحسين إلى مستشفى الزهراء، روتين حكومى أرهقه، انتهى به فى النهاية إلى الاستسلام و فقد الأمل والرضاء بقضاء الله وقدره.

زرت الفتاة فى منزلها، أسرة بسيطة تسكن فى إحدى قرى البحيرة، كرمهم رغم فقرهم، جعلنى أضعهم فى فئة ممن لايسألون الناس إلحافا، حيث رفض الأب فى البداية المساعدة، خشى على ابنته من حديث الناس، لكنه وافق على أمل أن يرسل الله إليه من يساهم فى تخفيف آلام ابنته، ويتطوع فى شراء الحقن «فقط « ويكون سببا فى شفائها من هذا المرض.

لدى بيانات الأسرة فى حالة المساعدة والتواصل.

إقرأ أيضاً|الكشف وتوفير العلاج لـ1447 مواطنا في قافلة طبية ببني سويف | صور