الموت البطىء يحاصر «عجوز عين شمس»

  موت بطىء
موت بطىء

استيقظ من قيلولته على صوت طرق شديد على باب منزله، جاره يصرخ بصوت مرتفع «لاحول ولا قوة إلا بالله»، «إنا لله وإنا إليه راجعون» افتح يا حاج على.. هب العجوز من الفراش مفزوعا، أسرع إلى الباب.. وجد جاره محمد فى وجهه، سأله بصوت قلق ماذا حدث؟.. بعدها أخبره بالصاعقة «بناتك الاثنين فى ذمة الله»


أمسك العجوز بكتف جاره، صرخ فى وجهه لا إله إلا الله.. ليستكمل إعلانه الخبر الحزين «دهسهما القطار داخل ميكروباص الركاب أثناء عبوره شريط السكة الحديد.. اصبر.. واحتسب الأجر عند الله»


لم يتمالك العجوز نفسه، ارتدى جلبابه، أسرع الى مكان الحادثة، لم يجد جثتى ابنتيه، توجه إلى المستشفى، وهناك أصيب بالإغماء ليكتشف أن مرض السكر قد هاجمه.. ولكن هذه المرة بشدة.


آفاق العجوز من غيبوبته على مراسم دفن ابنتيه، تلقى العزاء، ثم أغلق باب بيته على نفسه، ارتضى العزلة لأشهر حزنا على فراق ابنتيه.


لم تستطع الأيام أن تنسى العجوز حزنه، خرج إلى الشارع هائما لا يدرى إلى أين يذهب، عبر الطريق وهو شارد العقل، لتصدمه سيارة مسرعة، وتسقطه أرضا ويلوذ سائقها بالهرب.


تعرض العجوز إلى شلل نصفى بفضل الكسور التى أحدثها الاصطدام، حيث فقد ذراعه اليمنى، وأصبحت قدمه اليمنى كذلك أشبه بالعصا المكسورة، تحتاج إلى أكثر من عملية لعودتها للحياة من جديد.


لم يهاتفنى العجوز الذى يرقد فى حجرته عاجزا بأحد الشقق البسيطة بمنطقة عين شمس، بل تواصل معى جاره، قص لى مأساته، وأخبرنى أن قلة حيلته حولت قدمه إلى اللون الأسود قبل مرحلة «الموت النهائى».. قال «مأساة هذا الجار كبيرة..

هو يرفض المساعدات ويعيش مع زوجته على معاشه، بعد ان تزوج ابنه الوحيد، وتركهما وسافر إلى محافظة اخرى، لكن الوضع أصبح خطرا، قدمه فقدها بسبب عدم قدرته على إجراء العمليات بل وسداد ثمن الأشعة والكشف، وذراعه اليمنى فى طريقها للفقدان..

لذلك تواصلت معكم، على أمل ان يتدخل مسئول أو أحد من أهل الخير لمساعدته ماليا بمعونة شهريا أو تحمل تكاليف الأشعة والعمليات، والتى قد تصل إلى ١٧٠ ألف جنيه.


تواصلت مع ذلك المريض.. كانت كلماته كلما سألته عن حالته تدور حول «الحمد الله ..كل اللى يجيبه ربنا خير، وعندما أخبرته عن نوع المساعدة التى يحتاجها قال « احنا عايشين ..حتى يأتى أمر الله ..الحمد الله »


ساعدوا هذا العجوز، اجعلوا له ولأسرته نصيبا من صدقاتكم وزكواتكم فى هذا الشهر الكريم..

صور منزله وقدمه ويديه بشعة وتحمل من الأسى والحزن ما يبكى جبالا..

لدى بيانات هذا الرجل والتقارير الطبية، ومن يرغب فى المساعدة حتى ولو بكلمة أو زيارته فى منزله..

سأرسل له التفاصيل.

اقرأ أيضاً

رفعت الجلسة | لايسألون الناس إلحافا (٢)