المدير التنفيذي للفتوى الإلكترونية: دور تاريخي للأزهر في الدعوة وحفظ عقيدة الأمة

د.أسامة الحديدى
د.أسامة الحديدى

 قام الأزهر الشريف منذ تأسيسه بحمل رسالة الإسلام والحفاظ عليها عبر العصور، حتى أصبح المؤسسة الأعرق والأقدر عالميا على قيادة الأمة الإسلامية وإشعال جذوة عقلها للتفكير فى حاضرها ومستقبلها..

وعن الدور التاريخى للأزهر الشريف فى حمل رسالة الدعوة الإسلامية والحفاظ على العقيدة يؤكد د.أسامة هاشم الحديدى، المدير التنفيذى لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن هناك طائفة من الناس اختارهم الله - سبحانه وتعالى - لحمل أمانة الرسالة وبلاغها على خير وجه، هذه الطائفة هم العلماء الذين حملوا على عاتقهم وحملتهم ضمائرهم مسئولية هذا الدين الحنيف، وتعريف أبناء الدنيا فى شتى بقاع الأرض به، وبمعالمه التى قامت على الوسطية واليسر، وتميزت بقدرة فائقة على استيعاب أحوال الناس ومواكبة أزمانهم وتنوع أماكنهم وتباين لغاتهم ومشاربهم واختلاف أعرافهم وأعراقهم.


منارة العلم


 ويتابع د.أسامة أن الله قد هيأ الزمان والمكان والإنسان للأزهر الشريف، وهيأ الأزهر لتحمل أمانة الرسالة من بعد القرون الثلاثة الأول، فأصبح - بتوفيق الله - قلعة للوسطية، ومنارة للعلم، وقبلة لطلابه من العالم كله، فأروقته هى محط ارتحالهم، وساحاته مصانع فكرهم، وأساتذته هم بناة عقولهم وعلومهم وقيمهم، ومنهجه الأغر مرتكز منذ عقود طويلة على علوم النقل والعقل والذوق.

ومعتبر لأدوات الاستنباط، مراعيا واقع الناس وتباين التجارب والأحوال؛ وإنه وإن طال الزمان سيظل الأزهر - إن شاء الله - حصن العقيدة، وحارس الفضيلة، ومجدد أمور الدين؛ وإن مرت على الألف عام التى هى عمره آلاف الأعوام، ويكفى الأزهر فخرا أن كانت مؤسساته هى حصن الفكر المعتدل؛ الذى خرج للبشرية أجيالا وأجيالا، وتقلد أبناؤه عليا المناصب فى شتى البلاد، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى.


معانٍ أزهرية


 ويشير مدير الفتوى الإليكترونية إلى أن كل من درس فى الأزهر تعلم فيه المعانى التى جاء بها الإسلام من السلام، والإنسانية، والحق، والعدل، والاتحاد، والحب، والجمال، والإخاء، والبناء، والحضارة، وأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.

وأن الأخذ على يد المعتدى بالحكمة نجاة، وأن القوة فى موطنها واللين فى موطنه فطنة، وأن حفظ المجتمع ضرورة، وأن الزواج مسئولية، وأن تربية الأولاد أمانة، وأن الإحسان إلى الجار إيمان، وأن النساء شقائق الرجال، وأن الحياء خير كله.

وأن الغنى غنى الأنفس، وغير ذلك كثير، ومما يجب أن نتوقف عنده هو ذلك الدور المهم الذى سجله التاريخ للأزهر فى حفظه تراث الأمة الإسلامية ومعارفها وثقافتها وهويتها حين تعرضت مراجع تراثها ومعارفها للإفناء والإبادة بعد هجمات تترية عصفت بالأمة وعلومها وعلمائها، ولكن شاء الله - سبحانه - أن يقدر لرسالته ولدينه ولهذه الأمة الأزهر الشريف.


 ويضيف د.أسامة أن الأزهر الشريف بعلمائه وأروقته ومجده التليد قد حفظه الله للأمة ليبلغ الرسالة ويؤدى الأمانة الموروثة من صاحب النور المحمدى صلى الله عليه وسلم، ولولا وجود الأزهر فى حياة الأمة ما كان يعرف واحد من الناس مصيرها؛ شهد بذلك كثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين والأدباء.


أدوار متعددة


 ويقول المدير التنفيذى للفتوى الإليكترونية إن الأزهر الشريف يقوم بأدوار متعددة فى بناء جسور التواصل مع العالم كله غير مفرق بين الناس على أساس دين أو لون أو جنس أو عرق أو لغة كما كان نهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث لم يبعد الأزهر الشريف يوما عن قضايا الأمة وما يجد فيها من مستجدات، وإنه ليعمل جاهدا على تحديث آليات عمله لتظل رايته خفاقة عالية، فدور الأزهر فيما يتعلق بنشر علوم الدين والدعوة، وما يطرح من أفكار وتعاليم إنما هو دور رئيس فرضه تاريخه العريق ومكانته العالمية والعلمية ومواقفه غير المحدودة فى أشد الأزمات التى واجهت عالمنا بأسره وكادت أن تهد أركانه، أو على أقل تقدير تعبث بهويته؛ وفى خطوة رائدة لمواكبة التطورات ووسائل التكنولوجيا والبرمجة الحديثة، وجه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتأسيس عدد من الإدارات التى تعمل بأحدث تقنيات التقدم التكنولوجى وتظل تؤدى تلك الرسالة فى إيصال رسالة الإسلام والحفاظ على عقيدة الأمة. 

اقرأ أيضاً|شيخ الأزهر يستشهد بحديث «بلال» لتأكيد عظمة الإسلام في ترسيخ الإيثار