أسماء حجازي تكتب: التمكين السياسي للمرأة في أفريقيا

كاتبه المقال أسماء حجازي
كاتبه المقال أسماء حجازي

تحظى المرأة عبر التاريخ الإنساني، بجانب كبير من اهتمام المفكرين والسياسيين، واصحاب الحركات التحررية، لتطوير القوانين والمواثيق الخاصة بتمكين المرأة من العمل السياسي، لكونها ذات دور محوري في الحياة العامة والخاصة، مشاركة للرجل في جميع مجالات الحياة، وصولا للحياة السياسية والعسكرية، فوجدناها تغزوها بقوة وتحدى، فتُكسب تلك المجالات قدراً من الليونة، مستمدة منها القوة والصلابة.
   ساندتها الاديان السماوية، بتوثيق حقوقها واثباتها وتمكينها منها، لجعلها متحمل للمسؤولية وكلِها ثقة في وقوف الرجل بجانبها داعماً لها، بجانب الامومة "مسؤوليتها الاولى"، كما تم اثبات حقوقها في المواثيق الدولية ضمن حركات التحرر المستمرة على مدى العصور، ووثقتها الدساتير.

المرأة ليست أقليات ،انها حتشبسوت وهدى شعراوي وايضا داهومي ومريام ماكيبا وسامية حسن، انها كانت ولازالت تتقلد المناصب العليا الرسمية منها والشرفية، في مختلف الدول على مدى التاريخ  سياسية  وقــاضية، وايضا وزيرة ،ورئيس وزراء، ورئيس جمهورية، وتألقت بالتاج منطلقة بمملكتها لأفاق المستقبل. 

تمكين وتوثيق لها وللأخريات من مختلف الطوائف والديانات والجنسيات، يقوى موقفها، برغم السياسات العنصرية ضدها خاصة في دول العالم الثالث.

وحين نصل الى قارتنا  السمراء، ذات التاريخ الاطول بين القارات، برغم سوء الاجواء السياسية، نتاج فترات استعمــارية طويلة، بين استغلال لثرواتها الطبيعية حتى البشرية منها، وبين محاولات اختراقها بعد الاستقلال لسلب مقدراتها للعودة والسيطرة عليها بقوانين ومعاهدات تخدم المصالح الخارجية الكبرى وجيل جديد من الحروب يدمر اركان الدول للسيطرة عليها، وايضاً عوامل داخلية يترأسها الجهل والفقر والمرض مدمراً وملتهماً للخطط والمقدرات، إلا ان المرأة الأفريقية استطاعت ان تتقلد المناصب الأعلى سلطة والاكثر نفوذاً، لتمد يد العون لمجتمعها الافريقي بصمود امام التحديات بحثا عن الحرية والاستقلال، متشبثة ومستندة على ركائز قوية داخل قارتها كالتاريخ والحضارة وكذلك ثرواتها، وقوانين ودســاتير شاركت فى وضعها، حاربت لانتزاعها وتفعيلاها لتدعم قدراتها، مدافعة عن قارتها السمراء  بما حباها الله من صبر وتحمل استمدته من ارضها الصلبة، رغم ضعف فرص حصولها على الحقوق المدنية والدستورية فى قارتها مقارنة بفرص  الرجل . 

هنا نصل الماضي بالحاضر، ونستعرض بفخر نجاحات حققتها المرأة الافريقية متباهين بقدراتها  التي استعادت بها حقوق وغيرت بها التاريخ، برغم العقبات والاسقاطات ومحاولات تغييبها سياسيا وفكريا، لإبعادها عن المشهد لتَضل وتُضِل.

هنا سنجد الماسات الافريقية وقد قادت شعوبها الى النور، متعمقين في اجواء ساهمت فى انباتها وصقلها، حتى سطع بريقها على صفحات التاريخ. 

ماجيستير في السياسة - زمالة اكاديمية ناصر العسكرية - كلية الدفاع الوطنى