يواجه العديد من مسلسلات رمضان مشاكل فى الكتابة الدرامية، ما يظهر فى انتقادات المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي التي تشتكي من المط وسذاجة التناول والمباشرة فى الطرح، وهي أزمة متكررة وتعود مع كل موسم رمضاني باعتباره الموسم الدرامي الأكبر فى مصر والعالم العربي طوال العام.
وتكمن المشكلة فى أزمة الكتابة التي تعاني منها الدراما فى العقود الأخيرة، بعد اختفاء كبار كتاب الدراما التلفزيونية أمثال أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ومصطفى محرم، بسبب الوفاة، فلم يعد لدينا كاتب الدراما ابن البلد، المنخرط فى تفاصيل الحياة لملايين المصريين، لذا تأتي الكتابة الدرامية فى معظمها سطحية، ربما باستثناء محاولات عبد الرحيم كمال الذي قدم ككاتب مجموعة من أفضل المسلسلات الدرامية فى العقد الأخير.
ويرجع هذا التراجع المحسوس منذ مطلع الألفية، إلى غياب الكتابة ثقيلة الموهبة المطعمة بقراءات معمقة فى التراث الأدبي بمختلف مراحله، فنجيب محفوظ كان دودة قراءة سواء على التراث العربي أو الأدب الغربي والعالمي، ونفس الأمر تجده عند أسامة أنور عكاشة، بل إنك لا تجد واحدا من كتاب الدراما الكبار إلا وقد اطلع على نص عظيم مثل نص ألف ليلة وليلة، والسير الشعبية مثل السيرة الهلالية وسيرة علي الزبيق وغيرها.
نحتاج من كتاب الدراما وقفة مع النفس، لأن الدراما من أقوى أسلحة مصر الناعمة ولا يمكن التفريط فيها، فهي من حملت اللهجة المصرية لكل بيت عربي من الخليج إلى المحيط، ولا يمكن أن ننتظر حتى تتسرب الأجيال الشابة لمشاهدة الدراما الأمريكية المعتمدة على الحبكة والتشويق والإثارة، علينا أن نعيد النظر فى الدراما التلفزيونية، وأن يعود اتحاد الإذاعة والتلفزيون إلى الإنتاج كما كان عندما شهدت الدراما المصرية عهدها الذهبي.