حازم نصر يكتب.. في بيت الناظر

حازم نصر
حازم نصر

يعد  ثالث المباني الأثرية والتراثية من حيث النشأة بالجامعات المصرية حيث يلي قصر الزعفران وقبة جامعة القاهرة مباشرة .

اقترب عمره من ال 75 عاما ..ونظرا لطرازه المعماري الفريد فقد تم تسجيله  ضمن قائمة المباني ذات التراث المعماري بمحافظة الدقهلية .

وضاعف  من قيمته أنه كان أول مقر لأهم كلية طب بالشرق الأوسط التي كانت  نواة لجامعة  المنصورة التي تحتفل هذا العام بيوبيلها الذهبي .

" بيت الناظر "  الملاصق لمدرسة المنصورة الثانوية للبنين أهم المدارس الثانوية بدلتا مصر وأقيم ليكون مقرا لناظر المدرسة وهو ما يدل على المكانة الرفيعة لرجال التربية و التعليم في ذلك الوقت .

وبدعوة كريمة من الصديق العزيز الدكتور محمد عبد اللطيف عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة حرصت على حضور احتفال الكلية  بيوم التراث العالمي الذي يوافق 18 إبريل من كل عام .
خلال الاحتفال التقيت بالأصدقاء أسامة موسى أمين عام الجامعة وسعد عبد الوهاب ومحمد عبد اللطيف ومجدي فريد الأمناء المساعدين للجامعة .

كما التقيت بأساتذة الكلية وفي مقدمتهم وكلائها  الدكاترة دعاء سمير ورحاب الشرنوبي ومحمد الزهري .

وسعدت بحرص العميد على دعوة عدد كبير من الطلاب فقد شهد الاحتفال تلاحم كل منسوبي الكلية أساتذة وطلابا وعاملين .
 

الدكتور محمد عبد اللطيف عميد الكلية تحدث عن بيت الناظر الذي تحول لمقر للكلية باعتزاز كبير  قائلا :
 بأن المبنى بطرازه المعماري الفريد المتأثر بالطراز القوطي الأوربي  لعصر النهضة تم تسجيله مؤخرا ضمن قائمة المباني ذات التراث المعماري بمحافظة الدقهلية . 
وأكد  على  أنه  واحدا من أقدم وأعرق المباني التراثية التعليمية بالوجه البحري  ويعتبر الثالث في هذا الشأن بعد القبة المركزية لجامعة  القاهرة  وقصر الزعفران بجامعة عين شمس .. وقد أقيم في الأربعينيات من القرن الماضي كملحق لمدرسة المنصورة الثانوية  وتم تخصيصه ليكون بيتا للناظر  .
وأضاف  بأن المبنى ذو طراز معماري مميز فهو متأثر بالطراز القوطي الأوروبي لعصر النهضة الذي انتقل إلى مصر في القرن التاسع عشر الميلادي وقد تجسد هذا الطراز في أروع صوره في قصور الأمراء والباشاوات مثل قصر شويكار هانم في جاردن سيتي وكذلك قصر اسماعيل باشا بالزمالك . 
واستطرد العميد قائلا :
 المبنى يشتمل على جناحين :
الأول مبنى المتحف التعليمي  وهو مستطيل الشكل واجهته الرئيسية مكونة من سبعة عقود نصف دائرية مرتكزة على دعامات من الطوب الآجر المدعم بالأحجار الجيرية ويعلو العقود مقرنصات وجفوت حجرية . 
والجناح الثاني مبنى استراحة الناظر وهو غير منتظم الشكل  يتوسط واجهته المدخل الرئيسي على هيئة عقد نصف دائري ويعلو العقد فتحة تهوية وتخفيف على هيئة نافذة وعلى جانبي المدخل شبابيك مستحدثة ويعلو الشبابيك جفوت ومقرنصات حجرية  ويؤدي المدخل إلى ممر على يساره غرفتين جانبيتين وفي نهاية الممر مدخل يؤدي للغرف الداخلية للدور الأرضي وسلم يؤدي للدور الأول العلوي للمبنى .
وأضاف  بأن المبنى قد اكتسب قيمة تاريخية لارتباطه بإنشاء جامعة المنصورة منذ عام ١٩٦٣ عندما  أصبح فرعا لكلية الطب جامعة القاهرة وكان النواة الأولى لجامعة المنصورة  حيث أنشئت جامعة شرق الدلتا عام ١٩٧٢ وتم تعديل المسمى إلى جامعة المنصورة عام ١٩٧٣ .
وقد وقع اختيار المرحوم  الدكتور إبراهيم أبو النجا  مؤسس الجامعة على هذا المبني ليكون مقرا لكلية الطب  وبعد مشاوراته مع وزارة التربية والتعليم حصل  على مطابخ المدرسة واستراحة ناظر المدرسة .
ومنذ ذلك التاريخ أصبح هذا المبنى مقرا لأي كلية جديدة يتم إنشاؤها وتوالت الكليات على هذا المبنى ومنها : 
كليات التربية والعلوم  و الطب البيطري و التربية الرياضية ثم  كلية السياحة والفنادق منذ ٢٠٠٦  وحتى الآن .
وأضاف بأن إدارة الكلية قد أنجزت  مؤخرا المرحلة الأولى لإضاءة وتجميل  هذا المبنى  وفق الأسس العلمية و التي وضعته  في منظور رائع للمشاهدة ليلا  .
وأعرب عن سعادته بحرص الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس الجامعة على الحفاظ على المبنى وتقديم كل وسائل الدعم للكلية في جهودها لإبراز رونق هذا المبني وعدم المساس بطرازه المعماري الفريد فضلا عن دعمه لكل أنشطة الكلية  .
أما الفيلم التسجيلي القصير الذي تم عرضه عن إنجازات الكلية والذي أعده أحد طلابها فقد كان موحيا ومعبرا عن الجهد الكبير للكلية وحرصها على تنفيذ فعاليات ثرية و متنوعة جعلتها تقفز للمواقع المتقدمة في ترتيب كليات السياحة بالجامعات المصرية .
ثم كان الكورال الفني الرائع لطلاب الكلية  الذي لم يكن غريبا أن أعلم أن هذا الكورال أصبح ينتظره كل طلاب الجامعة في مختلف الاحتفاليات .
لا شك أن حرص كلية السياحة بجامعة المنصورة على مواصلة الاحتفال بيوم التراث العالمي منذ تولى الدكتور محمد عبد اللطيف عمادة الكلية أم جدير بالتقدير ويعبر عن إدراك الكلية لرسالتها خاصة وأن مصر زاخرة بالمواقع التي تتصدر قائمة التراث الإنساني العالمي .