بلاغ مثير.. يتهم طليقته وشقيقها بتشويه وجهه بسبب زواجه من أخرى

المجنى عليه
المجنى عليه

إيمان البلطي 

بلاغ مثير تحقق فيه الآن نيابة أشمون؛ رجل يتهم طليقته وشقيقها بحرق وجهه بإلقاء مادة التنر عليه ثم إشعال النيران فيه، والسبب أن المجني عليه قرر أن يتزوج بعد طلاق زوجته واستخدام حقه في تمكينه من نصف شقة الزوجية ليعيش فيها مع زوجته الجديدة، لكن ما جرى بعد ذلك كان أشبه بكابوس لم يتوقعه يومًا ما، فهو ليس أول زوج ينفصل عن زوجته حتى يكون جزاؤه هو تشويه وجهه، التفاصيل مثيرة شهدتها مدينة أشمون محافظة المنوفية، فماذا جرى هناك؟!

 

نشأت الصغيرة في بيت بدا عنوانه المودة والرحمة، لكن سرعان ما خرجت المودة من البيت إلى غير رجعة وأخذت في طياتها الرحمة، وأصبح ما بين أبيها وأمها قضايا شهدتها ساحات المحاكم، وخلافات وصلت إلى حد الطلاق، والفرقة، ليس هذا فحسب، بل سمعت الصغيرة كلام والدتها مع خالها عن طريقة اعتدائهما على أبيها، ورأت بأم عينيها خالها هذا وهو يُقدم على حرق أبيها.. كانت هذه بداية وإن بدت جانبية لكنها تعطينا مؤشرًا لما سيحدث بعدها.

 

بالتزامن مع إذاعة مسلسل افاتن أمل حربيب للفنانة نيللي كريم، والتي فيه تسرد معاناة مطلقة يسعى طليقها إلى حرمانها من كل شيء، بناتها تارة ومن حقوقها المادية تارة وتهربه من نفقة بناته ومصاريف تعاليمهن تارة أخرى، والذي لا خلاف عليه واقع تعيشه أغلب النسوة اللائي مررن عليهن نفس الظروف، إلا أن هناك حكاية أخرى كانت مغايرة تمامًا لما جاء في أحداث المسلسل. تلك الحكاية كان الضحية فيها أب، والجاني والظالم فيها أم، ولم يكن هذا فحسب في الأمور الزوجية وخلافه، بل في إدمان الأم للمواد المخدرة حتى وصلت إلى إجهاض جنينها وهي في شهور حملها الأخيرة. وكان هذا سبب طلاقها.

 

منذ أن استلم امحمد شكريب وظيفته كـ مدرس كمبيوتر في إحدى المدارس الحكومية وهو يبحث عن عروسة، طباعها رقيقة، وأخلاقها حسنة، متدينة ومتعلمة، ووجد كل هذه المواصفات - مثلما ظن - في اسب تلك الفتاة التي تخرجت في كلية الصيدلة وتعمل في صيدلية بجوار منزله، وبالفعل تقدم لخطبتها ووافقت الفتاة عليه، وتمت الزيجة، ورزقهما الله بابنتها الأولى سلمى، كل هذه الأمور مر عليها قرابة الـ ١٠ سنواتٍ تقريبًا، لم يكن بينهما مشاكل تذكر، وكانت الطفلة في أحضان أبيها وأمها تنعم بهما وينعمان بها، حتى طرأت في الأمور أمور، وفي جلسة صافية طلب امحمدب من زوجته أن يسعيان في إنجاب مولود آخر، فـ سلمى كبرت وأصبحت في المرحلة الابتدائية، ولا خوف عليها، وحان الوقت أن يسرعا في إنجاب أخت لها أو أخ. وبالفعل وافقت زوجته واستقرت على رأيه، وشرعت في إنجاب مولودها الثاني.

ترامادول

شاء الله بعد أشهر قليلة أن ينعم عليها بالحمل، ومرت شهور حملها الأولى بخير، حتى طرأ عليها التعب فجاة، وأصبح جسدها غير قادر على تحمله  الجنين، وعندما ذهبت إلى الطبيب المعالج، قال لها بأن جنينها قد مات في رحمها، استغرب محمد من كلام الطبيب، وكاد أن يجن، ولم يصدقه، فأوضح له الطبيب أن سبب موت الجنين في رحم أمه لكون أمه تتعاطى الترامادول بصفة مستمرة، وبشراهة، وأنها مدمنة من فترة ليست بقريبة. وهذا الإدمان كان السبب الرئيسي في إجهاض جنينها، وسوف يكون هذا السبب في استئصالها الرحم.

 

صعق الرجل من كلام الطبيب، فزوجته الذي عاشت معه أجمل سنين عمره مدمنة وكانت سببًا رئيسيًا في وفاة ابنه، وكان ما اكتشفه بمثابة المسمار الأخير الذي دقته زوجته في نعش فراقهما.

طلاق

كان الرجل كلما يحاول أن ينسى تراوده الأفكار، وأن زوجته كانت سببًا في وفاة ابنه، لكنه مع كل هذا حاول جاهدًا أن يجعلها تقلع عن إدمان هذه الحبوب المدمرة، لكن هى على الجانب الآخر لم تشعر بالندم، بل حاولت بشتى الطرق أن تنهى هذه الزيجة، وعندما أدركت أن زوجها سامحها على ما اقترفت من ذنب، وأيقنت أنه رجع عن طلاقها، ذهبت إلى بيت أبيها ورفعت هى عليه قضية طلاق، واستمر الوضع في المحكمة طوال ثلاث سنوات وبالفعل تم تطليقها، بل وأخذت كل مستحقاتها المادية والمالية وحضانة ابنتها، ولم يتراجع زوجها عن شيء من هذا ولم يمنعها، لأنه قال إنها لن تنجب مرة أخرى، وأن اسلمىب هي ابنتها الوحيدة، ومن الأجدر أن تعيش مع أمها.

 

وبما أنها حاضنة، قد تمكنت بحكم محكمة من تمكين نصف شقة الزوجية لها، وبالفعل ترك لها طليقها الشقة وذهب ليعيش في مكان آخر حتى ولو على سبيل الإيجار.

استمر الوضع في خلافهما قرابة الـ ٣ سنوات. واستقر الأمر بعد ذلك وكلا الطرفين متراضيّن، شعر محمد بمرارة الوحدة التي كادت أن تصيبه بالكآبة، فهو لا يزال شابًا لذا فعليه أن يبحث عروس يبدأ معها حياة جديدة، بعد مرور سنوات قليلة، أصبح غير قادر على أن يدفع قيمة الإيجار من مرتبه، وعليه فكر في أن يعود لشقته، فله فيها النصف، وهي حقه.

وبالفعل عاد ووجدها مهملة، والتراب يملأ أرجائها، فاتفق مع صنايعي نقاشة أن يدهنها ليعيش فيها. وبالفعل جاء الرجل وبدأ الشغل في الشقة على مدار شهر، حتى وقعت الواقعة.

حرق

يقول الصنايعي الأسطى سعيد في حديثه لـ أخبار الحوادث: اكنت أقوم بأعمال البويات في الشقة لمدة شهر، ومعي مفتاح الشقة، يوميا اذهب أنا والعمال لممارسة عملي فيها، وفي نهاية اليوم اغلق الشقة، وعلى هذا الحال لحد ما حصلت الحادثةب.

وأضاف: اكالعادة وصلت بدرى للشقة وما ان وضعت المفتاح في الكالون وجدته لا يفتح، حاولت مرارًا وتكرارًا حتى تأكد لي أن الكالون جديد، فتعجبت وطرقت الباب فإذا بي امام رجل غريب ليس الاستاذ محمد، بل شخص آخر لم أره من قبل، فسألته حضرتك تبع الاستاذ محمد؟ فقال انت اللي مين؟ فقلت أنا الصنايعي اللي بشطب في الشقة دي وجاي أكمل شغلي، فقال لي أنا نسيب محمد، فقلت له ممكن أدخل أخد عدتي وامشي، فقالي لا، ورفض ومنعني من الدخول، وحدثت مشادة بيني وبينه ومنعني من أخذ عدتي، وقتها اتصلت بصاحب الشقة الاستاذ محمد وانتظرته أسفل البيت، بعدها سمعت صوت مشادة بين صاحب الشقة محمد، وبين الناس الموجودة بالشقة، فصعدت لأخد عدتي وعلمت من المشادة أن اللي فتح لي الباب شقيق مطلقته، بعدها فوجئت بمن يسكب مادة التينر الحارقة التي تستخدم مع البويات على جسد صاحب الشقة محمد من خلف الباب، حيث أن الشقة لها بابين باب خشب وآخر حديد، وكانت المفاجأة الصادمة أنه تم اشعال عود كبريت والقائه على وجه محمد،  فقمنا بإطفائه، ونقلناه للمستشفى لإسعافه.

 

تلك الرواية التي حكاها الأسطى سعيد تم تدوينها في المحضر الذي تم تحريره برقم ٩٣٤١ جنح أشمون لسنة ٢٠٢٢م، وقامت النيابة بالتحفظ على مطلقة صاحب الشقة وشقيقها، بتهمة شروع في قتل، بعدما اتهم فيه امحمد عبد الشكورب صاحب الـ ٣٨ عامًا طليقته وشقيقها بمحاول قتله حرقا، وأنه ما أقدم شقيقها على ما أقدم عليه إلا بتحريض منها، خصوصا بعد أن علمت طليقته أنه تزوج عقب الطلاق منها.

 

وأنها بمجرد ما أن علمت أن طليقها يستعد للعيش فيها هو وزوجته قامت بتغيير كالون الشقة، وأمرت أخيها باصطحاب أحد الأشخاص معه لتنظيف الشقة، ولما علم طليقها بذلك ذهب إلى الشقة وحدثت مشادة كلامية بين الطرفين حيث كانت الزوجة غير متواجدة بالشقة آنذاك، وبعد المشادة الكلامية قام شقيق اسب بسكب مادة تينر التي تستعمل مع أدوات البويات على جسد طليقها وأشعل النيران به، ومرفق به تقرير المستشفى الخاص بحالة المجني عليه، قررت النيابة الإفراج عن المتهم بكفالة ٥ آلاف جنيه،  ولا يزال التحقيق جترياً فى القصية.